سينقلب السحر على الساحر

إغتيال الخزنوي بداية مرحلة جديدة من نضال كورد غرب كوردستان

 

فينوس فائق

صحفية كوردية مستقلة مقيمة في هولندا

venusfaiq@yahoo.co.uk

 

 ترى هل فكر النظام البعثي السوري الفاسد أن العظمة ليست بالإسم كأن يكون لقبك (الأسد) لكن العظمة أن يحتشد الألاف من مختلف القوميات و الإنتماءات تنتظر جثتك الطاهرة و تتحدث في عظمتك الإنسانية و الأخلاقية و في إنجازاتك الكبيرة و في أمانتك و نزاهتك و هم يحملون نعشك الطاهر على أكتافهم؟؟

هل فكر الأسد أنه مهما زمجر و صرخ و هو يقتل الخزنوي و آلاف الخزنويين فإنه لن يصل إلى كعب حذاء الخزنوي في النزاهة و الشموخ و الإباء؟؟ فكلمة الحق واحدة و تقال مرة واحدة كما قالها الخزنوي البطل و أغتيل بعدها ليصبح رمزاً لنضال نزيه و يبدأ مع إستشهاده عهد و تأريخ جديد من تأريخ نضال الحركة التحررية الكوردية في غرب كوردستان الكبرى ، و الشهادة ينالها الشرفاء و العظام من أمثال الخزنوي ، فحينما ترتفع روحه الطاهرة إلى السماء تنزل أرواح القتلة و السلفبعثيين إلى الحضيض و يغرقون في وحل..

لقد عرف الشيخ الخزنوي كداعية إسلامي خصوصاً بين الأوساط الكوردية و سعيه الدؤوب من أجل الإصلاح ، فبماذا عرف النظام السوري منذ تأسيسه على أيدي العفالقة؟؟

سعى الشيخ الخزنوي طوال سنوات نضاله من أجل التعريف بالقضية الكوردية داخل سوريا و الأمر الذي أكسبه المزيد من الإحترام بين كل الأوساط ، و محاولاته فتح أبواب الحوار داخل المجتمع السوري على كل المستويات ، ذلك المجتمع الذي لجأ فيه النظام السوري وبكل الوسائل و الطرق لتمزيقه و تشويه جذوره الثقافية و الحضارية...فعظمة الشيخ كانت بأن كلمة (كوردستان) التي وردت في كتاب له كانت كفيلة بأن يجن جنون نظام بأكمله ، كما أن وجود رجل داعية و مفكر كبير مثله كان بإمكانه أن يهز جدران البيت الرئاسي فيتم إعتقاله من ثم إعدامه و ذلك لا لشي و إنما لأن الطغاة و عصابات و قطاع الطرق لا يخافون من أي شيء بقدر ما يخافون من رفيعي الشأن و الأخلاق و الفكر فكان خوفهم من هذا الداعية الكبير و كأنه نبي جاء يبشر الكورد و يدعوهم إلى الثورة و الخلاص من العبودية ..

فبعد أحداث قامشلي و إنتفاضة آذار 2004 و الآن المأزق الذي وضع نفسه فيه النظام السوري العفلقي بإغتيال الشيخ معشوق الخزنوي رابع شخصية كوردية يتم إغتياله منذ العام الماضي 2004 ، تكون الحركة التحررية الكوردية في غرب كوردستان قد دخلت مرحلة جديدة من نضالها من أجل الخلاص من العبودية و إنكار الوجود ، لأن بذور التسامح التي زرعها الخزنوي في أرض كوردستان الغربية سيجني ثمارها الشعب الكوردي قريباً جداً ، لأنه كان يدعوا إلى نبذ الإسلام السياسي و يطالب بتحقيق التوافق بين الإسلام و الديمقراطية تلك الأسس و الأفكار و القيم التي يجهلها القتلة البعثيون ، فهنيئاً لك أيها التراب و أنت تحتضن جثمان الخزنوي الطاهر و قلبي معكم يا إخوتي في كوردستان الغربية ، إن نهاية كل السلفبعثيون ستكون مثل نهاية الطاغية صدام إنشاءالله ، فها هي سوريا كما نرى بأم أعيننا كيف ترعى الإرهاب و تصدره إلى العراق بهدف إجهاض التجربة الديمقراطية في البلد الجار ، و لأن فاقد الشيء لا  يعطيه ، فهو لا يرحم و لا يدع رحمة الله تنزل ، فهو لا يحقق الديمقراطية و لايدع غيره ينعم بها ما دام هو لا يؤمن بها ..

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com