طريق الديمقراطيه في العراق يحتاج الى شيء من الدكتاتوريه

 

شوقي العيسى

منصف أم غير منصف لهذا المنطقوق وكيف وماهي المدلولات والثوابت فكثيرا ما نستعرض مفهوم الديمقراطيه الحديثه وماهيتها ولكن الغريب في الامر هو أن الغالبيه لم يدرك هذا المفهوم فأستدركت القوه السياسيه الفعاله في العراق هذا المفهوم للديمقراطيه على أنه أن تعمل مايحلو لك وأن تقترح ماهو بعيد كل البعد عن الواقع وأن تتهجم على الغير وما الى ذلك من المفاهيم الخاطئه والجاهله بأسم الديمقراطيه فعلى تطبيق الديمقراطيه يجب أولاً أتباع الاسس والنظم والقوانين والمصاديق لهكذا مفهوم........

 لو تعمقنا في الحاله العراقيه فنجد أن هناك سلم تدريجي لهذا الواقع يبدأ من الدوله أو الحكومه المركزيه التي يتطلع اليها الاخرين ماتنطقه عن الديمقراطيه وما تفعله وما تنشره أذن فهناك قانون إداري لهذه المرحله يجب أن نستدركه وهو السلم الاداري ومنه الى اثبات القانون أولاً ثم التعميم ثانياً ثم مرحلة التطبيق ......

 العراق وعلى مر العصور والانظمه الحاكمه والفاسده أشبعت هذا الشعب بالدكتاتوريه التي صادرت الحقوق والمفاهيم والاراء وحتى الانفس فلم يكن شيء بالعراق أسمه ديمقراطيه فهو مفهوم جديد يجب تعلمه وتحققه في آن واحد فلتحقيق الديمقراطيه في العراق لابد من شيء من الدكتاتوريه أولاً وفي باديء الامر لتعليم واستدراك الاخرين حتى نطبق مفهوم الديمقراطيه .......

 والذي يحصل الان في العراق من الاخوه السنه العرب انهم فهموا الديمقراطيه على المصطلح الخاطيء  وضنوا أنه مازال هناك ديمقراطيه فيجب أن يدخلوا جميعاً في مرحلة كتابة الدستور وكأن الدستور الذي سيكتبونه يختلف تماماً عن الذي يكتبه الشيعه أو الاكراد ( الدستور هو مجموعة قوانين ولوائح يجب أن لا تختلف عن بقية الدساتير في العالم ) وليس مجرد مزاد علني من يدفع اكثر يأخذ البيعه ماهكذا الديمقراطيه تفهم فهناك أستحقاق أنتخابي وعلى هذا الاستحقاق يجب أن يعمل به وحسب الخبره والعلميه والادراريه وعلى أي حال فقد وافق الاخوه الشيعه بالتنازل لاعطاء دور اكبر للاخوه السنه في كتابة الدستور وفي هذه المرحله أستخدم الاخوه الشيعه دكتاتوريتهم على الشيعه انفسهم رغم الاستحقاق الانتخابي ولم يزل ولا يزال الاخوه السنه يطالبون بزيادة العدد في اللجنه المكلفه لكتابة الدستور فما هو الظن بهذه الطلبات وهل فهموا مفهوم الديمقراطيه هي التنازل بكل شيء ألم يكن هناك شيء في الديمقراطيه بعدم مصادرة الرأي الاخر وأحترام الطرف الاخر ...

 أما الاخوه الاكراد فقد فهموا منطوق الديمقراطيه على مفهومهم وراحوا يعلنون البرلمان الكردستاني والمطالبه بكركوك وغيرها ومفهوم الفيدراليه فلم يكن منطوق الديمقراطيه في العراق على اتاحة المجال للاخرين العمل بما يحلو لهم فهناك قانون واداره ودوله ويجب ان نتبع السلم الاداري والقانوني في الدوله حتى ترتقي لكل المفاهيم التي نؤمن بها وليس جزافاً ان نعلن ونقيم ونحدد من دون مراعاة الاخرين فهذه ليست ديمقراطيه هذه اصبحت لعبه سياسيه يلعب بها المتشبثون باسم الديمقراطيه .
واذا قلنا ان العراق في الوقت الحالي لا يوجد فيه قانون وهناك القانون القديم قانون صدام وهناك قانون ادرة الدوله المؤقت وهذه القوانين كلها انتهت وانتفت فيجب علينا بانتظار القانون الذي سيكتب وبايدي عراقيه مثقفه وبالتالي العمل به والتطبيق له أما ان نعمل على هامش قوانين نحن ابتدعناها ونريدها ان تكون فهذه ليست بديمقراطيه ليس الديمقراطيه ان اضع الاخرين أمام امر واقع هذا يسمى التعدي على حرياتهم واختصاب صلاحياتهم ....

فنحن امام التحديات والمفاهيم الجديده مثل الديمقراطيه والفيدراليه والتعدديه وغيرها فلابد من شيء اسمه الدكتاتوريه ان نفرضها على الاخرين لتفهم هذه المعاني والجديده حتى يسهل تطبيقها والا سوف يكون البلد هرج ومرج وكل من يدعي الفهم والادراك ...  الفهم ثم التطبيق

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com