|
ان لهيئة الانسان ومظهره الخارجي تاثير كبير في قوة او ضعف حضوره الاجتماعي للوهلة الاولى منذ بدء الخلق وحتى قيام الساعة.وهذه مسألة بديهية ترتبط بذوق الانسان واحساسه الفطري بالجمال والقبح. ولاشك عندي ان معظم القراء قد مرت عليهم قصة قصيرة عبر التاريخ مفادها ان جحا حاول ان يحضر احدى الولائم فمنعوه من الدخول لرثاثة ثوبه فخرج صاغرا وعاد لهم بجبة جديدة زاهية الالوان وعمامة جديدة ليدخل الباب نافخا عرفه ولينحني المضيفون اجلالا واحتراما لهيبته. وحين جلس الى الخوان وضع اكمام يده في صحن المرق قائلا كلي ياجبتي.... وللقول حكمة بالغة تعكس اخلاق الناس ومنهجهم في تقبل الاخر وفقا لحسن هندامه وشمم عرنينه المصطنع. هذا المنهج الادمي في تقييم الادم الاخر للوهلة الاولى على اساس مظهره الخارجي هو احدى البديهيات الانية الغير عاقلة في النفس البشرية والذي لاينجو منها كائن من يكن من ولد ادم مهما علت او انخفضت درجة علمه وتفكيره. لكن المصيبة القاصفة ان تتحول هذه البديهية الانية الجاهلة لدى الفرد الى نظرية راسخة تعمق وتبرر وتسوّق تلك البديهيات الغبية على انها دعامات للتقدم الحضاري ومركبات للتسابق وصولا الى الانتاج والابداع الفكري من وجهة نظرهم . لو كان للباس الفرد نصيب من الفكر والعقل لخلق الله الانسان بملابس كي لايترك لاحد من عباده حجة عليه. وهذا يذكرني ايضا بقصة طريفة اخرى عن ذاك الذي نزع عمامته ووضعها على رأس الحمار وقال للمرأة التي قصدته ليقرأ لها رسالة وكان اميا لايقرأ ولا يكتب. فعيرته مستغربة كيف انه لايقرأ وعلى رأسه عمامة... قال لها:ـ اذا كان العلم بالعمامة فليقرأها لك الحمار اذن. عجيب والله امر هذه الناس...لكن المثل يقول حب واحجي واكره واحجي..وانا اجزم أن مخارج الكلام عند الانسان لاتصدر من فراغ..انما يقينا مما يعتقد به ويؤمن..وكل يرى الناس بعين سريرته.. وكل اناء بالذي فيه ينضح..ولكن الغريب ان ينضح الاناء مسامير..مسامير تتناثر على قارعة الطريق فتشغل المارين في هذه الجادة وتدمي اقدامهم وتبطيء من سيرهم وتلهيهم عن الهدف من المسير. السؤال الذي اطرحه على صاحب المسامير المشهور. هل الانسان مظهر ام جوهر..وذا كان مظهرا كما تريد فهل المظهر مطلق كالزي الموحد ام نسبي كما يرتزق منه مصممو الازياء. وهل لك ان تختار له انت مظهره بالوجهة التي تريد..اذن صار مطلقا يخضع لذوقك ويتحدد به..المرأة حسب ماتريد يجب ان ترمي الحجاب..وماذا عن العقال..انا واثق انك تسخر منه وتسفهه لانه ان صدق حدسي بادعائك فانه يقيد الحركة ويوخر عجلة البروليتاريا..وماذا عن العمامة..لاشك انها غريبة جدا بل ومتصادمة مع زيك الاممي ورأسك الحاسر كرأسي حتى من الشعر مما يسمح بانزلاق الريح عليه والتقليل من مقاومة الهواء وبالتالي السبق في العدو من اجل الوصول الى الاهداف الانسانية في البناء والتعمير. ومارأيك بزي جدتي وجدتك العربية والكردية والاشورية ..وعصابة خالتي وخالتك والموروث الذي يخجل الكثير منه ويستعلي عليه..ام ان نضالك ياسيدي الفاضل ينصب حول عضوات الجمعية الوطنية فقط. ومن ادراك وانت تؤمن بالديمقراطية وبالحوار البناء ان السيدات الفاضلات في الجمعية الوطنية واللاتي يلبسن الحجاب يرغبن بنزعه ولكنهن اجبرن على لبسه لتنبري انت منتفخا بالدفاع عنهن. هل ناقشت ياسيدي احداهن في الموضوع فوجدت انها مضطهدة كي تتبنى قضيتها بسمار ابو العشرة انجات. وهل انتخبها الشعب لتؤدي دور البهلوان او الكروباتيك في البرلمان فيعيقها الحجاب عن تلك الحركات. اليس مهمتها ان تكون ذات عقل راجح وفكر ثاقب وامانة على تحمل المسؤولية في اعلى درجاتها كي تمثل حاجة الجماهير وتستقتل من اجل قولة الحق .. هل رأيت احداهن وهي تتعثر بحجابها فيتلعثم النقاش وتتصبب عرقا من خجلها . مالذي يجري في رؤسنا ياسيدي...كل يتكلم بوحي ايمانه..انت مع كامل تقديري واحترامي انسان مادي بحت وفكرك الذي احترمه ايضا لايؤمن بالله ولا بالدين ولا بالكتب السماوية ولا الرسل والانبياء ولا الغيب ونحن رغم اختلافنا معك لكننا لانتحرش لا بالديالكتيك ولا بالمادة...ونحن بالمقابل لنا رأينا المغاير في ذلك كله وعليك ان تحترم اعتقاد الملايين بل المليارات من المسلمين الذين يعتقدون بغير ماتعتقد..اليست هذه هي الديمقراطية التي تدعون ..ام تمارسون الارهاب الفكري علينا ببعض ما آتاكم الله...عفوا..ببعض ما آتتكم به انفسكم من الادبيات ومن منمق القول. أنت تنطلق من ايمانك ونحن ننطلق من ايماننا..انت لك دائرتك ....ونحن لنا دائرتنا...فلماذا تمد رجلك الى دائرتنا. انا اتفق معك بكثير من الافكار الرائعة التي تحملها لا لأنك ابو المسامير...بل لان العقل يقبل هذا او يطرح ذاك ...ولكنك هذه المرة هفوت وادليت بدلوك بغير بئرك. وانت ياسيدي الفاضل الاديب اللامع ان كنت تدعوا الى تحرير المرأة وهي ليست بالنظرية الجديدة فهل تنوي التحرير بالشكل واللباس وطريقة الاكل ....يقينا لو كانت عندك كاميرا خفية وتابعت احدى عضوات الجمعية الوطنية العراقية خلسة الى بيتها....يعني مجرد خيال او افتراض مع تقديري...ووجدت انها تدخل البيت منهكة متعبة وافترشت الاض واطفالها على سفرة الزاد واكلت بيديها...ياللهول...ربما سننشر صورها (في اربع اركان الولاية) لان هذه الطريقة في الاكل همجية ومتخلفة....ربما ...كما الحجاب..وهي لاتنسجم مع العنوان الحضاري للمرأة العراقية الجديدة....(لا وجمالة عضوة برلمان....) اخي الفاضل.. ان لنا ان نفتخر بان المرأة العراقية بحجاب او بغير حجاب قد ارتقت بمستواها المعرفي الى هذا المستوى..وانطلقت كالمارد الجبار من قمقم الشطب والالغاء والعبودية عبر سنوات الظلم والقهر والاستبداد الصدامي او مما سبقه... ولاتنسى بانها تحمل مسؤولية مضاعفة لايقدر الرجل على حملها وهي في هذا الموقع الحساس..فهي مطالبة بان تكون برلمانية تعرف بحسابات السياسة ومصالح الناس والبلد.....ومن ثم هي مطالبة بان تكون أماً في البيت تتحمل الجزء الاكبر من متطلبات الحضور الزوجي والعائلي وهي في هذا المركز ....مع استمرار انانية الرجل العراقي في هذا المجال وبامتياز ......ومن ثم ايضا... عليها ان تحسب كثيرا قبل الاقدام على القول والفعل بسبب تجربتها الجديدة خوف الفشل الذي يترصده امثالنا انا وانت....ومن ثم كذلك..عليها ان تتقي سهام الناقدين والمنظرين العاطلين عن العمل الذين لاشغل لديهم الا الحديث عن ملبسها ومأكلها وحليها وكانها يجب ان تتجرد تماما عن انوثتها وطبيعتها كأمرأة. اخيرا ....باطل....باطل....باطل .....تقييم الانسان على اساس المظهر الخارجي واللباس....ولكنها وللاسف الطبيعة البشرية.....وحب واحجي ...واكره واحجي... وآمن واحجي...وإلحِد واحجي وكل واحد حر بحجابه وبخلاعته...مو هيجي ..لو آني غلطان ونصيحتي وانت ممن ينبرون للواجب الوطني..ان تسخر قلمك الرائع العريض معها لا عليها..تصويبا اخويا وطنيا...لانقدا مرا لاينفع ولايضر واستميحك عذرا عن شطط القول ان هي الا المحبة للجميع
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |