|
النظام السوري والفشل الاسطوري ياسر سعد / كندا
المؤتمر القطري لحزب البعث السوري أسقط كل الحجج والذرائع والتي كان يتمنطق بها المدافعون عن الرئيس الشاب والمتأملون من نظامه خيرا , سواء اولئك المرتزقة او اصحاب النوايا الحسنة من الساذجين سياسيا. حجة عقبة الحرس القديم لم تعد قائمة فلقد اطاح بهم بشار وامسك ظاهريا كما واقعيا بجميع الاوراق والمواقع. النظام السوري عاجز عن أي خطوات اصلاحية حقيقية ولو كانت جزئية او صغيرة لعدة اسباب واعتبارات منها: النظام ورجالاته وابتداءا من بشار نشأوا وتربوا ثقافيا وفكريا وعقائديا على القمع واحتكار القرار والاستهتار بالاخرين شعبا واحزابا ومثقفين, كما ان النظام السوري -كما اكثر الانظمة العربية- وصل الى مرحلة متقدمة من التعفن السياسيي والاقتصادي والتي لا تحتمل اي نسمة اصلاحية او حرية نسبية تكشف للشعب الارقام الفلكية من النهب الاقتصادي والدرك المتهاوي من الفساد الاداري والانهيار العلمي والتقني المتفشي في البلاد والتي ان ظهرت ستؤدي الى ثورة عارمة من شعب كريم عزيز تعرض لعملية افقار وقهر واذلال مبرمجة. لقد راقب الشعب السوري بجميع فئاته وقطاعاته جموع المواطنين اللبنانيين وهم يتظاهرون هاتفين ضد النظام السوري ورموزه فيما الجيش السوري المبتلى كغيره من المواطنين بقيادة فاسدة وقاصرة وتفتقر للرشد وتفتقد للقدرة على اتخاذ القرارا الصائبة او على اضعف الايمان تجنب القرارات الكارثية يجر اذيال الهزيمة والخيبة. كما تابع الجميع التنازلات الماراثونية والانصياعات المهينة والتي قدمها النظام السوري وعلى الملأ للادراة الامريكية وتباهيه بمنع المقاتلين من مقاومة الاحتلال الامريكي والتقدم بتذلل بالغ تجاه الاحتلال الاسرائيلي والذي كانت مواجهته الاعلامية البائسة سببا لشهر سيوف القهر وقوانين الطوارئ على رقاب ابناء الوطن الاسير, ذلك التوجه والذي توج بالمصافحة الشهيرة بين بشار والليكودي كاتساف في الفاتيكان. وحين وصل الامر الى مخاطبة الشعب المنتظر وعلى احر من الجمر نسمات من الحرية وشيء من الحقوق الاساسية والانسانية المحروم منها, عادت اللهجة الاعلامية العنتيرية والعبارات الجوفاء الى الظهور من جديد من قبيل لن نخضع للضغوط الخارجية. فاذا كان ما يجري ليس من الخضوع فهل هو من الركوع ام ماذا؟ لقد أظهرت المعارضة السورية وبكل تياراتها حسا وطنيا عاليا برفضها الضغوط الامريكية واعلاناتها المتكررة بالسعي للدفاع عن الوطن باتجاه الاخطار الخارجية والتهديدات المتزايدة. غير ان النظام السوري والذي ادار لها وللشعب السوري ظهر المجن اثبت ان اللغة الوحيدة التي يفهمها هي لغة الحصار والمواجهة. المطلوب الان من المعارضين للنظام السوري رفع سقف مطالبهم وطرح ضرورة اسقاط هذا النظام ومحاكمة رموزه على جرائمهم ضد الانسانية وعلى نهبهم للثروات البلاد وتدمير مقدراتها الاقتصادية والعلمية وتحطيم النسيج الاجتماعي للبلاد. المطلوب رصد ونشر الاحصائيات والتي تتناول جرائم النظام وفي كل الاتجاهات ومحاصرة النظام ورموزه اعلاميا وسياسيا واللجوء الى محاكمته رمزيا وربما اللجوء الى محكمة العدل الدولية واستدعاء مجازر حماة وتدمر وجسر الشغور وغيرهم الى الذاكرة والى دائرة الضوء. للطائفة العلوية فرصة كبيرة وربما اخيرة للتلاحم مع كل قطاعات الشعب والتبرؤ من نظام استغلها ابشع استغلال وورطها في مواقف سيكون لها ثمنا باهظا في المستقبل ان كان قريبا او بعيدا. ان ما يحدث في العراق سيكون نزهة لما سيجري في سورية إذا لم يُوقف هذا النظام البائس عند حدوده في تدمير الوطن ونسيجه الاجتماعي والتي تهيؤ لثورة جياع ومحرومين عارمة لا تبقي ولا تذر.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |