السيستاني ومصداقية نوبل

  سلمان الشامي

salman_alshamy@hotmail.com

                           

 

مع اقتراب موعد تسليم جائزة نوبل للسلام لعام 2005 ، وبعد ان رشح مسيحيو العراق الامام السيد علي السيستاني مرجع المسلمين الشيعة في العالم لنيلها كثر الحديث عن هذا العظيم،
خصوصا بعد جهوده الاستثنائية للحفاظ على الاقلية السنية العربية في العراق من ردود الافعال الغاضبة من جراء الارهاب الطائفي الذي يقوم به بعض ابنائها في العراق متحالفين مع طائفيين من وراء الحدود، اضافة الى حمايته ابناء الديانات والمجموعات الاجتماعية الاخرى.
هذا التسامح الذي اشاعه السيستاني في العراق كان الضمان الاهم للوحدة العراقية بعد ان حولت ممارسات الصداميين العرب ومرتزقتهم المنتشرين في كل بقاع الوطن العربي المشاعر العراقية الى حالة من الرفض التام لكل الشعارات الخادعة التي كان يرفعها (صدام) بطل التحرير القومي، كما ان استقلالية منهج السيستاني وفرضه للارادة الوطنية العراقية على كل الاطراف حتى التي تبدو قريبة من منهجه قد اكسبه سلطة معنوية مضافة.
لابد من القول ان رؤى السيستاني ودوره الهام ليس استثناء عن ادوار هامة لعبتها عبر التأريخ  مراجع شيعية هامة لها الفضل الاول في  قيام الدولة العراقية منذ ثورة العشرين وحتى استشهاد الامام السيد محمد باقر الصدر، بل هو امتداد لهذا المشروع الرائد.
كنت اتمنى ان يقف المنصفون من العرب، مع مشروع بناء الدولة العراقية ما بعد الدكتاتورية البدائية حتى و لو بالكلمة التي هي اضعف الايمان، لكنهم بدل ذلك صاروا يعينون على هدم العراق والاساءة الى رموزه الكبار وفي مقدمتهم الامام السيستاني،  وكأنهم لا يدركون ان الاغلبية الشيعية في العراق هي رهان استقرار العراق واستمراره،  وان جرهم الى حرب اهلية مع اخوانهم السنة سيؤدي بالعراق الى الدمار،  وهذا ما ادركه الامام السيستاني وعمل على تفاديه في وصيته الشهيرة :
( حتى لو قتلت انا وولدي هذا فلا تأخذوا بثأري... فتدمروا العراق) 
 ان رؤية السيستاني اثبتت جدواها وانتمائها الى المعاصرة وقبول الشعب وانتخاباته كخيار لتحديد النظام السياسي  ومن هنا فإن اي قارئ مبتدأ في السياسة يدرك ان العراق اليوم قد اكتشف في السيد السيستاني ليس العالم والمفكر الذي اعطى (نظرية الاعلم) من الاحياء المؤهلة للمرجعية الشيعية حقها وصدقيتها فحسب، بل واكتشف  فيه رجل سلام من الطراز الاستثنائي، فلولا حكمته وسعة صدره وافقه الواسع، لكانت ردود الافعال على جرائم  البعثيين و التكفيريين قد مسحت مدنا بكاملها من خارطة العراق، وهو الامر الذي يدركه الجميع ولكن لا يعترف به الا الشرفاء فقط.
هذا وكثير غيره يؤهل السيستاني لان يمنح لنوبل مصداقيتها.
 
 

                                                             

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com