|
ألا تُعسا للجعفري إن لم يطهر الأنبار من المسالخ البشرية
د.هادي المالكي
الأنبار مدنا وقرى وبلدات ، أم مسالخ بشرية ؟ يعترض فيها الإرهابيون طريق الذاهب والآتي ليقتلوه ويقطعوا رأسه ويمثلوا بجثته ويلقوا به على قارعة الطريق . استوطن فيها الإرهاب الصدامي والتكفيري منذ بداية التسعينات فكانت صفحتها بيضاء ناصعة البياض يوم الثورة على الطاغية المقبور لتكون سوداء كالحة السواد في بقية عيون العراقيين . أمست الأنبار اليوم مرتعا وموئلا كبيرا لمواخير الإرهاب المستوطن والقادم من وراء الحدود السورية البعثية وقاعدة رئيسية لانطلاق الإرهاب نحو المدن العراقية الآمنة الأخرى . حالما سقط النظام المجحور راح بعض أهلها وفيهم الكثير من ضباط ومنتسبي أجهزة امن ومخابرات صدام المقبور ـ راحوا يتسابقون على إفراغ مخازن ومستودعات سلاح الجيش العراقي السابق والمنتشر في مختلف مدن الأنبار في الفلوجة والبغدادي وهيت وحديثة وغيرها كثير ، أفرغوها واحتفظوا بها في بيوتهم ومزارعهم والبوادي وصاروا يزودون بها المجاميع الإرهابية في بقية مدن العراق . فالإرهاب كل الإرهاب إنما ينطلق من الأنبار ولا مكان غير الأنبار . لا خير فيك وفي حكومتك يا جعفري إن لم تطهر الأنبار من مواخير الإرهاب التي تعشعش فيها ومن الإرهابيين الوحوش القتلة المجرمين والسفاحين الذين حولوا مدن وقرى الأنبار إلى مسالخ بشرية يقتلون فيها العراقيين ويسلخوا جلودهم ويلقوا بهم في الطرقات . قم لهم يا رئيس الوزراء وقاتلهم ونكل بهم وشردهم واسقهم من كأس المنون الذي يعذبون به أبناء العراق العظيم . اعلم يا رئيس الوزراء إنما مهمتك الأولى هي القضاء على الإرهاب قبل وضع الدستور وغيرها من المهام ، قم لهم يا وزير الدفاع يا دليمي ، أولَمْ تقل أنت بنفسك انه لو آوى أخوك أو ابن عمك إرهابيا لاعتقلته . لا تعتذروا للشعب بقلة العدد والتجهيزات ، ففي كل محافظة اليوم لواء أو فوج على الأقل من الدفاع والداخلية ، استجلبوا تلك القوات من المحافظات الآمنة وابعثوا بهم إلى الأنبار ليطهروها من عصابات المسالخ البشرية . قاتلهم يا رئيس الوزراء ، قاتلهم يا وزير الدفاع ، قاتلوهم ولا تذروا على ارض الأنبار من الإرهابيين ديارا . أعطْ يا رئيس الوزراء لوزير الدفاع مهلة إن لم يطهر فيها الأنبار من الإرهابيين فأقله و استعمل غيره ، إن خير من تستعمل القوي الأمين . فان فشل في ذلك ولم تقله ، أقلناك غير مأسوف عليك ، ولا تحسبن إن مدة ولايتكم القصيرة ستعفيكم من العزل والإقالة ، بل أنت ووزراءك هدف لها ولغيرها . والله إن وجدنا فيك اعوجاجا أقمناك بأقلامنا ، فان لم تستقم ، عزلناك بأوراق اقتراعنا و إِنَّا على ذلك ، إن شاء الله ، لقادرين .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |