|
الدجيلي - شوكة في اعين مختطفيه
المهندس الاستشاري/ سلام إبراهيم عطوف كبــة
لن يمر اختطاف الدكتور شاكر الدجيلي مر الكرام وهو ليس آخر المطاف في الحملة المسعورة التي تقوم بها العصابات الصدامية وفلول النظام وقوى الإسلام السياسي المتطرفة المتعاونة معها لكن المستغرب هذه المرة ان الاختطاف - الفضيحة ترتكب داخل الاراضي السورية في رابعة النهار... أمام العالم وفي عصر المعلوماتية المعاصرة والعولمة الإعلامية دون خجل ولا وجل ولا إعتبار لا للمنطق ولا لحقائق الواقع الجديد ولا للقانون الدولي! . ماهي الرسالة التي تسعى الحكومة السورية ايصالها الى الشعب العراقي هذه المرة ؟. السيد شاكر الدجيلي ليس مجرد مواطن عادي بل هو ناشط سياسي وله صفة إستشارية في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان)! وهو عضو لجنة العلاقات الوطنية في الحزب الشيوعي العراقي الذي احتفظ بعلاقاته الطيبة مع القيادة السورية لعقود خلت ... من خطف وغيّب الدجيلي، لابد وأن يكون من بين أولئك الذين يهمهم تحجيم وتغييب التيار الديمقراطي او حركة الدفاع عن حقوق الانسان(الدجيلي عضو في الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان / السويد) وحتى الحزب الشيوعي العراقي ومن أولئك الذين يريدون للعراق أن يتوقف في سيره نحو مجتمع الديمقراطية و حقوق الإنسان أو تشويه هذه العملية أو المعادين للديمقراطية و دولة القانون من الإرهابيين الذين يدعون محاربة أميركا ، و بكل هذا التنوع لن تكون سوريا بعيدة عن تحمل المسؤولية. من خطف وغيّب الدجيلي ، قد يكون من بين أولئك الذين يهمهم عرقلة و تأزيم علائق الحزب الشيوعي العراقي بالقيادة السورية ... وفي هذه المرة لن تكون سوريا بعيدة عن تحمل المسؤولية ايضا ! هل وضعت السلطات السورية المعلومات التي بحوزتها عن العراقيين المعارضين للنظام العراقي المقبور تحت تصرف من تسميهم المقاومة العراقية؟ وتواطأت لأختطاف الدجيلي وربما تسليمه للإرهابيين أو لتسهيل إختطافه من قبل الإرهابيين أنفسهم؟ هذه المرة تكون الحكومة السورية قد ارتكبت حماقة الحماقات لأنها قد انزلقت الى مستنقع حضيض مرتزقة المقاولة العراقية والعربية والاسلامية من قوى المغامرة والظلامية والسحر والشعوذة وهز البطون ناهيك عن جرذان الفكر القومي المندحر والارهاب... وهي التي تعلم علم اليقين ان الدجيلي عضو في حزب فهد الذي صرخ بوجه جلاديه " الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق " . لقد شهد السفر النضالي الطويل للحزب الشيوعي العراقي الحالات المماثلة التي اقدمت عليها حكومات بلدان مجاورة للعراق .. ولكن مجملها في سلة وتصرف الحكومة السورية في سلة أخرى ... اعتقال الرفيق عادل حبة من قبل جهاز (السافاك) الشاهنشاهي في ايران ، والرفيق رحيم عجينة اعتقلته مخابرات دولة الملالي الخمينية في ايران ، مجاميع غير قليلة من الرفاق اعتقلتهم الجندرمة التركية وسلمت البعض منهم الى النظام الدكتاتوري الساقط ... هذه الافعال الشنيعة لم تكسر عزيمة الشيوعيين العراقيين في الوطن الحر والشعب السعيد .. وفي جميعها طاردت هذه الانظمة الحزب الشيوعي العراقي مثلما طاردت الاحزاب الشيوعية في بلدانها .. لكن قضية الدجيلي ذات ابعاد مختلفة ، .... واتسم اختطافه بالغدر الامر الذي لا يفسر على انه سوى محاولة يائسة للتأثير والضغط على السياسات الاستراتيجية للحزب الشيوعي العراقي ومحاولة تجريده من اصدقاءه وحلفاءه .. وفي هذه المرة لن تكون سوريا بعيدة عن تحمل المسؤولية ايضا لأنها تدرك ان مثل هذه المحاولات مصيرها سلة المهملات ومزبلة التاريخ . لم يغادر الدجيلي الأراضي السورية ، ... وعليه تتحمل الحكومة السورية مسؤولية سلامة الدكتور شاكر الدجيلي . فهل تكفي دعوة الحكومة السورية والرئيس بشار الاسد إلى التدخل العاجل ، لإعادة الدجيلي إلى العراق..؟ مالم يصحب ذلك التوضيح الوافي وتقديم الاعتذار الرسمي للحزب الشيوعي العراقي . كرر الرئيس بشار الاسد ( فرخ البط عوام ) وعود الإصلاح على مسمع الشعب السوري ووفاءه بها يستلزم غلق الواجهات التي تسئ لسمعة الشقيقة سوريا وللعلاقات مع العراق (قيادة قطر العراق لحزب البعث ( فوزي الراوي ) ومكتب المنظمات الشعبية العراقية ومكتب شؤون العراق في القيادة القومية) ، وطرد مرتزقة صدام حسين من الاراضي السورية ( وفرت الحكومة السورية لهم القصور – الاوكار الفارهة بعد تسكعهم بعض الوقت في فنادق ودور بغاء المرجة في دمشق )، والكف عن لعب دور الصبي المسكين الذي آخر من يعلم بمخططات مخابراته .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |