"الجلبي دوكترن" أساس التغيير في الدول العربية

 

د.هادي المالكي

hdk72@yahoo.com

     

    مع المناورات الترقيعية المصرية والسورية تجاه الإصلاح في دولِها والذي أمسى مطلوبا داخلياً وخارجياً أكثر من أي وقت مضى ؛ ما الذي ستفعله المعارضة في هاتين الدولتين ؟ وما الذي ستفعله المعارضات العربية الأخرى تجاه المناورات ، إن وجدت ، والتي تقوم بها حكوماتها هي الأخرى تجاه الإصلاح ؟

     يا ترى كيف سيكون عليه موقف المعارضات العربية بعد عدد من السنين لن يزيد عن العشر في كل الأحوال ، إذ ما بقيت هذه الحكومات العربية تناور وتصانع وتداهن لكلٍ من شعوبها المطالبة بالديمقراطية والقوى الدولية الضاغطة نحو الإصلاح ؟ هل ستبقى هذه المعارضات ترفض الاستعانة بالقوى الدولية  من اجل تحقيق الديمقراطية والإصلاح الشامل في دولها ؟ والقوى الدولية هنا هي الولايات المتحدة والتي قد تنظم إليها في المستقبل المنظور حتى أوربا التي عارضت الحرب على نظام صدام المقبور . ولكن هل رفضت المعارضات العربية ابتداءً فكرة التعاون مع هذه القوى الدولية لما فتحت الأخيرة باب الاتصال والحوار لهذه المعارضات ؟ كما حصل مع بعض فصائل المعارضة السورية في الخارج ومع حركة الإخوان المسلمين في مصر . إذا كانت  المعارضات العربية لا تمانع على الإطلاق ، كما هو واضح الآن ، من الاستعانة بما تسميه تلطيفاً ب " الضغط الدولي " من اجل الدفع نحو الإصلاح المنشود في دولها . أَوَلَمْ يطالب سعد الدين إبراهيم في مصر منذ بضع سنين صراحةً وعلناً أن تشترط الولايات المتحدة مساعداتها المالية لمصر بالإصلاح السياسي قبل الاقتصادي منه ؟ أَوَلَمْ يكُ وليد جنبلاط قبل اغتيال الحريري يشتم السيد احمد الجلبي ، فلما اغتيل الحريري تحول جنبلاط نفسه إلى جلبي لبنان ؟!

    فإذا كان هذا هو وضع الحكومات العربية وهذه هذه هي ممارساتها ومناوراتها وألاعيبها تجاه أي دعوة أو رغبة في الإصلاح تنطلق من الداخل أو تفرض من الخارج ؛ وإذا كانت هذه هي حال المعارضات العربية في موقفها من مسألة التعاون مع القوى الدولية القادرة على فرض هذا الإصلاح على هذه الحكومات الحجرية المتكلسة ؛ فهل من الصعب على المراقب لهذه الأوضاع أن يستنتج وبسهولة إن الأمر لن يطول كثيرا حتى تتوصل المعارضات العربية جميعها و دون تردد أو مجاملة للشارع العربي المعبأ بما اسميه " فوبيا أمريكا " ، إلى انه خير وسيلة ، وربما الوسيلة الوحيدة المتاحة ، لتحقيق التغيير في الدول العربية نحو الديمقراطية الكاملة  هو هذه الاستعانة بالقوى الدولية لفرض التغيير ، ولو بالقوة ، على هذه الأنظمة الحجرية المتكلسة ؟ وإذ ذاك ألن يكون السيد احمد الجلبي قد سبق المعارضات العربية جميعها وأرسى لهم مبدأً أو عقيدةً في كيفية تحقيق التغيير في البلاد العربية ؟

    هذا المبدأ أو العقيدة هو ما يمكن أن نسميه بـ " الجلبي دوكترن " .

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com