التركمان ومواقع المسؤولية

 

جنكيز رشيد محمد

jengezr@yahoo.com

لقد عانى الشعب التركماني ما عاناه خلال العهود السابقة من التهميش والإقصاء وسلب الحقوق والاستحقاقات والاستهانة به كشعب متحضر قادر على العطاء والبذل وتجسدت هذه الفكرة  بابشع صورها خلال فترة حكم الطاغية بل منذ قيام ثورته الملعونة ثورة عفلق بن ابيه ،

فكانت هناك قيود ومحظورات على تعيين التركمان في المواقع القيادية والمسؤولة بغض النظر عن تلك المسؤوليات الحساسة التي تتعلق بالأمن والدفاع .

وفي الجهة المقابلة كنا نجد التركمان في جميع أركان المعارضة العراقية في المهجر ابتدءا من أحزاب المعارضة الإسلامية والعلمانية والقومية وكانت لهم مناصب مرموقة ولا يخفى ذلك على احد بل كانوا من المعتمدين عند عمالقة المعارضة العراقية والشخصيات المعروفة وذلك لإخلاصهم في العمل وتفانيهم ووطنيتهم التي لا يملك احد الحق في المزايدة عليها، وبذلوا المستحيل من اجل اثبات وجودهم امام المكونات العراقية الاخرى والتي تشكل نسبة عالية من الشعب العراقي فاختلط دماء شباب التركمان بدماء أخوتهم في سبيل حرية هذا الوطن وتقاسموا المعاناة معهم والغربة والملاحقة فكان المهندس والطبيب التركماني والمدرس والفني والأكاديمي تاركا لما حصل عليه من شهادة علمية تؤهله للعيش الرغيد في سبيل قضية بلده وشعبه وحاملا سلاح المقاومة الشريفة ضد الطاغية .

وبعد بزوغ شمس الحرية على ربوع عراقنا الحبيب برزت من هذه الشخصيات التركمانية القيادية من ملأت الساحة السياسية بوجودها وأثبتت جدارتها في حمل المسؤولية القيادية بشكلها العراقي العام والتركماني الخاص  وذلك لرؤيتهم الواسعة والمفتوحة وعدم الانزواء وراء الافكار الضيقة والمرحلية وبالأفق الوطني الصحيح ليكونوا ملكا لكل العراق بالإضافة إلى أهلهم من التركمان ,

وبعد تشكيل حكومة الدكتور الجعفري تولى لاول مرة في تاريخ العراق وزير تركماني يمثل التركمان بأحقية مسؤولية وزارة الأعمار والإسكان  والمعروف بتاريخه النضالي المشرف منذ ان كان في مقتبل عمره ، المطارد من قبل الطاغية الذي حكم عليه بالإعدام غيابيا فبالإضافة الى دراسته في كلية الهندسة كان مدركا لقضية وهموم شعبه وترك العراق لأكثر من خمس وعشرين عاما  قضاها في النضال وتطوير كفاءته من خلال الحصول على شهادة الماجستير  عاد ليحمل هذا الوسام الذي يفتخر به كل تركماني شريف وهو مسؤولية الوزارة .

فبعد سماعه نبا توليه هذا المنصب بدقائق  لم يدخر من الوقت حتى ارسل في طلب اوراق لدراسة الوزارة ومنذ توليه هذا المنصب نراه يحث الخطى يمينا وشمالا من اجل خدمة المنصب الذي تولاه ويكون خادمه المطيع لا ان يكون المنصب خادما له ليرضي الله والشعب والذين كان ثقتهم في ايلاءه هذه المسؤولية ولايمر يوم واحد الاونرى وزارته تظهر لنا بانجاز جديد واصبح لغة الايام هو توقيتا لانجاز الاعمال بعد ان كانت لغة السنوات بل العقود من السنوات سياق الاخرين في انجاز اعمالهم. 

هكذا هم التركمان الاصلاء الذين تميزوا عن غيرهم واثبتوا كفاءتهم في كل مفصل تولوه في الدولة ان المطلوب من الجميع في هذه المرحلة التي هي بمثابة الاختبار لهم وخصوصا التركمان ليس فقط العمل بتفاني واخلاص  فقد يتوفر هذه الميزة لدى الجميع بل الاستقتال في العمل وعبور مرحلة المستحيل والعمل بعقل ابتكاري وشحذ الهمم وطوي المسافات لان الوطن فقد مايكفي من الوقت في مجال التقدم فيجب تعويضها بالجهد والعمل المتفاني فصب العرق ليس باصعب من نزف الدماء الذي لطالما عرفوه والوصول الى رضا الله والشعب وليرفع كل تركماني راسه ويفتخر بان الوزارة التي تولاها قد نجحت نجاحا باهرا واستثنائيا فالنجاح العادي غير المتميز لايرضي شعبنا الجريح وليثبت ان النجاح في مايوكل اليهم هو السبيل في اخراج الطاقات التركمانية الكبيرة المكبوتة والاستعداد لتولي مناصب اخرى في مراحل قادمة. 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com