هل ما يحصل من تنازلات لقادة الإرهاب العفلقي باسم مشاركة السنة إجراءات شرعية؟

وداد فاخر / النمسا

widad.fakhir@chello.at

 

من المعروف بأن من يخول شخصا أو جهة ما لتمثيله يتوجب على ذلك الشخص عدم التفريط بحقوق ذلك الفرد أو تلك الجهة ، ويجهد نفسه في سبيل الحفاظ على كل حقوقه كاملة . لكن ما حدث من قبل من خرج الملايين للتصويت لهم كممثلين للشعب في أول جمعية وطنية منتخبة في العراق بعد ما يقارب نصف قرن من غياب تام للمارسة الديمقراطية ، أن خيب هؤلاء الممثلون ظن من وضعوا الثقة بهم باسم الحفاظ على (الوحدة الوطنية ) تارة ، وخوفا من الأمريكان تارة أخرى . وحجة أولئك المتخاذلين وتراجعهم أمام تهديدات العصابات البعثية المسلحة التي تحمل مسميات عدة كـ(هيئة علماء المسلمين ) ، أو ( التيار الوطني ) ، أو) البعث اليساري ) ، أو أي من العصابات البعثية الأخرى التي لبست لبوس الدين والوطنية بعد سقوط صنمها في 9 نيسان 2003 ، هو مشاركة اكبر قدر ممكن من الشعب العراقي في كتابة الدستور والمساهمة في العملية الديمقراطية.

وحتى ندرك تماما ما يحصل على الساحة العراقية في الظرف الحالي علينا أن نسترجع ما حصل من أحداث في ستينيات القرن الماضي عندما تغاضى عبد الكريم قاسم عن كل ما كانت تفعله عصابات البعث المتحالفة آنذاك مع التيار القومي العروبي الفاشي ، وبعض الخطوط الدينية الشيعية التي جرت العراق في النهاية إلى مجازر 8 شباط 1963 ، وتركته يخوض دوامة من العنف والدمار طوال أكثر من أربعة عقود من الزمن .

فقد أدى تهاون ولا أبالية عبد الكريم قاسم ، واعتناقه بطريقة خاطئة شعار ( عفا الله عمل سلف ) وتطبيقه مقولة ( الرحمة فوق القانون ) إلى تنامى قوة الجماعات الإرهابية من عتاة المجرمين العفالقة الذين عاثوا في العراق فسادا وكان هو أول ضحاياهم .، لذا فهم يطبقون الآن نفس الأساليب القديمة السابقة أن كان باسم العروبة أو الإسلام ، أو كان الداعي بطريقة مخاتلة لما يسمى

بـ ( حقوق الطائفة السنية ) ، إرهابي ومجرم مثل حارث الضاري أو نصاب محترف كان يسبح بحمد السلطان أيام سيده صدام مثل عدنان الدليمي ، أو مجرم مثل كل من مشعان الجبوري أو منذر الشاوي أو مزهر الدليمي . لأننا نعرف تماما إن حقوق الشعب العراقي كاملة ولا تقبل التجزئة باسم سنة أو شيعة أو عرب أو كورد أو تركمان أو كلدو آشور . ومن يريد أن ينصب نفسه داعية للحقوق عليه أن لا يتحدث بطريقة عنصرية طائفية بتاتا ، ويتحدث بإخلاص عن حقوق العراقيين  ، دون أن يشترك في عمليات الخطف والسلب وتقاضي ملايين الدولارات باسم العروبة والإسلام ..

كذلك فإن لا حق إطلاقا لمن لم يشارك في العملية الانتخابية بالحديث عن مشاركة حقيقية بينما يشارك شرفاء العراقيين جميعا وهم يمثلون الطيف العراقي من عرب وكورد وتركمان وكلدو آشور وايزيديين ومندائيين ، سنة وشيعة في العملية الديمقراطية بكل شجاعة وجرأة افتقدها البعض ممن حسبوا على الخط العفلقي وارتضوا الاصطفاف مع قوى الإرهاب القادمة من خلف الحدود .

فهل الإخوة الكورد من أهل السنة غير أولئك السنة العرب ، أم من شارك في مجلس الحكم والوزارتين السابقتين . ومن يشارك حاليا من الإخوة شاركوا كعراقيين أولا ، وسنة كطائفة ثانيا . فلم لم يحسبهم حارث الضاري وزمرة القتلة من أهل السنة ؟؟!! .

لكن عتب الجماهير العراقية التي خرجت واضعة أرواحها على اكفها يقع أولا وأخيرا على من وضعوا الثقة بهم من كل التيارات العراقية المشاركة في العملية الديمقراطية ، وخاصة الائتلاف العراقي الذي يتراجع يوميا أمام الضغوط الإرهابية والأمريكية مثله مثل عبد الكريم قاسم الذي كان أول ضحية لأرائه المخطوءة وتصرفاته الغير دقيقة .

فنحن نسمع من خلال وسائل الإعلام عن مفاوضات بين من رفعوا السلاح بوجه العراقيين ، وشاركوا بقتل أحبتهم قبل سقوط النظام وبعده ، وبين الأمريكان كما صرح بذلك وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ، أو ما سمعناه عن رضوخ للمطلب الإرهابي الذي طرح بالنيابة عنهم من قبل عدنان الدليمي رئيس ما يسمى بالوقف السني ، وذلك بالموافقة على إضافة 15 شخصية للجنة كتابة الدستور و10 آخرين كاستشاريين . ترى من خول لجنة كتابة الدستور ، أو الجمعية الوطنية أو الحكومة الحالية بذلك؟ . وهل نرى عتاة المجرمين والقتلة يتصدرون برلماننا ( الديمقراطي ) مستقبلا في الانتخابات القادمة كجزء من اللعبة الديمقرطية ؟! .يقينا لا نستبعد ذلك بوجود مثل ذلك التراخي والتميع في التعامل مع قضية الإرهاب ، لأن خطة الطريق العراقية تتحدث عن مثل ذلك ، فالقوات الأمريكية التي حضرت للعراق لم يكن بحسبانها أبدا بعد أن أتضح المخفي من مقاصدها إزالة ربيبها المسمى بنظام البعث بل كل ما هنالك إنها كانت تريد تأديب عميل عاصي تمرد عليها مثله مثل نوريكا الرئيس البنمي السابق الذي لا زال يقبع في السجون الأمريكية كصاحبه صدام حسين ، لذلك تركت كل رجال النظام وقادته بدون مسائلة منذ أول لحظة دخولها للعراق وطرحت قائمة آل 55 فقط لأنها تريد تأديب رئيس العصابة ومن يحيط به ممن تمردوا عليها ، ولم يكن تفكيرها منصبا بغير تلك الخطة ، لكن ما حصل بعد ذلك اخرج الأمور من يدها لذا عادت لتحرك رجالها المخلصين من فلول البعث بعد أن تيقنت من أن جميع خيوط اللعبة تكاد تفلت من يدها .وما تحركات جماعة علاوي التي تتوافق وتتزامن مع ما يخطط له الأردن أو ما يجري في الإمارات من تآمر يقوده عدنان الباججي ، أو ما قام به وزير علاوي أو حرامي بغداد أيهم السامرائي لهو غير بعيد عن خطة الطريق العراقية . وقد بانت بوضوح الخطة التآمرية التي تقودها كل من ( الأردن والإمارات والسعودية ) لان هناك في مخيلتهم خطرا داهما على المنطقة هو الخطر الكوردي – الشيعي .

إذن هل يحتاج شعبنا بعد أن تكشف له كل ذلك أن يبادر بأخذ الأمور بيده والقيام بهبة شعبية تطيح بكل ما خططت له أمريكا ، وتزيح من أمامه كل من يقف بالضد من تطلعاته في سبيل بناء عراق حر ديمقراطي فيدرالي موحد خالي تماما من أدران وأوساخ البعث ، أو يحصل ما نخافه بحيث تعود كل ولاية لموقعها القديم ، وبذا يرتاح كل منا ويعيش بسلام بعيدا عمن يستولي على نفطنا وخيراتنا وبالتالي يقتل أبنائنا ؟؟!! . فهل يأتي علينا يوم وبعد أن نضيق بمن يعيش عالة علينا ويسلبنا خيراتنا من البدو الأجلاف ، أو من المستعربين الأنذال لنقول لهم كما قالها عبد السلام عارف للضباط الأحرار : هاذه حدنه وياكم ؟؟! .

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com