محاكمة صدام ومقتضيات المرحلة الراهنه

 

شوقي العيسى

خطوات يصبو الى تحقيقها الشعب العراقي المظلوم ومن جل تلك المتطلبات أن تبدأ محاكمه عادله لصدام الذي اكبح كافة العراقيين بظلم وظلامات لا لحد لاخرها .....

 ونحن نشهد المشهد والواقع السياسي في العراق ومجريات الاحداث التي تمر ومرت خلال خطوات متعدده من أسقاط ابن العوجه صدام الى انشاء مجلس الحكم الذي تم تعيينه من قبل الحاكم العسكري كارنر ثم بريمر ومن ثم انشاء الحكومه المؤقته حتى آلت اليه متطلبات الشعب العراقي من إنتخابات يطفح منها حكومه وليدة الشعب منتخبه من أصوله العميقه المتأصله بعراقته وعروبته الفذه حتى رأينا مجريات الانتخابات وماآلت اليه من ملحمة انتصار حقيقي ضد إرادة الشر والارهاب.

 ومر العراق ويمر حاليا من عاصفه ارهابيه هوجاء ضد ابناء العراق الابطال الذين رفضوا ظلم صدام فتحركت قوى الشر الارهابيه بعدة اتجاهات منها من يكون من البعثيين الذين تنعموا بظل صدام ومنهم تنظيم القاعده الذي رأى ارضية العراق الخصبه لتواجدهم فتمركزوا ومنهم بائعي الضمائر الميته الذين انساقوا مابين البعثيين وما بين تنظيم القاعده والكل يعمل لانهيار العراق حتى يكونوا بؤر للارهاب انطلاقاً من العراق بعد ان اكتسحت ساحات افغانستان والسعوديه والاردن فكانت المحطه العراق .......

 اما ماكان من امر صدام فقد تم القبض عليه آبان مجلس الحكم وبعدها بدأت التصريحات من الساسه العراقيين بمحاكمة صدام وفي كل يوم يكون هناك تصريحات لمسؤول جديد يوعد بمحاكمة صدام قريباً والسؤال هنا للساسه العراقيين هل هذه التصريحات التي يدلوا بها هي مخدر لارادة الشعب العراقي؟

هل هذا دفع لمعنويات العراقي المنهار ازال الوضع المتردي؟

لا شك ولاريب أن كل هذه التصريحات والادعاءات هي مجرد اقوال ولاسباب عده اولاً صدام لم يتحول ملفه الى العراقيين فهو مازال بيد الامريكان وهم وحدهم الذين يحددوا مصيره المشؤوم وحتى لو سلمنا جدلاً بان ملف صدام بيد العراقيين فلم يحاكم في هذا الوقت لاقل تقدير هو بعد ان يكتب الدستور العراقي الجديد لانه من غير الممكن ان نحاكم صدام ونحن بلا دستور للبلاد وبدون قوانين وضعيه يقوم على اساسها القاضي العراقي الذي يلفظ الاحكام على صدام .....

فلو تسلم العراقيين صدام من الامريكان وكتب الدستور فسوف يحاكم صدام واركان نظامه المشؤوم لانه ليس من السذاجه ان نسلم بان صدام يحاكم قبل كتابة الدستور فكيف نرد على هيئة دفاعه المأجورين للدفاع عن هذا الجرذ الذي يمتثل امام المحكمه فإما ان نحاكمه بقانونه هو أي صدام وهذا نؤآخذ عليه لانه قانون سفله ومرتزقه أو أن نحاكمه بعد أن نكتمل من كتابة الدستور لانه وكما نعلم أن الدستور هو مجموعه من القوانين واللوائح الدستوريه والقانونيه التي من خلالها نرجع اليه في الاحكام او المستجدات الاخرى فلو أردنا ان نحاكم صدام على قانون صدام نفسه فلن يبقى يوم واحد في المعتقل يعدم بسرعه فائقه وليس هو فقط يسحق جميع اقاربه وعشيرته واصدقاءه ويمحوا من الخريطه كما فعل هو في شمال العراق مع الاكراد في حلبجه ومدينة بلد فهذا الحكم على صدام بقانون صدام .

 أما اذا قلنا لا نحاكم صدام على أساس حضاري متقدم نسمح بان يدافع عنه محامي وهيئه الدفاع وتكون محكمه شرعيه عادله يشهدها جميع العراقيين فهذا يعني اننا نحاكمه بعد ان نكتب الدستور.

وهنا يجب الاشاره الى بعض الجماعات المسلحه التي تنوي ان تتصل بالحكومه وتتفاوض معها لالقاء سلاحهم مقابل اندماجهم الى العمليه السياسيه فاذا انصاعت الحكومه الى تلك المجاميع والثلل سوف ياتي جماعه اخرين يطالبون باطلاق سراح صدام مقابل القاء سلاحهم وعلى هذا المنوال سوف لن يتخلص العراق من ثلل الارهاب والبعثيه وسوف تكون بيدهم ورقه رابحه اذا اتفقت الحكومه الجديده مع المسلحين الذين ينوون الدخول في العمليه السياسيه فالعراق في مرحلة صراع حقيقي بين الشر وبين الخير الذي ينشده الشعب العراقي فلا تعطوا هذه الفرصه للارهاب.

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com