لكنه شيعي ياطويل العمر

رد على الزميل عدنان حسين

علي الشلاه

كاتب واكاديمي عراقي / مدير عام المركز العربي السويسري

دون ان يشير الي رد الصديق الكاتب عدنان حسين على مقالتي ( المثقفون العرب ساسةً – ابراهيم الجعفري نموذجاً ) بمقالة غريبة على اسلوب الزميل حسين الذي اعرف، وعنوانها (الروزخون ابراهيم الجعفري ) ، وقد اشتملت المقالة على اساءات غير موضوعية وغير مسبوقة الى شخص الدكتور ابراهيم الاشيقر ( الجعفري ) اول رئيس وزراء منتخب في العراق وزعم انه روزخون  وهي كلمة فارسية  لا ادري لماذا استخدمها الزميل عدنان ولم يقل انه ملا مثلاً او قارئ على الحسين كما يسمي العراقيون شيوخ النعي الحسيني، لكن يبدو ان الزميل عدنان مازال متأثراُ بالخطاب الطائفي الذي ولى الى غير رجعة والذي يعد كل شيعي فارسياً خصوصاً الشيعة الأكراد الذين حاول الزميل عدنان ان يوهمنا بانه يدافع عنهم.

لا ادري ماهو محل اعتراض الزميل عدنان على بيان حكومة الجعفري وكيف يتخلص من لغة الحزن العراقي السائد منذ بابل ومأساة تموز في كلامه وهو يخاطب شعباً عدد شهدائه أكثر من سكان دول عربية كاملة ام ان الزميل عدنان اراد من الجعفري ان يكلمهم باللغة الانجليزية حتى يثبت انه ليس روزخوناً ، لكن الاخطر في الامر ان يعد الزميل عدنان الاسم الحركي للدكتور الاشيقر ( الجعفري) دليلاً على طائفيته وهو امر مضحك اذ غاب عن ذهن الكاتب عدنان ان اسرة الجعفري اسرة عراقية معروفة  نبغ عدد من أبنائها وبينهم الشاعر صالح الجعفري صاحب القصيدة الشهيرة في حرية المرأة..

 

هذبوها فانها بـشـر           لكمال الحياة تفتقر

ألكي تستحيل حامضة          في زوايا البيوت تدخر

كيف يعطي ثماره شجر       في الحصى والتراب منقبر

 

 فهل كل ابناء ابناء هذه الاسرة طائفيون لأن لقبهم الجعفري ؟

ولماذا تشكل عبارة جعفري وشيعي عقدة لدى البعض ؟

لقد عكست مقالة عدنان قلة اطلاعه على شخصية الجعفري ورؤاه فهو يستدل على كل تاريخه من بيان وزاري يمثل حكومة ولايمثله فقط وحتى هذا البيان قد لقي تعاطفاً كبيراً من العراقيين جميعاً حتى الاخوة الأكراد لم يذهبوا الى ماذهب اليه عدنان ولا ادري من هم الاعضاء في الجمعية الوطنية الذين لاحظوا هذه الروزخونة كما زعم صديقي عدنان ؟ لقد كفاني الأخ مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان عناء الرد على زعم الزميل عدنان يوم أمس حين ركز على متانة التحالف مع الجعفري وسائر اعضاء حكومته .

كيف يريد السيد عدنان قيام انتخابات لتنظيم خيطي مثل حزب الدعوة عقوبة الانتماء اليه او السماع به هي الاعدام ؟

ورغم رؤاي العلمانية وعدم ايماني بالدولة الدينية طالبانة ام غيرها الا انني اجد ان شخصية ابراهيم الجعفري هي الشخصية الأكثر توازناً بين الزعماء العراقيين سنةً وشيعة، وهي ذات نزعة عراقية مستقلة حتى ايام المعارضة في ايران، ولذا لم يستطع البقاء فيها وقد عكس الخطاب الذي ادانه عدنان روحاً عراقية عامة غير طائفية لم يلتفت اليها صديقي عدنان عندما اقسم للطفل الموصولي بان تأخذ العدالة له ثأره ولم يقسم لعشرات الضحايا الشيعة الذين قتلوا على الهوية في الحلة واللطيفية والمدائن وما حولها.

كنت اتمنى على الزميل عدنان ان يعضد اعتدال الجعفري حتى لايتسلق الطائفيون سلالم الدولة العراقية لكنني للأسف وجدته واجداً على الاشيقر حتى الدرجة الرابعة كما قال في مقاله ، وكنت اظن ان صديقي عدنان بريء من ظاهرة السوائل في الاواني المستطرقة التي تغلب على كثير من المثقفين العراقيين حسب تواجدهم المكاني عربياً او حسب اماكن عملهم اذ انهم يأخذون شكل المكان الذي يقيمون او يعملون به.

ان النظر بعين واحدة الى ابراهيم الجعفري يذكرني بالسائد العربي عن العراق وهم لن يرضوا عن الجعفري او غيره من الزعماء الشيعة العراقيين مهما قدموا  لا لشيء الا لأنهم روافض ياطويل العمر .

 

 


 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com