|
العراق "الجديد"... يهدد الكويت ومن جديد!! ياسر سعد / كندا
التصريحات والمواقف الصادرة عن الاحتلال الامريكي وحلفائه في العراق غالبا ما تثير الحيرة وربما الاستهجان لمن يتابعها او يراقبها. كما انها تكشف عن حالة واضحة من التخبط والعشوائية تظهر من خلال تناقضاتها لا منطقية اصحابها وافتقارهم الى ادنى درجات المصداقية. فحينا يصرح جورج بوش وحليفه توني بلير ويكرران بان العالم اصبح اكثر امانا بعد غزو العراق ثم يعترف من بعد ذلك رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي المتعجرف بأن الوضع الامني في العراق تدهور عما كان عليه قبل الغزو الامريكي له في عام 2003. اما الذين زايدوا على الجميع وتحدثوا عن برامجهم السياسية السلمية الحاسمة لطرد الاحتلال بعد ان يتم لهم الوصول للحكم عبر الانتخابات, والتي جعلوا منها واجبا دينيا مقدسا كيف لا وهي الطريق الوحيد والسبيل الفريد لطرد الاحتلال ودحره وكنسه من العراق. فلما ان فازوا "واكتسحوا" الانتخابات المبرمجة امريكيا فاذا بهم يعبرون وبصفتهم حكومة "شرعية" عن رغبتهم العارمة ومواقفهم الصارمة في الطلب من الاحتلال بالتفضل والتكرم والبقاء في العراق ليحفظ أمنا اضاعه (الاحتلال) ويصون حرمات امعن في انتهاكها. من المواقف المضحكة والمبكية في آن هو في علاقة العراق مع جيرانه. فقد كانت علاقات النظام العراقي السابق السيئة بجيرانه واعتداءاته المتكررة -كما كانوا يزعمون- هي واحدة من الحجج الرئيسية لغزو العراق والاطاحة بنظام حكمه. الان مشكلة العراق الرئيسية او على الاقل واحدة من اهم مشاكله هي في العلاقة مع جيرانه كما يكرر مسؤولو الاحتلال الامريكي وحلفاؤهم ولكن بطريقة معكوسة. فالدول المجاورة هي الان السبب الرئيسي في تسلل "الارهابيين" للعراق الجديد, فحسب هذا المنطق, هل كان صدام على حق في مواقفه "العدوانية" من جيران العراق على سبيل ان خير طريقة للدفاع هي الهجوم؟ أخر التصريحات العجيبة والغريبة كانت لوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري حذر فيها من أن المسلحين في العراق ربما يعبرون الحدود إلى الكويت لتنفيذ هجمات "في محاولة للإضرار بالعلاقات بين البلدين". وقال زيباري لصحيفة القبس الكويتية "أخشى وأتوقع أن تكون هناك عملية تسلل معاكس" من العراق إلى الكويت". كانت تهديدات صدام للكويت ايضا من الذرائع الاساسية لاحتلال العراق والان بعد اكثر من عامين من اسقاط النظام وتفكيك الجيش العراقي والاجهزة الامنية السابقة يعود الحديث عن مخاطر وهجمات قادمة من العراق الى الكويت. وتتزامن هذه التصريحات مع الزيارة "التاريخية" لرئيس الوزارء العراقي الجعفري لتثير الكثير من علامات الاستفهام والتعجب. فإذا كان زيباري يعني ما يقول فهو يُكذّب وبشكل غير مباشر التصريحات الكثيرة والتي صدرت مؤخرا من اقطاب الحكومة العراقية والتي تحدثت عن تحسن نوعي في مجال الامن وعن تراجع في عمليات المقاومة العراقية, فهل بلغت المقاومة العراقية او التنظيمات المسلحة من القدرة والقوة -رغم العمليات الضخمة المتكررة ضدها من قبيل مصارعة الثيران والبرق وغيرهما كثير والتي تنتهي بنجاح إعلامي كبير- حدا لتنقل عملياتها عبر الحدود؟ اما اذا كانت تصريحات الوزير العراقي تهدف لابتزاز الكويت خصوصا مع توسع مشاعر العداء للكويت على المستوى الشعبي العراقي وظهور مقالات صحفية عراقية من معارضين سابقين للنظام العراقي تكرر نفس اتهامات نظام صدام للحكومة الكويتية بالاستيلاء على النفط العراقي وزعزعة اقتصاد العراق وخنقه, فإننا ننتهي بمشاكل العراق القديم تتكرر مع العراق الجديد اضف اليها احتلالا عنيفا وضياعا للامن وجوعا وفقرا وانتشار للجريمة وثقافة قطع الروؤس والسيارات المفخخة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |