فيصـل الــقاسم ودم ســمير قصيــر

  سلمان الشامي

salman_alshamy@hotmail.com

                           

فوجيء كثير من المشاهدين بالمذيع فيصل القاسم في برنامجه التهريجي الشهير، وهو يستهزء بدم الشهيد الصحفي سمير قصير، الذي يفترض انه زميل مهنة للقاسم وذلك في الحلقة التي كان عنوانها (لجان التحقيق الدولية) والتي جمع فيها  بين الناشط في حقوق الانسان خالد شوكت (ممثلا للشعوب)  والوزير وئام وهاب ( ممثلا للانظمة الحاكمة).
ظهر القاسم منزعجا متذمرا من الادانة المحلية والدولية الكبيرة على جريمة اغتيال الصحفي قصير، مستكثرا التحقيق المحلي و الدولي بشأنها.
ان المتابعين للاعلام يعلمون جيدا ان محطة الجزيرة القطرية اقامت الدنيا ولم تقعدها على اعتقال القضاء الاسباني تيسير علوني مراسلها لدى  طالبان  بعد اتهامه بالارتباط بتنظيم ارهابي، كذلك الصحفي طارق ايوب الذي كان يغطي للجزيرة اخبارالحرب على نظام صدام التكريتي
عام 2003م، وقد سمت الجزيرة استوديو على اسمه في بغداد  قبل ان يطردها رئيس وزراء العراق السابق الدكتور اياد علاوي  بقرار هو الاكثر شعبية لعلاوي  في الشارع العراقي.
اذا لماذا تستهزء الجزيرة بدم  الصحفي سمير قصير؟
 يردد اغلب الزملاء الذين استضافتهم الجزيرة  في برامجها وخاصة برنامج القاسم، ان هناك عقدة تتحكم بطاقمها كلما ذكرت قناة العربية، بل انهم يبادرون الى سؤال الضيوف عن رأيهم في العربية  ومسيرتها ثم يحاولون التقليل من دورها بالقول انها بدأت  قوية ثم ضعفت الان، وانها الان على ما هي عليه بفضل الجزيرة وذلك من خلال التلويح بان المذيعة منتهى الرمحي وغيرها قد انتقلوا الى العربية بعد ان تتلمذوا في (مدرسة الجزيرة).
ووفقا لهذا التصور يمكن فهم موقف المذيع فيصل القاسم من سمير قصير الذي ينبع اولا من موقف محطته تجاه العربية التي  تقدم زوجته الاعلامية الجريئة جيزيل خوري في واحد من اهم برامجها ( بالعربي) والتي فازت كواحدة من افضل مذيعات العالم، في حين لم يفز السيد القاسم ومديره العام محمد جاسم العلي الا بجوائز عبد حمود مسؤول حرس صدام وسكرتيره الشخصي.
اما الامر الثاني الذي استفز الجزيرة في الاهتمام العالمي بالشهيد قصير هو الثناء على وسائل الاعلام اللبنانية وتبيان فاعليتها وهو ما يجعل قناة الجزيرة رقما ضمن عدة ارقام وليست بيضة الديك النادرة التي لا شبيه لها.
ان الحقد حتى على الاموات يظهر مقدار الهزيمة النفسية التي منيت وتمنى بها الجزيرة منذ سقوط صدام  مرورا بعشرات الفضائح المتلاحقة للمؤسسة وللعاملين فيها حتى ان احد العارفين ببواطن الامور قد علق على عرض اسهم الجزيرة للبيع بأن هذا العرض المموه يظهر ان كل شئ في هذه القناة معروض للبيع بدء بالعاملين وانتهاء بـالضمائر.
 
 
                                                             

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com