{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }

(143)    سورة البقرة 

     الأمة العراقية هي الأمة الوسط في الأمة الإسلامية التي جعلها الله امة وسطا بين أمم  الأرض المختلفة . فمن ناحية الموقع الجغرافي ، لو تطلعنا إلى خارطة العالم الجغرافية لوجدنا إن موقع العراق يتوسط بقية الدول الإسلامية حتى ليكاد يكون في وسطها تماما . ومن ناحية التوزيع الديموغرافي لسكان العراق ، فالأمة العراقية تتكون من الطوائف والمذاهب الإسلامية الأساسية أي الشيعة والسنة ، حتى لنكاد نرى إن الأمة العراقية تتكون من نصفين شيعي وسني بالتساوي . والأمة العراقية إذا كانت تتكون من المذاهب الإسلامية الأساسية ، فهي فضلا عن ذلك تضم بين ظهرانيها أبناء الديانات السماوية الأخرى ، أي المسيحية واليهودية والصابئية ، بالإضافة إلى ديانة أخرى هي الايزيدية . وبعد ذلك ، فالأمة العراقية تتوزع ديموغرافيا بين عدة قوميات ولغات ، هي العربية والكردية والكلدواشورية والشبك . والى جانب هذا التنوع العراقي العرقي واللغوي نجد إن الأمة العراقية تتخذ موقعها الوسط بين الأمم الإسلامية الأساسية الأخرى وهي الأمة الفارسية والأمة التركية .  

    كل هذه الخصائص والمزايا الناشئة عن التنوع والاختلاف في المذهب أو الدين أو العرق أو اللغة ، فضلا عن الموقع الجغرافي الوسطي الفريد ، قد حابا الله سبحانه وتعالى بها الأمة العراقية لا مصادفة أو اعتباطا ، وإنما لابد أن يكون هذا الأمر لحكمة إلهية بالغة هي ضرورة التعايش بسلام و وئام وتعاون بين هذه التكوينات المختلفة لتقدم الأمة العراقية بتعايشها السلمي وتوادها وتحابها هذا خير دليل ومثال على أمكانية تعايش بني البشر فيما بينهم بسلام ووئام بغض النظر عن تنوعاتهم المختلفة بسبب الدين أو المذهب أو العرق أو اللغة .