|
أصبحت بلاد الرافدين ومنذ السقوط المدوي لنظام الرذيلة والشر الصدامي, مسرحا للعمليات الأرهابية التي يقودها الأرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي. وكانت هذه العمليات تستهدف وبالدرجة الأولى رموز الطائفة الشيعية والقادة الكرد, الذين قسمهم الزرقاوي في خطاباته إلى مرتدين وعملاء يحل قتلهم وسفك دمائهم وإنتهاك أعراضهم. ولقد سارع الأرهابيون العرب و أزلام النظام السابق إلى تنفيذ تعليمات الزرقاوي بحذافيرها, فعاثوا بأهل العراق قتلا وخطفا وإرهابا طيلة السنتين الماضيتين. إلا أن نجاح العملية السياسية في العراق بفضل عزم وإصرار الشعب العراقي ودعم دول التحالف قد دفع ببعض الأطراف التي قاطعت العملية السياسية , إلى المسارعة للأندماج بها قبل فوات الأوان. ولقد ظهر هذا الأمر جليا عبر مشاركة أهل السنه في حكومة الدكتور الجعفري المنتخبة, وكذلك عبر مشاركتهم في لجنة كتابة الدستور. إلا ان هذا الأمر قد أطار صواب الأرهابي أبو مصعب الزرقاوي الذي أصدر بيانا يحذر فيه من مشاركة أهل السنة في العملية السياسية الجارية في العراق ومهددا كل من يفعل ذلك بالقتل بإعتباره مرتدا وعميلا للكفار بزعمه. ولقد شهدت العاصمة العراقية خلال الأيام القليلة الماضية سقوط عدد من القادة من أهل السنه قتلى بيد الأرهاب فهل بدأ الزرقاوي مسلسل تصفية القادة السنة بعد أن شبع من سفك دم الشيعة؟ وهل سيبدأ الزرقاوي مسلسل تفخيخ وتفجير السيارات في المدن السنية؟ وهل سينجح الزرقاوي في تنفيذ مسلسله في إغتيال القادة السنة؟ خاصة بعد تسرب معلومات من الدائرة القريبة من الزرقاوي التي تم إعتقالها, والتي تشير ألى وجود عدد كبير من الأسماء السنية على لائحة الأغتيالات الزرقاوية. إن كل المؤشرات تشير إلى بدء الزرقاوي بتنفيذ مخططه الرهيب هذا , وهذا الأمر ليس ببعيد عن تفكير الجماعات التكفيرية التي قتلت السنة في الجزائر قبل أن تقتل الشيعة في العراق. وهذا الأمر يدل بوضوح على ان خطر الأرهاب يحدق بالجميع ولن يستثني أحدا. وهذا الواقع يحتم على الجميع المشاركة في محاربة الأرهاب والكف عن تقديم الدعم لجماعات الأرهاب وإلا فإن سيف الأرهاب سيقتل كل من سله وكل من ساهم في حده.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |