|
حتى متى الصمت الدولي على جرائم البعث السوري
د.هادي المالكي
الواقع انعكاس للفكر، هذا ما تقول به المدرسة المثالية في الفلسفة. وما نشهده من جرائم وحشية في سوريا والعراق ليست إلا انعكاسا للفكر الإجرامي البعثي الذي ما زال شطره باقيا في سوريا. اغتيالات متكررة مُنفذة بعناية لشخصيات لبنانية ذات توجهات فكرية وسياسية مختلفة ولكنها كلها التقت على مناهضة الوجود العسكري والمخابراتي السوري في لبنان. اكبر الأخطاء الاستراتيجية التي ممكن أن يقع فيها من يخوض حربا ما، هو أن يفتح على نفسه جبهتين في وقت واحد. وهذا ما وقعت فيه المخابرات السورية والتي هي تبقى مخابرات غبية، بحكم كونها تصدر عن عقليات بعثية فاشية إجرامية شوفينية رجعية، مهما بلغت كفاءة إجرامها المنفذ سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين. فاغتيالات لقائمة سوداء أعدتها المخابرات السورية سلفا لشخصيات لبنانية على الجبهة اللبنانية، وفي الجبهة العراقية، واحدة من أكبر حملات الدعم والتدريب والتمويل وتسهيل العبور للإرهابيين باتجاه العراق لتخريب وعرقلة التجربة الديمقراطية العراقية والتي لا يمكن أن تكون إلا غير بعثية وعلى أنقاض البعث المجرم ؛ إلى المحاولات اليائسة لعرقلة التهدئة والهدنة في الأراضي الفلسطينية. كل هذا الإجرام الذي يعج به الشرق الأوسط الآن إذا بحثنا عن مصادره فسنجدها واضحة جلية في متبنيات البعث الفكرية الإجرامية. الإجرام إنما يبدأ في فكرة تخامر العقل البعثي الشرير، ثم تتحول إلى دماء تسيل في واقع مسارح إجرام البعث. أنت بعثي إذن أنت مجرم. والبعث عصابة أينما حل وارتحل، في العراق أو سوريا أو الأردن أو اليمن. يجب أن نفهم كيف يفكر العقل البعثي الفاشي، فكلما حُوصر البعثي أكثر، كلما ازداد إجرامه أكثر. وهذا ما حصل مع البعث العراقي بعد أن ازدادت عليه وطأة الحصار، ازداد أجرمه بحق شعبه فخلف لنا المقابر الجماعية و حلبجة والأنفال حتى وصل الأمر برئيس نظام البعث أن قتل أزواج بناته غير آبه أو نادم. وهذا هو عينه ما يحصل مع البعث السوري اليوم ؛ فما أن بدأ الخناق يضيق عليه، حتى فاحت رائحة جرائمه في الداخل السوري والمحيط الإقليمي. تحسب المخابرات السورية المجرمة الغبية إننا عن جرائمها غافلون ولكنهم هم الغافلون ولكن لا يشعرون. فنحن قد حفظنا أفلام المخابرات العربية والبعثية منها خاصة عن ظهر قلب، وما عادت أفلامكم الهندية تنطلي إلا على البعثيين السذج أمثالكم. اختطفتم الشيخ الخزنوي وقتلتموه ثم أظهرتم أشخاصا أجبرتموهم على الاعتراف بما شئتم في الفضائية السورية ؛ وهذا عين ما فعله قبلكم شطركم العراقي عندما اختال الشهيد الصدر الثاني محمد محمد صادق الصدر واظهر مجموعة من الأشخاص على شاشة التلفزيون العراقي بعد أن اجبروهم على الاعتراف بما شاء من اعترافات. أخذتم قبل يومين مجموعة من الدبلوماسيين والصحفيين إلى حدودكم مع العراق للإطلاع على جهودكم المزعومة لمنع المتسللين من العبور إلى العراق ؛ وهذا أيضا عين ما فعله قبلكم شطركم العراقي يوم أخذ الدبلوماسيين والصحفيين العرب والأجانب إلى المنشآت العسكرية العراقية ليصور لهم وللعالم من خلفهم زعما أن لا أنشطة محظورة فيها. يا لفرط غبائكم، انتم حتى أمسيتم غير قادرين على إنتاج أفلام مخاباراتية جديدة قد تحظى بتصديق البعض، فرحتم تستنسخون الأفلام القديمة لشطركم العراقي. قتلتم الحريري ونسبتم العمل إلى مجموعة دينية مجهولة لغرض التمويه فلم ينطلي التمويه على احد لأنه فلم مخابراتي قديم، ثم سرعان ما انكشف فلمكم هذا وهو المكشوف أصلا يوم قتلتم سمير قصير إذ نسبتم العمل إلى " مناضلي الحرية والتحرير في الشام " مع إن الحركات الدينية لا تستخدم مفردة " مناضل "، بل تستخدم مفردة " مجاهد " ؛ فيا لغبائكم، انتم أغبياء لأنكم مجرمون. يا ترى هل استطاع تأمركم القطري الأخير أن يصلح ما أفسده عهدكم البعثي المشئوم؟ وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر إلا كما يصلح التآمر ما أفسده الإجرام.أنت بعثي إذن أنت مجرم. بل أنت عروبي إذن أنت مجرم. يا ترى لماذا والى متى يستمر الصمت الدولي على كل هذا الإجرام البعثي الذي طابق الخافقين؟ ومتى ينال الشعب السوري حريته و ينعتق من صلف الإجرام والدكتاتورية الفاشية البعثية؟ ماذا تنتظر الولايات المتحدة للقضاء على صنو الإجرام البعثي في سوريا، بعد أن دعست على رأس الإجرام البعثي في العراق؟ هل تنتظر أن يستتب الأمر للعراق الجديد الديمقراطي؟ ولكنه لن يستتب أبدا ما دام البعث السوري في الوجود؟ فالقضاء على البعث السوري هو من أوجب المستلزمات لاستقرار الديمقراطية في العراق ثم من بعده في الشرق الأوسط. حتى متى يبقى البعث السوري المجرم يتحكم برقاب شعبه ويؤذي المنطقة ويجرم بحق أبناءها؟ حتى متى؟ حتى متى؟ صرخة مضرجة بآهات دماءنا التي أجراها البعث انهارا نطلقها إلى القوى الكبرى لتنقذنا من البعث المجرم. فأما من ناصر ينصرنا؟ أما من ذاب يذب عن حرمات حياتنا وأعراضنا التي قتلها وانتهكها إجرام البعث؟ فحتى متى؟ حتى متى؟
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |