|
شهداء مهندسون ابطال
المهندس الاستشاري/ سلام إبراهيم عطوف كبــة
ان ما حل بالمهندسين العراقيين في العقود الثلاث الاخيرة هو عن جهد واع وتصميم مسبق لسياسة الطغم الحاكمة لتحويل أبناء الشعب الى قطيع من الأرقاء مغسولي الأدمغة يسهل تسخيرهم لخدمة النظم الشمولية.... وقد قدم المهندسون التضحيات الجسام في طريق الحرية والانعتاق والخلاص من الانظمة الدكتاتورية والفاسدة على مدى تاريخ عراقنا الحديث وفي سبيل الوطن الحر والشعب السعيد وبناء عالم الغد، عالم الحرية والاشتراكية والسلام . وساهموا بشكل كبير وفعال في دعم الحركة الوطنية العراقية واعمار البلاد وارساء اسس العمل المهني والمؤسساتي المدني... وانغمروا في التظاهرات التي ما انفكت تنادي بعراق حر مستقل يعيش ابنائه بأمان ورخاء، وزج بهم في السجون والمعتقلات، كما قدموا في سبيل ذلك الشهداء قرابين لهذا الوطن... وكان الشهداء عطوان حسين عطية / أبو علي، جبار شهد / ملازم حسان،صامد أحمد الزنبوري / أبو خلود، رعد يوسف عبد المجيد / أبو بسيم، حسين محسن سعيد العباس / أبو خليل، د. سلمان جبو، سمير يوسف كامل / عمار، سلام شهاب أحمد /أبو عادل، ماجد عبد الجبار ( نيوتن )، انعتاق الهيتي، محمد عزيز، د. نزار ناجي يوسف / أبو ليلى... كانوا غيض من فيض الصور الصادقة للمهندسين المناضلين البواسل الذين انجبهم العراق حيث الحضن الدافىءالاصيل، والحليب النقي، والمروءة الطافحة، والنخوة والشيمة والكرامة والوفاء. هذه المبادىء العراقية الاصيلة التي تربوا عليها. وقفوا شامخين كجبال كردستان ونخيل البصرة لم ينحنوا يوما. عرفتهم مدن العراق وازقتها الشعبية ومدارسها وساحاتها النضالية، عرفتهم قمم الجبال والوديان والعيون والروبارات، مناضلون اشداء جسورين مؤمنين بعدالة القضية التي نذروا روحهم من اجلها. لم يعرفوا الخوف طريقا لقلوبهم. في فقدانهم خسر الشعب العراقي كوادر هندسية وطنية ديمقراطية تميزت بالشجاعة ونكران الذات والتجربة والثقافة والخبرة في العمل السياسي والمهني والديمقراطي.لذلك جرى استهدافهم بالطرق الجبانة الغادرة. ستبقى ذكرى الشهداء المهندسين ملهما لمواصلة النضال من اجل الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان وضد الارهاب وثقافته السادية. ان العمل الجاد لإعادة المهندسين المفصولين السياسيين ومن اضطروا لترك الوظائف في أيام النظام الدكتاتوري وتعويضهم عن حقوقهم المهدورة،وهو عمل تجاهلته الحكومات الجديدة لأنغماسها بالطائفية عَارَضاً مرضياً لا علاقة لها بمبادئ الأديان أو الأخلاق... بل باقتسام الحصص والمغانم، لا يستعيض عن التاكيد على منح المهندسين الذين خدموا في حركة الأنصار والبيشمركة ضد الدكتاتورية البائدة أعلى درجات الثقة والتقدير ونشر تجاربهم وخبراتهم الحياتية والهندسية، واعادة الاعتبار إلى الشهداء المهندسين الذين سقطوا في معارك الشرف ضد الصدامية او اثناء اقتتال القوى الوطنية فيما بينها ( دعوة رئيس الجمهورية العراقية الاستاذ جلال الطالباني لأعتبار شهداء الحزب الشيوعي العراقي في بشت آشان وبينهم عشرات المهندسين شهداء الشعب العراقي والوطن... مثلا ) وتعويض عوائلهم ماديا ومعنويا ووضعهم في لوحات الشرف في المقرات والفروع النقابية.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |