|
نداء الى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نداء الى السيد الرئيس الطالباني جلال والى رئيس الوزراء السيد الجعفري أبراهيم والى السادة أعضاء الجمعية العامة . نداء الى كافة المنظمات والجمعيات المختصة بمتابعة حقوق الأنسان في كل زوايا الأرض نداء الى كل الشرفاء والتجمعات التي تؤمن بكرامة الأنسان
في العام 1991 لجأ عدد من العراقيين بعد ان أخفقت الأنتفاضة الشعبية العارمة في العراق الى المملكة العربية السعودية ، حيث تم اسكانهم وسط منطقة ( رفحاء ) البعيدة عن المدن والوقائمة وسط رمال الصحراء اللاهبة والتي لاتصلح لتوطين وسكن اهل العراق ، وبقي هؤلاء أملاً بسقوط النظام العفلقي الذي بقي يحاربهم ويلاحقهم دون هوادة أن يعودوا الى بيوتهم وأهاليهم ، ولما وجد العديد منهم ان الأمل ضعيف وأن الليل طويل تقدم العديد منهم بطلب اللجوء الى الدول الأجنبية بواسطة المنظمة الدولية ، حيث باشرت بأرسال العديد منهم الى دول ليتم اعادة توطينهم . غير أن عدداً منهم ممن تحكمه ظروف تمنعه من الألتحاق بدول اللجوء رفض التقدم بطلب اللجوء وبقي مع أسرته أو دونها يكابد في الصحراء السعودية على حدود العراق الجنوبية . ومنذ العام 1991 ولحد اليوم يكون قد مضى على هذه الشريحة الباقية في ( رفحاء ) أكثر من ثلاثة عشر سنة عجاف وقاسية . خلال تلك الفترة صبرت هذه الشريحة صبراً يفوق الخيال ، وصمدت بوجه الجلاد والطاغية الذي كان يحاول خداعهم بعرض العفو وبذل الاموال والوعود ، غير انهم بقوا مؤمنين بقدرة الله على نصرهم وحمايتهم . وصاروا جزءاً من هذه المدينة الصحراوية ، وكيفوا حياتهم وفقاً لأنعزالها وأنقطاعها عن الدنيا ، فلا أحد يزورهم ولايزورون أحد ، وولد جيل من العراقيين لم يعرف شكل النخلة ولم يذق طعم دجلة والفرات ، ويحلم الأطفال منهم برؤية العراق وبحياة تليق بالبشر وتعيد لهذه الشريحة كرامتها وتشعرهم بقيمة تضحياتهم . وحين سقط الصنم العراقي كان ألعراقيين القاطنين في رفحاء أول من استبشر وغمرت الفرحة قلوبهم ، اعتقاداً منهم أن من يأتي بعده سيفكر بأنصافهم وأعادة الأعتبار لهم . غير ان الناس كانت منشغلة بمصالحها وتقسيماتها السياسية ومناصبها الحكومية ، غير أن الاحزاب العراقية المناضلة التي كانت تبذل لهم الوعود غاصت وعودها في رمال رفحاء ، غير أن الشخصيات التي كانت تتواصل معهم أغمضت عيونها واغلقت أذنيها عنهم . في رفحاء اليوم مجموعة من أنبل العراقيين الذين تناستهم الأمم المتحدة واهاليهم في العراق . في رفحاء اليوم الوجع العراقي بكل تفاصيلة وشجونه في رفحاء اليوم تشعر بأزمة الضمير العالمي والعربي والأسلامي والعراقي في رفحاء اليوم أصوات تغرق في الرمل العربي وتموت مخنوقة دون أصوات ودون حزن في رفحاء اليوم عراقيين مضى عليهم 14 عاماً معلقين بين الأرض والسماء . في رفحاء اليوم يشعر من جاهد من اجل أسقاط سلطة الطاغية أن لامكان للمجاهدين بين اهل العراق وأن عقابه لشديد . منهم من يريد لظروفه الخاصة أن يغادر الى دول اللجوء التي لم تزل تتقبل المهاجر غير الشرعي ، وتستقبل من يصل اليها بالطرق غير الشرعية والملتوية . منهم من يريد العودة الى العراق بكل جوانحه ورغبته من يريد اللجوء وأعادة التوطين لايجد أذنا صاغية من مكاتب الأمم المتحدة ولامن منظمات حقوق الأنسان ، من يريد اللجوء يصطدم بقرارات لاتعالج حالته ولاتقدم له الحل المعقول والمقبول . ومن يريد العودة الى العراق يصطدم بخلو يديه من مال يستعيد به سنوات عمره التي أضاعها وسط الرمال الحارقة ، وعقار يقيه الحر والبرد ، وعملاً يهيا له ولأطفاله مستقبل يليق بالأنسان العراقي المضحي والمجاهد ، وخبزاً يسد به رمقه وعائلته بعد هذه السنين العجاف . من يريد العودة ينتظر أن يتم الالتفات اليهم من قبل الجمعية العامة ويتم ارسال وفد بشكل مستعجل للأستماع الى مطاليبهم الأنسانية فأن لهم حقاً كبيراً في أعناق اخوتهم اهل العراق . من يريد العودة منهم بعد ان امضى سنوات شبابه بين رمال الصحراء الشاسعة يحلم براتب تقاعدي أقل مما تم تخصيصه لعبد الرزاق النايف وعبد الرحمن عارف . من يريد العودة الى العراق يحلم بتأمين مستقبل لعياله يقيه عوز الدنيا ونسيان الزمان . لجميع هؤلاء نقول أن اخوتكم من البشر ومن الجنسية العراقية قابعين وسط تلول من الرمال في منطقة لاتصلها الحضارة ولاتعرف المستقبل ولاتعرف الحاضر ، ومن العار أن يبقى هذا المخيم الذي لايضم سوى أهلنا من الذين بذلوا الغالي والنفيس وعرضوا ارواحهم وأهاليهم لخطر كبير حين ثاروا ضد سلطة الحاكم الباغي صدام . نناشدكم بأسم حقوق الأنسان وبأسم الكرامة البشرية والحق أن تلتفتوا الى هذه الشريحة ليتم انصافها وتكريمها بما يليق بتضحياتها ، وأن يتم اشعارها بعلو اعمالها ومواقفها العراقية . نناشدكم بأسم الأنسانية أن لايبقى اهلنا في رفحاء أرقام غاطسة وسط رمال المملكة العربية السعودية ، وأن لاتضيع أصواتهم ، وأن لايتم التنكر لهم . عار على مكاتب المفوضية العامة لشؤون اللاجئين أن لاترتقي لمستوى أرسال الوفود الجادة لتساهم في حل قضيتهم . ومن العار أن تجعل هذه الشريحة العراقية تطالب ولامن مجيب ، وتصرخ ولامن يسمع . ومن العار أيضاً أن يسقط الصنم ولايتم معالجة قضية أخوتنا في رفحاء . بأنتظار ماتقرره الأمم المتحدة والتنظيمات المختصة بحقوق الأنسان . بأنتظار مايقرره جميعأخوتنا في الجمعية العامة في العراق .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |