|
السويد ذلك البلد النبيل سليم رسول
أعلن وزير العدل السويدي قبل أيام أنّ بلاده غير مستعدة لقبول إجراء محاكمة الطاغية صدام على أراضيها، وفي تعليله لهذا الموقف من قبل الحكومة السويدية قال السيد وزير العدل السويدي: نحن نحترم مشاعر المهاجرين العراقيين في بلادنا ولا نسمح بأن نجرح مشاعرهم ونستقبل الرجل الذي شردهم وسبب لهم المأسي في بلادنا. ليس لنا إلاّ أن نقابل هذا الموقف النبيل بكبير التقدير والإحترام والعرفان، فهذا الموقف فيه الكثير من ملامسة الألم العراقي من تلك الفترة المظلمة ومن الطاغية الذي جرّ الويلات على البلاد. غير أنّ ما يحز في النفس هو ان نجد هذا الشعور المسؤول ينطلق من وزير عدل في دولة بيننا وبينها مسافات شاسعة، وإختلاف في الكثير من العادات والتقاليد والتجارب وغير ذلك فيما نجد من نتفق معه في الكثير من تلك الأمور بل وتجمعنا وإياه روابط الدين واللغة والحدود المشتركة يعرب دون حياء عن إستعداده لإستقبال صدام وعائلته كضيوف عليه وعلى بلاده وشعبه دون أية إلتفاتة الى مشاعر العراقيين! لقد عرفت الدول الغربية مدى إجرامية صدام فصارت تستحي من نفسها ومن شعوبها ومن العراقيين على أراضيها من أن تتخذ موقفا يحسب لصالح صدام، بينما نجد الآخرين يفخرون بذلك ويشكلون لجان من نقابة محامين لديهم للدفاع عن هذا المجرم! هذه المفارقة في المواقف بين الأصدقاء في الغرب والأشقاء في الشرق الأوسط تكشف لنا منزلتنا كشعب في نظر تلك الحكومات التي لم تنفك عن البكاء على صدام حتى هذه اللحظة ، ولذلك لا نستغرب أنّ تدفع تلك الدولة بمخابراتها وشذاذ الآفاق من التكفيرين ليفجروا أرواحهم النتنة بين أبناء شعبنا في محاولة لإرباك الواقع العراقي، ولا نستغرب أن تسارع تلك الدول البعيدة عنا في الغرب الى إرسال المساعدات والقوات من أجل مساعدتنا في إعادة بناء بلدنا. فتلك الدول الغربية تهتم بالشعب وليس الحكومات ولكن هنا ما تزال نظرية إختصار الشعب في الحاكم هي السائدة حتى إذا قضا ذلك الرئيس ظل خياله هو الحاكم وهو المسيطر عبر منظومة رهيبة من البوليسية المرعبة. من حقنا ان نقف كثيرا في تأمل هكذا مواقف ونعرف من خلالها أصدقاءنا كشعب وأصدقاءنا كحكومة ولنا أن نقرر إستمرار تطوير علاقاتنا بتلك التي تصادقنا كشعب يستحق الحياة وأن نحذر كل الحذر من تلك الدول التي ترتبط معنا من خلال الحاكم فقط ولا تنزل الى واقعنا وتقدر مشاعرنا. السويد تلك الدولة المغرقة في النظام وفي العمل الدائب من أجل شعبها تشعر بمرارتنا وتقدر مشاعرنا وتحترم معاناتنا وتفتح ذراعيها لأستقبال أبنائنا وذاك البلد العربي الشقيق أو تلك الدولة الشقيقة تصر على إستمرار ألمنا لأنها تمارس تجارة دماء مريعة في مأساتنا. فهل لنا أن نعتبر من هذه الدروس المرة؟!
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |