تسونامي الفقراء في أيران !

ساهر عريبي

Sailhms@yahoo.com

 

وأخيرا وضعت حرب الأنتخابات الرئاسية الأيرانية أوزارها, وأسفرت عن فوز روبن هود الجديد بمنصب الرئاسة ملحقا هزيمة نكراء بالمولتي ملياردير والسياسي المخضرم الشيخ هاشمي رفسنجاني. ولقد حاول العديد من المحللين الساسيين في داخل وخارج إيران تصوير الصراع الرئاسي على أنه صراع بين محافظين ومعتدلين, أو متشددين ومنفتحين وإلى غير ذلك من المصطلحات البعيدة عن الواقع.

 إلا أن  نتيجة هذه الأنتخابات قد أظهرت بما لايدع مجالا للشك  أن الصراع كان من نوع أخر فالفئات الفقيرة والمحرومة في إيران قد سئمت من  رؤية الأمبراطوريات المالية والعائلية الضخمة التي نشأت في ايران بعد الثورة , والتي لم تترك للجماهير سوى شعارات لا تسمن ولا تغني من جوع. ووجدت هذه الجماهير نفسها تقف أمام مرشحين يقف أحدهم على رأس واحدة من أكبر الأمبراطوريات المالية في إيران, وأخر ينحدر من عائلة فقيرة ويمتاز ببساطته وصدقه وهو يطرح نفسه منقذا للفقراء والمحرومين.

 لقد قال علي عليه السلام (عجبت للفقير كيف لا يخرج شاهرا سيفه), واليوم خرج فقراء إيران شاهرين أصواتهم الأنتخابية علهم ينالوا حقوقهم التي صبروا كثيرا على تحصيلها. ولم يعد يهمهم أمر الأصلاح والتغيير ولا نشر الديمقراطية ولا صراع القيم بين محافظين وإصلاحيين. فالجماهير تريد الخبز وتريد الحياة الكريمة وليوفرها لهم كائنا من يكن.فهذه الجماهير لم تبال بالملف النووي الأيراني ولا بالعلاقات مع أمريكا ولا قضايا الشرق الأوسط فهي وبكل بساطة  تريد الخبز.

 وهذا السيناريو ممكن أن يتكرر في العراق, فالشعب العراقي يريد رؤية حكومة عادلة تبسط الأمن وتقضي على الفساد الأداري وتحسن وضع المواطن العراقي المنهك, ولا يريد رؤية سياسيين يزدادون ثراءا على حساب الشعب.  

 ولا بد هنا من الأشارةإلى أن الفترة القادمة في إيران ستكون لها تأثيرات كبيرة , إقليمية ودولية. إذ سنشهد إنكفاءا في السياسة الخارجية الأيرانية وإهتماما كبيرا بالشأن الداخلي الأيراني , وإن كان الرئيس الجديد يصنف على أنه محافظ فإن فترة رئاسته القادمة ستكون حاسمة في تأريخ إيران. فبعد أن نفض الشعب الأيراني يده من الأصلاحيين والبراغماتيين, لم تبق سوى تجربة أخيرة للشعب ضمن النظام القائم, ألا  وهي تجربة إختيار هذا الرئيس الذي يوصف بأنه محافظ عله يحقق آمال وطموحات الشعب الأيراني. فإن فشل هذا الرئيس بالوفاء بوعوده ولم يحقق طموحات فقراء ومحرومي إيران , فإن المستقبل مفتوح على كل الأحتمالات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com