|
الى شهداء المذهب كوكبة غماس البطلة هشام الشمري
يكذب من يقول انكم قتلتم لاجل الوطن فما قتلكم الذي قتلكم الا لأنكم شيعة ولاتستحقون الحياة.. لا اعرف هل السبيل الى وطن آمن هو ماقُتِلْتُمْ من اجله واي وطن هذا الذي ذهبتم قربانا له ولا انتم ولا ابائكم ولا اجدادكم ولا حتى ابنائكم من بعدكم سيحصلون على شيء فيه انتم في الحقيقة لم تقتلوا قربانا له بل انتم ضحية هذا الوطن الذي لم يحفظ في يوم ما ابنائه ولم يصنهم ولم يكرم من ضحى له، هذا الوطن الذي سرق منكم كل شيء ولم يعطكم أي شي والذي يتبجح اليوم اصحاب الشعارات ويتكلمون عن وحدته وتماسكه وانه وطن واحد يحيا فيه الجميع بأمان !! بينما هم يعرفون جيدا بأنهم يكذبون على الناس وعلى انفسهم اولاً، فلا وطن ولا وطنية في العراق منذ عشرات السنين فكل من جاء الى الحكم سحق كل شعور بالانتماء له ، في الحين الذي رفع فيه اناساً واعطاهم كل شي .. داس وسحق على جماجم وكرامة الباقين وحرمهم من اي شيء وبذلك حطم اي شعور لدى الناس بالانتماء له, اما مايرفع اليوم من شعارات فهي للاستهلاك فقط ولا تتعدى كونها لاغراض حزبية أنتفاعية لذلك يسوقون هذه الشعارات الفارغة والضحية الوحيد هو الانسان البسيط الذي يدفع حياته ومستقبل ابنائه ثمناً لهذا النفاق السياسي فكم من شهيدٍ سقط ؟ وكم من أمٍ ثكلت ابنها ؟ او أخرى فجعت بابيها وذهبت معه كل امنيات الحياة ؟ ماذا قدمت الحكومة التي تتمسك بالشعارات الفارغة وتحابي القتلة ومن ياويهم لاجل كسب ود او رضا هذه الدولة او تلك ولم تعر ولن تعر هذه الدماء اية اهمية ؟ فماذا يفعل مليون دينار وكيس رز وصفيحة معجون امام حياة أسرة فقدت معيلها الذي يقطع كل تلك الكيلومترات ليحصل على قوت يومه؟ ماذا تفعل الشعارات لشابٍ ذهب ضحية الحقد الطائفي والتصفية العرقية ؟ وماذا ينفع التنديد بقتل شيخ افنى حياته دفاعا عن المذهب وتحمل كل المظالم في الدنيا ؟ وهل هنالك مجال للمقارنة ؟ ولكن دم هؤلاء ليس مهماً على عكس ما يدَّعون لانه وللاسف لايجد من يقف خلفه ويسند ظهره ويعيد حق دمه المسفوح ظلماً وعدوانا !! ولا يجد من يدافع عنه حتى اصبح من الرخص بحيث لايمكن تعداد من يسقطون يوميا على هذا الطريق وكأنهم خراف او حتى اقل شاناً منها ، فللخراف ملَّاكون يدافعون عن خرافهم اما شبابنا شيوخنا الذين تقطع رقابهم وتمثل باجسادهم ويحرقون وتزغرد العاهرات لقتلهم لايجدون شريفا يمتلك القوة ورباطة الجأش ليدافع عن دمائهم، ويقول كفى لقد بلغ السيل الزبى، لقد مللنا الصبر والتصبير والحكمة وعدم الانجرار وراء مايسمى بالحرب الطائفية وفي الواقع هي قائمة لكنها من طرف واحد يقتلون كل من تصل ايديهم اليه وايديهم طويلة جداً ويكذب من يدَّعى عكس ذلك،يذبحون من يشائون ويخطفون ونحن يذرق الطير على رؤوسنا ، ننظر لهم ولانعرف سوى دفن قتلانا والبكاء عليهم كالنساء . الحكومة الكريمة ومن خلفها الامريكان يتفاوضون اليوم مع هؤلاء القتلة وسوف يمنحونهم التكريم اللائق بمن فرض ارادته بالذبح والقتل والتفجير ، يعطونهم المراكز القيادية في المستقبل القريب لان امريكا تريد ان تنهي مابداته ، وساستنا يريدون تثبيت ارضية لهم للمستقبل فالملك عظيم ومن غير المنصف ان يكتفوا بما حلبوه من الثور العراقي في هذه الفترة وليس مهم من قتل او يقتل فالمهم وضع نهاية ما حتى لو جيء بالزرقاوي نفسه ليتفاوض وان اسطوانة اننا لن نتفاوض مع من لطخت ايديهم بالدماء باتت مشروخة فكيف يمكنكم ان تثبتوا لنا من هو الملطخة يداه ومن هو البريء من الدم العراقي ؟ ونحن نعيش في هذا العراق ونعرف كل شاردة وواردة فيه ولم نرَ الى اليوم مجاهداً واحداً شريفاً ممن يدَّعي المطلك او القيسي او الضاري وجودَه ؟ فالأشرف بين هؤلاء تراه ناقعاً في الدم العراقي وشارباً منه حد الثمالة ، بل غارقاً فيه حتى أذنيه. ان التفاوض الذي يتم اليوم مع هؤلاء هو الفشل الذريع وهو الخيانة الكبرى لكل الشهداء بدءاً بالسيد الحكيم وشهداء الحلة وكربلاء والكاظمية وحتى شهداء غماس فدماء هولاء جميعا تذهب اليوم سدى فالحكومة اليوم تطوي ملفاتهم وتتنكر لكل الوعود والخطابات التي قالتها وتقولها الى اليوم ولا اعظم خيانة من هذا، وأذا استمرت الحكومة في هذا الطريق فانها تعلن عن فشلها وتثبت بانها ليست امينة على دماء الناس التي ذهبت للتصويت لها وتحملت كل تلك المخاطر،ان البقاء والاستمرار في رفع شعارات كبيرة فارغة تدعي الحفاظ على مايسمى بالوطن هو استخفاف بالدماء التي تراق كل يوم بل وكل ساعة وهو تمسك فاشل بوطن لايريدون له ان يكون الا بعد ان يسحق اتباع مذهب اهل البيت عن بكرة ابيهم،فمن اين ناتي بشجاع يضع النقاط على الحروف ويعلن اننا لانريد من لايريدنا ولكم دينكم ولي دينِ ؟ اتركوا هذا الهراء الذي تتمسكون به اليوم فهو سراب وانتبهوا لايتام الشهداء الذين قتلوا بدون ذنب اقترفوه، اعملوا على توفير نزر ولو بسيط من الحياة لمدن عمل صدام جاهدا على ان لاترى النور ولاتقوم لها قائمة انظروا لماذا ذهب اهل غماس للعمل في حديثة ولم يأتي اهل حديثة للعمل في غماس ؟؟ ركزوا النظر في ابنائهم هل يلبسون دشداشة غير ممزقة وهل تنتعل ارجلهم ما يقيها حر الارض ام هم حفاة عراة في بلد الثروات التي كانت حقاً لغيرهم وحراماً عليهم ؟ ملايين الدولارات كانت تصرف على العاهرات .. بينما لا يجد ابناء الجنوب مايشبع بطونهم التي تبيت طاوية الا من طحين الحصة الاسود مثل جبين صدام حسين بالامس وضمائر قتلة اليوم، اذهبوا الى كل محافظات الفقر الازلي وافتحوا اعينكم جيدا وانظروا ماذا يأكلون وماذا يلبسون وكيف هو شكل حياتهم وفكروا بعد ذلك بالوطن الذي تريدون ان تبنوه ويذهب هؤلاء ضحيته من جديد انظروا الى هؤلاء المساكين الذين تُحَزٌّ رقابُهم كل يوم وتفجر جوامعهم واجعلوهم يمارسون شعائرهم كمايريدون اعطوهم واحداً من الف الف الف مما يملكون وتكونوا عندها اديتم الرسالة التي تدعون انكم تحملونها اتركوا المطلك والقيسي وخلفهم الضاري ومن يتفاوض اليوم بأسم القتلة اتركوهم في صحرائهم يفعلون بها بمايشائون ينظموا الى امتدادهم العربي الشريف ماشائوا فلاسبيل لحياة مشتركة بعد اليوم نحتاج اليوم الى هذا الشجاع الذي يقول الحقيقة التي يخاف الجميع من قولها قسموا هذا العراق ولاتخافوا من هذه الكلمة مادام هؤلاء لم يعوا لليوم ان لاعودة لدولة البعث قسموه وامنحوا المحرومين الحياة، وان لم تفعلوا وسرتم في التفاوض مع القتلة وتصديق هذه الكذبة الكبرى فانتم بحق تكونوا خونة مع مرتبة الشرف، ولن تجدوا بعد اليوم في صناديقكم غير الخيبة والخذلان .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |