الموسيقار فيليكس ماندلسون والعصر الرومانتيكى

 

الفنان مازن المنصور

Oslo.Norway

mazen_flaminco@yahoo.com

ُُ ُ إن الفن الوطني يحتاج لاستمارة دخول كي يجتاز الحدود المحلية، وأما ألفن الإنسانى فهو الفن الذى يجد طريقه لدى كل إنسان في أي بقعة من بقاع الأرض دون الحاجة ألى ذلك،،.

جوستلف ماهلر

 

في رأى نقاد ألأدب الموسيقى أن ماندلسون يعتبر علما من أعلام الموسيقى الرومانتيكية الذين بزغ نجمهم في النصف ألأول من القرن ألتاسع عشر إسوة با لموسيقار بيتهوفن، وشوبرت، وفيبير الذي تحدثت عنهم في مقالات سابقة.

 ولد الموسيقار فيليكس ماندلسون في مدينة هامبورك الألمانية عام 1809 من عائلة مترفة الثراء يهودية الأصل. ولقد أمضى ماندلسون حياته في كفاح وجهاد فكان مؤلفا بارعا، وقائدا محنكا للاوركسترا. كما أدى رسالته الكبرى في ألتعليم الموسيقى بكونسرفتوار (لايبزيج). ويعزى أليه أحياء تراث سيمفونيات شوبرت، ومؤلفات يوحنا سباستيان باخ، ألتي كانت على وشك الأنطواء بين طيات التاريخ. وقد أسس أول معهد للموسيقى في أوربا. وتوفي في لايزيرغ عا م 1847.

 وسطر ماندلسون سيمفونيات خمس، لم يخلد منها سوى ثلاث هي، السيمفونية الثالثة من مقام لا ماينر المسماة (الأسكتلندية أو الأيقوسية، والرابعة من مقام لا ميجر (الإيطالية)، والخامسة (البروتستانتينية او الإصلاح). بالاضافة إلى مقطوعات للبيانو تحت عنوان (أغانى بلا كلام)، وثلاثيات ورباعيات للأوتار، وكونشرتو للكمان بمصاحبة الآوركسترا،

 وكان طابع موسيقاه صورة حية من الألحان (المفرحة البهيجة، ألتي ذاقت طعم الرغد وا ليسر

وكانت مؤلفاته تخضع ألى أساس التنويع وا لتحوير في ألمقامات ألمختلفة وقد تجلت روحه ألفنية بصورة خا صة في ألتوزيع الآ لى للأوركسترا، فكانت أفكاره الملهمة مزخرفة

 بالأ لوان والنماذج ألكاملة، قل أن يظهر فيها ألعنف والاستسلام.

 

تحليل ألسيمفونية الرابعة (الايطالية):

 تصويرا لرحلة ماندلسون ألى أيطاليا بين عام 1829 ـ 1831، وقد عزفت السيمفونية للمرة الأولى في 13 مارس سنة 1833.

 الحركة الأولى: ألحان معتدلة السرعة تصور شباب ماندلسون أبان الرغد والاطمئنان. فتبدأ الحركة بنغمات صافية هادئة، تنقاد ألى جملة عبورية تعلنها الآلات الإ يقاعية، لتصاحب لحنا أخر متهاديا تؤديه ألات الكلارينيت والباصو، وبالتالى تبدأ عملية التوسع في السيمفونية فاللحنين الآساسيين يتفاعلان في شكل حوار موسيقى خلاب، تظهر تارة الآلات الوترية في نغمات شجية حلوة وتارة تتسابق الآلات النحاسية لتعزف ألحان الفوز والانتصار. وتستمر هذه المناظرة الموسيقية بين مجموعة العازفين حتى تفاجأ بدخول جملة مشيدة على

 أيقاع مارش متهاد. وتنتهى الحركة بالرجوع ألى اللحنين الأصليين مع تحوير في المقامات المقارنة.

 

الحركة الثانية:

 موسيقى بطيئة في سيرها، تخضع في بدايتها ألى نبرات أيقاعية توحى بالتصوف والتقوى، وكأننا في ركب دينى حافل با لمصلين والأتقياء. وقد نلمس من حين لآخر جملة موسيقية في شكل (نوتات) زخرفية، القصد منها تزيين اللحن الأساسى. وبعد هنيهة تدخل علينا ألة الكلارينيت بجملة لحنية جديدة تصاحبها ألة الكورنو في تفاعليات بطولية عميقة في المعنى والتأثير. ويأبى اللحن الأول إلا أن يراودنا من جديد في طبائع أخرى غا ية في التلوين. وتختم الحركة بالرجوع ألى الخفوت والهدوء، الذى يتلاشى رويدا رويدا، ولانسمع في النهاية سوى أيقاع يشبه صدى قافلة تتوارى في الأفق البعيد.

 

الحركة الثالثة :

 تمتاز بألحان متقاربة ألى السرعة، مشيدة على جملة موسيقية من نوع

(المنويت) التي تنطبع بطابع الخفة والمرح. وقد يتفاعل معها من حين لآخر لحن ثان يعزفه الكورنو. وتنتهى الحركة بالعودة ألى اللحن الأول في صورته المبهجة المفرحة.

 

الحركة الرابعة :

 نغمات تؤدى في منتهى السرعة. مستعارة من طبائع رقصة إيطالية تسمى

(با لسا لتاريللو) تلك الرقصة التي تعرف بحركاتها السريعة في القفز. وقد يلازم السا لتاريللو لحن أخر صادر من الرقصة الشعبية المتداولة في نا بلى بايطاليا تحت عنوان (ترانتلا)

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com