دروس في الانتخابات الايرانية

 سلمان الشامي

salman_alshamy@hotmail.com

              

يعتقد كثير من المحللين السياسيين ان وصول الاستاذ الجامعي الدكتور احمدي نجاد الى سدة مؤسسة الرئاسة الايرانية للسنوات الاربع القادمة ، هو الحدث الابرز في المنطقة بعد سقوط حصن الطائفية والدكتاتورية البدائية في بغداد في 9/4/2003
 حيث شكل فوز رئيس بلدية طهران بنسبة فاقت اثنين وستون بالمئة من الاصوات في مرحلة حساسة للمنطقة عموما ولايران خصوصا ، نصرا اخر الى سيطرة المتشدين على السلطة في ايران بعد ان احمكوا سيطرتهم على السلطة التشريعية ، جاء ذلك بعد ان اجمع الايرانيون على امتلاك الطاقة النووية التي سنوا لها قانونا ،بموجه تلتزم السلطة التنفيذية تنفيذ البرنامج النووي السلمي وجاء الفوز كذاك بعد تفجيرات الاحواز وطهران التي يرى كثيرون انها لن تكون الاخيرة هذه السنة.
 
دروس التجربة
 ان دروسا عدة يمكن استخراجها من هذه التجرية الجديدة في المنطقة.
 اولا : نزاهة الانتخابات وشرعيتها.
ثانيا : عدم معرفة النتائج الى حين اغلاق صناديق الاقتراع.
ثالثا: عدم تأجيل الانتخابات او الغائها بحجج واهية.
رابعا : ترشح اكثر من شخص قوي مختلف التوجهات لخوض المنافسة الانتخابية ( رفسنجاني، كروبي، لاريجاني، رضائي، قاليباف، معين، نجاد)
 وليس مرشح واحد وحيد ملهم لهذه الامة التي عقمت ان تنجب شخصا اخر يقودها، الامة المهددة ابدا بخطر المؤامرة الصهيونية ، وقد انحصرت المنافسة في المرحلة الثانية بين نجاد غير المعروف و رفسنجاني رجل ايران القوي.
 ان الرئيس المنتخب احمدي نجاد يعد الرئيس المدني الثالث في تأريخ الثورة الايرانية من خارج الحوزة العلمية ورجال الدين . 
وكذلك تاسع رئيس منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1979، الامر الذي يعده المراقبون انجاز يسجل للايرانيين في منطقة معدل بقاء الحاكم فيها 25 عاما يهرب بعدها للقبو او يرحل للقبر !!..
 ان نجاد القادم لمؤسسة الرئاسة الايرانية من بلدية طهران حيث الاحتكاك المباشر مع مشاكل المواطنين البسطاء واحتياجاتهم الاساسية ، سجل له نجاحه في خدمة المواطنيين ، ويذكر ان الرئيس نجاد عندما كان رئيسا لبلدية طهران لم يطلب من النساء العاملات في البلدية ان يغيرن طريقة لبسهن رغم ان الكثير من هن لم يلتزمن بالحجاب الاسلامي ، هذا وغيره يجعله الاقدر على التفاهم والتنسيق مع المؤسسات الايرانية الاخرى سيما مؤسسة المرشد الروحي لمعالجة البطالة و انعاش الاقتصاد و الملف النووي الايراني بحكمة ونضج سياسي بعد التفويض الشعبي الكبير الذي حصل عليه.
 ان الاستاذ الجامعي نجاد قد صرح بعد اعلان نتائج الانتخالات ( اليوم ، يجب ان تتحول جميع الخصومات الى صداقات، اننا ننتمي كلنا الى عائلة كبيرة يجب ان تعمل يد بيد من اجل بناء ايران فخورة بنفسها)
 ويمكن ان اشير ، ان موضوعة سلمان رشدي على الاربع سنوات القادمة ستكون كلمة السر بين الرئيس المنتخب نجاد والعالم كما كانت في عهد الرئيس المنتهية ولايته الدكتور خاتمي.
 ان الفوز المفاجئ الكبير لاحمدي نجاد بالرئاسة الايرانية سيتبعه بلا شك نجاح مفاجئ في الجبهة الداخلية والخارجية وهذا ما ستشده الاشهر القليلة القادمة رغم الدعايات والاراء الطائفية المظللة.
 
                            

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com