|
أهداف أمريكية ودور الأغلبية المستضعفة ـ 1 المهندس صارم الفيلي
ماجستير هندسة توليد طاقة
منذ سقوط صنم النظام ظهرت تسميات جديدة في الساحة العراقية ومن ضمنها المثلث السني الذي اطلق بنوع من العجالة علىالمنطقة التي باتت معروفة من قبل العراقيين كجغرافية، لكني وبالنظر الى الأحداث التي جرت خلال السنتين الماضيتين، اجد منالأنسب تسميتها بمثلث السلطة، تلك السلطة التي كانت مذاقها بالنسبة لهم كحلاوة العسل، ولمعظم العراقين كانت كلعنة لازمتهمانتجت من الدمار المادي والمعنوي، مما اصبح معروفا لنا جميعا واعادتها بالتفصيل اصبحت صعبة لعدم الأحاطة الكاملة بمدياتذلك التدمير بسبب غير متناهيتها، لترتقي بصعوبتها الى مستوى توضيح الواضحات والبرهنة على البديهيات. مع العلم بأنهما مئلت السلطة كانوا بمعظمهم من البعثيين، بل من البعثيين الصداميين. ان اضافة صفة الصدامين الى البعث بالتأكيد ليستمحاولة من قبلنا بتبرئة البعث كحزب، او قل بشكل اكثر دقة كمنظمة ارهابية اسست نفسها على منطق العنف والمؤامرة والتصفياتالسياسية الجسدية للآخر المختلف في الرؤية وهو خارج السلطة أو فيها نتيجة الأنقلابات العسكرية، وذلك لخوائة الفكري الواضحوالفاضح، وقد اوضحنا ذلك بالتفصيل في مناسبات سابقة. لكن هنا اريد ان أميزالبعثيين الصداميين بصفات سلبية اضافية، وفيمقدمتها انتمائهم المناطقي لمثلث السلطة وما نتج عنها ان يصبحوا اصحاب قرار لعشرات السنين، سببوا فيها مع اقرانهم من البعثيينالآخرين الذين كانوا يتجمعون حول فتات موائدهم، كل تلك الكوارث. البعثيون الصداميون هم الموالون بشكل مطلق له، كانوا قد خططواواشرفوا على تنفيذ، بل نفذوا كل أوامره، دون تبرئة بقية البعثيين وبكل تأكيد. وهم الآن وخلال السنتين الماضين عملوا ويعملون كلمابوسعهم للعودة الى الحكم، ولا يقبلون بأقل من ذلك، اتعرفون لماذا ؟، لانهم من مثلث السلطة، لاينتمون لها جغرافيا فحسب وانما نفسيا ايضا، فقد تستروا بكل مايمكن لهم من سواتر سواء طائفية، ليغيروا تسمياتهم أوملابسهم، أواشكالهم، أو أماكن تواجدهم، المنظمات الحزبية تتحول الى مساجد ضرار ومخازن لأسلحة الجريمة، ازلام الحرس الجمهوري والحرس الخاص يتحولون الى مقاومين يمارسون عهرهم بالدرجة الأولى ضد الآمنين من شيعة أهل البيت، بكل وحشية، وبأستخدام وسائل جديدة ومبتكرة للقتل، لاتنتج الا في مخيلة عتاة المجرمين، بل أرعبالشياطين، وهذا هو احياء لمنهجهم القديم في الأبتزاز السياسي كوسيلة للعودة الى الحكم. الولايات المتحدة بعد خروقات كلبها صدام الذي اراد بعنجهية، تخفي عقدا كثيرة ان يرسم لنفسة دورا يتناقض في بعض ابعادة مع ما هو مرسومله، والذي عليه بقى مدللا من قبلهم، عملت على تحجيم دوره كثيرا في بداية الأمر لتسقطة، يوم سقوط صنمة في وسط عاصمتنا الحبيبة. ان سقوط صدام أمريكيا، كان لايعني بالضرورة فسح المجال وببساطة لأغلبية الشعب من المستضعفين يأن تتصدى لمسؤولية قرارها، بلكانت لها، لأميركا اجندتها الخاصة، وهنا اشير الى تلاقي مصالحنا نحن الأغلبية, معها هو امر جيد، كذلك ان تلاقت الأهداف فهو أمر أكثرمن جيد، لكن في كلتا الحالتين لاتعنيان بالتأكيد اننا " واقصد الشعب المظلوم وقياداته التي جاهدت صدام ولم تضع ولو في يوم واحد في اجندتها التفاوض أو المساومة معه وخاصة عندما كان يقدم من العروض المغرية والتنازلات الوقتية لتلك القوى ايام ضعفه، بالتحديد الفترة بين دخوله الىالكويت ولغاية بدأ عملية عاصفة الصحراء، ولنكن أكثر دقة القيا دات الأسلامية الشيعية برموزها التاريخية التي شخصت البعث وصدام جيداكعدو لايمكن الأطمئنان اليهم ابدا، مع عدم اتهامنا مطلقا للقيادات التاريخية الأخرى غير الأسلاميةالتي اجتهدت بين فترة واخرى بالتفاوض مع البعث بهدف مصالح فئاتها، اقول عدم اتهامنا مطلقا وكذلك عدم منحنا ثقة أو براءة مجانية للجميع على وجه الأستغراق"اقول التلاقي الوقتي أو الأبعد من الموقت، لكن بالتأكيد غير الدائمي، دون ان يكون المقابل العداء، لايعني اننا قد تأمركنا، أو أميركا قد تعرقنت، خاصة اننا كنا نجدهم احيانا، بل في اكثر المناسبات يفكرون، و يعملون على العودة للأعتماد و التحالف من جديد مع بعثيين جدد " غير صداميين " ممكيجين بمساحيق تجميلية، وهؤلاء نستطيع ولو مجازا ان نطلق عليهم " البعثيين الأمريكيين " وهم من الذين اختلفوا مع صدام حول السلطة أو توجس منهم الطاغية لسبب أو لآخر، بالطبع ليس من بين الأسباب أي أمر ايجابي للأغلبية المظلومة, ومنهم من ارسل الى الخارج لوظيفة مخابراتية، مثلاختراق المعارضة العراقية السابقة، واكثرهم كانوا قد تيقنوا من سقوط الجرذ بعد دخوله الكويت، وبالتالي حركت الأنتهازية المتجذرة في أعماقأعماقهم، لكونهم من حاملي فايروس البعث الذي لاعلاج له، فكرة البحث عن بديل وهو الهرب والأرتماء في احضان المخابرات الأمريكية، أوقل التعاون معها، ومع ثلاثة عشر جهاز استخباراتي آخر، كرقم قياسي معلن يحتفظ به رئيس وزرائنا السابق د. اياد علاوي،الذي جاء عنطريق الطبخة المشهورة التي تصاعدت منها روائح وادخنة التآمر من قبل بعض الأنظمة العروبية الطائفية الشوفينية المعروفة وعرابهمالأبراهيمي الذي ينبغي منعه من الدخول الى الأراضي العراقية لعدة اسباب وخاصة الأخبار الأخيرة الأكيدة التي اشارت الى مفاوضاته في مملكةالأقزام مع ممثلين للأرهابيين الذين فجروا العراق لأسباب طائفية لتتناثر أشلاء اتباع أهل البيت ( ع ) في برك من دمائهم الزكية. هؤلاء البعثيين الأمريكيين بدلوا الزيتوني بربطة عنق انيقة، استعاروا بعض المفردات من قواميس الديمقراطية واللبرالية، دون ان تتمثلفي فكرهم وسلوكهم، فقد كان ذلك التناقض يظهر من حين لآخر، بشكل لا ارادي، وخاصة في تصريحات بعض رموزهم ألأكثر تشوها،كأعادة انتاج لديمقراطية، الأصح تعددية مزيفة، توهب من حزبهم القائد، ورمزه التاريخي، للآخرين كأحزاب، أو دكاكين حزبية، تجملمن صورهم القبيحة في ذاكرة الضحايا وتعطي لهم شكلا اكثر مقبولية قبل ان يصطدموا بحقيقة الولاء الشعبي في الأنتخابات المباركة الأخيرة. _ هنا أوكد خطأ ذهاب البعض في ان د. علاوي كان مع اجراء تلك الأنتخابات وفي موعدها المحدد، فالكل يتذكر ذهاب حركة الوفاق العلاوية معمن ذهبوا الى سقيفة الباججي، وقبلها الى سقائف اخرى، بغية التآمر من اجل تأجيل الأنتخابات، وكانت المرجعية الشيعية العليا، والتنظيماتوالأحزاب الأسلامية الشيعية التاريخية هي وحدها المصرة بقوة على أجراء الأنتخابات في الوقت المحدد. وافقت اميركا بل ساهمت مشكورة " في هذه المسألة " في اتجاه اجراء الأنتخابات لكن لأهداف أخرى. هنا مصداق لتعارض الأهداف مع تطابق أو عدم تعارض المصالح الأنية او قل الخطاب السياسي المعلن. السؤال : ماهي تلك الدوافع الأمريكية التي اجبرت د. علاوي وغيرة للرضوخ لموعد الثلاثين من كانون الثاني؟ انتهى الجزء الأول
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |