|
كونداليزا والسفير المصري في بغداد ياسر سعد / كندا تناقلت وكالات الانباء خبر اختطاف السفير المصري إيهاب الشريف في بغداد بعد حوالي اسبوع من وصوله للعاصمة العراقية كأول سفير عربي يصل والبلاد مازال يرزح تحت نير الاحتلال الامريكي. السفير كان ضحية الدبلوماسية المصرية والتي تشترك مع كثير من مثيلاتها العربية في عدم القدرة على رد الطلبات والاوامر الامريكية. فالاعلان عن ارسال السفير المصري لبغداد تزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس للعاصمة المصرية بعد تمنع وتردد طويلان لاظهار عدم رضا الادارة الامريكية على سياسات وتوجهات النظام المصري فيما يتعلق بالاصلاحات على الطريقة الامريكية. بطبيعة الحال القت كونداليزا في الجامعة الامريكية في القاهرة محاضرة وزعت فيها توجيهاتها على النظام المصري وتقويمها له. العجيب إن اعلان القرار –المفترض ان يكون سياديا مصريا- تم عبر زيباري وزير الخارجية في حكومة فيشي العراقية. قرار ارسال السفير الضحية كان الهدف منه دعم الحكومة العراقية المتحالفة او بالاحرى التابعة للاحتلال الامريكي, من هنا جاء اعلان زيباري ليعطي الايحاء العام بأن هذه الحكومة الهشة تلقى اقبالا اقليميا وعربيا. مصر كما الحكومة السورية والتي اعلنت مؤخرا عزمها على استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع الحكومة العراقية في مسعى لتخفيف الضغوط الدبلوماسية والسياسية الامريكية على نظامين يفتقران للدعم الشعبي ويعانيان من نقص حاد في المناعة السياسية والسيادية. الامر المثير للالم والاسف ان الحكومة المصرية ارسلت سفيرها ارضاءا للادارة الامريكية في الوقت الذي اعلنت فيه الخارجية الامريكية تحذيرا شديدا لرعاياها من السفر للعراق ومن استعمال وسائل السفر للوصول اليه سواء كانت برية ام جوية نظرا للوضع الامني شديد الخطورة وكأن سلامة السفير المصري اقل اهمية من أمن المرتزقة ورجال الاعمال الامريكيين. لقد نتج عن ارسال السفير المصري واختطافه نتائج معاكسة تماما لما أُريد منه. فلن تجرؤ حكومة عربية على ارسال سفيرا لها هناك كما ثبت ان الوضع الامني في العراق يسير من سيء الى اسوأ وان الحكومة العراقية لا تملك من الامر شيئا سواء تصريحات اعلامية لا تمت للواقع بصلة ولو كانت واهنة.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |