|
موسيقى فردريك شوبان في العصر الرومانتيكي
الفنان مازن المنصور Oslo.Norway
إن الحب لايستطيع التعبير عن الموسيقى، لكن الموسيقى تستطيع ألتعبير عن الحب، ولكن لم نفرقهما وهما جناح الروح برليموز
الموسيقار شوبان ولد من أب فرنسى وأم بولندية، أندفع منذ صغره نحو الموسيقى، وقد تجلت هذه الموهبة في السنوا ت الأولى من حياته، مما أخذ الوا لد على عاتقه أن يتعهد طفله بدراسات أولية على ألة ألبيانو إذ لاحظ أن الطفل كثيرا مايجلس أمام ألبيانو يرتجل بأنامله الصغيرة أ لحانا ساذجة فطرية تنبىء عن شخصية عبقرية فذة . وقد ظهرت مواهب الفنان ألصغير في سن ألتاسعة عندما عزف في حفلة عامة . وصفقت له الجماهير، وأ غدقت عليه الهدايا . وفي حفلة أخرى أقيمت في العام التالى بفارسوفيا سمعته فنانة أيطالية تدعى ( أنجليكا كتلانى )، فتملكتها ألحان شوبان ألساحرة، وأهدته ساعة ذهبية نقش عليها ( ذكرى وتقديرا من السيدة كتلانى ألى فردريك شوبان في سن العاشرة ). ولقد كرس شوبان حياته للبيانو، فلم يتعلم ألة موسيقية أخرى كما فعل موزارت وبيتهوفن وكان في أسلوبه الفنى ميالا ألى عدم التقيد بالقواعد الموسيقية، ولم يكن أحد يستطيع مجاراته في قوة الارتجال المبتكر . وقد كتبت له مجلة المسرح بفيينا . ’’ إنها مفاجأة سارة للجمهور حينما سمع هذا الشاب العبقري شوبان، أن الحانه ليست بديعة فحسب بل هناك نبوغ فنى ومعجزة جبارة سواء في عزفه أو في ارتجاله الأ لحان النقية العاطفية ‘‘ وكان طا بع ألحانه يتفق وروحه الصافية النقية، ينتقل من نغمات الحب ألى نغمات السرور، ومنها ألى حزن وآلام، ثم يعرج ألى ألحان الغزل ... وهكذا . وكانت موسيقاه تمتاز حقا بروح جديدة في معناها ومبناها.
التحليل الموسيقى لباليه بنات الحور ( Sylphides) من ألحان ألباليه لشوبان مايعرف باسم ( السلفيد) . والمعروف أن شوبان لم يخصص هذه الألحان للرقص التعبيرى،ولكن (وايت وموراى ) قاما باختيار بعض هذه الألحان بعد وفاة شوبان لما تمتازبه من النغمات الحلوة الرا قصة التي تتفق والفكرة المنشودة . فالجزء الأول من البالية يحوى فكرة من نوع المقدمات (Preludes)، تعبر ألى فكرة أخرى من نوع ’’ النوكتورن‘‘ , وهي موسيقى متهاد ية أللحن تسرع نغماتها أحيانا في الجزء الأوسط مع أنطباعها لطابع الحزن والأ سى . الجزء الثاني. فا لس مرح خفيف، تخيم عليه دلائل الفرح والغبطة . وقد وضع في مقام ( صول بيمول )، كما أن رقصة المازوركا كانت لها مكانة ملحوظة في هذا الجزء لما تمتاز به من طا بع الخفة والارتياح . وتلى المازوكا موسيقى من نوع الفالس البطىء تعلنها ألة الكلارينيت في وضوح وإ تقان، وكأ نها ألحان توسلات عميقة تساندها ألات الأ وركسترا في تجا وب ملحوظ . وتأ بى فكرة البريلود التى أعلنت بداية البا ليه ألا أن تعود من جديد، تتبعها فكرة أخرى من نوع الفا لس في مقام ( دو ماينر ) . وقد نلمس قبل ألنهاية نغمات ها دئة كالنسيم تعزفها الكلارنيت في توافق بديع . وتختم ألحان البا ليه بفالس حيوى خفيف في مقام ( مي بيمول ) ميجر تعلنه الأبواق، وكأنها تدعو القوم ألى حلقة الرقص دون تعاظم ولا كبرياء . وكانت وصية شوبان عندما وا فته المنية عام 1849 أوصى أن ينتزع قلبه، ليدفن في مدينة ( وارسو ) مسقط رأسه، وأ ن تدفن رفاته بباريس بجوار صديقه ( بليني ) الموسيقار الايطالي المعروف، كما أوصى عند دفن جثته أن ينشد على قبره قدا س الحداد الذ ي وضعه موتسارت . وفد أقيم لشوبان في وارسو عام 1880 تمثال عظيم تخليدا لذكرى هذا الفنان الموهوب .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |