من ينقذ أطفال العراق؟

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

تتزايد الكتابات حول مجمل القضية العراقية وشؤونها المختلفة وجوانبها المتعددة، إلا أن قضايا أطفال العراق( القديمة الجديدة) المعقدة والشائكة، لم تجد مكانا متميزا لها في وسائل الإعلام المختلفة، ولن يسلط الضوء عليها بشكل كاف كما تستحق وتتطلب، كمهمة وطنية إجتماعية وإنسانية، والتي بدونها لا يمكن الحديث عن وطن حر ومزدهر ومستقبل مشرق لأجياله القادمة.

أن أطفال العراق أصبحوا، ضحية دكتاتورية الأمس وحروبها ومقابرها الجماعية، وإرهاب اليوم وجرائمه ومصائبه ومآسييه، حيث إدخلوا الأطفال مجبرين في معارك وصراعات ومشاكل ومشاهدات ممنوعة دوليا، أن يراها الأطفال في كل هذا الكون، حتى لو كانت على شاشات التلفاز أو السينما، فكيف بالطفل العراقي الذي عاشها ويعيشها ويتعايش معها بالرغم منه ؟؟، لأنها فرضت عليه من قبل حفنة من المجرمين والقتلة والجهلة، أعداء الحياة والطفولة والمستقبل

أن أطفالنا اليوم نسوا مفردات الطفولة وألعابهم الجميلة وأناشيدهم وأغانيهم المفرحة وأحلامهم السعيدة، وإستبدلت بإسماء الأسلحة والمفخخات وشعارات الحروب، ونسيان حتى حياة الطفولة وأحلامها

 حيث ترك البعض منهم مقاعد الدراسة بحثا عن لقمة العيش لهم ولذويهم، وهناك البعض الآخر من تيتم وتشرد، وعاش ويعيش قساوة الحياة ومرارتها، والتي هي أكبر منه ولكن ماذا يفعل ؟؟، لأن لا حضنا يحضنه ولا بيتا يأويه، ولا وجود لمؤسسات ألآن لكي تحميه وتساعدة وتؤهله للحياة الطبيعية مرة إخرى.

إننا اليوم أمام قضية كبيرة ومسؤولية أكبر، وفعلا إنها تحتاج لجهود وعمل كل المخلصين والطيبين من أبناء شعبنا العراقي وأصدقائه، لأن قضايا ومشاكل أطفال العراق ومعالجتها، ليست مهمة جهة معينة دون غيرها، بل هي مهمة وطنية شاملة ومسؤولية الجميع، من مؤسسات حكومية وأحزاب سياسية ومنظمات ثقافية، إجتماعية وخيرية، إضافة الى الإستفادة من مساعدات وتجارب دول العالم الإخرى بهذا الخصوص.

 لأن من يريد أن يؤسس ويبني عراقا ديمقراطيا ومزدهرا، عليه أولا أن يبذل كل الجهود وتسخير كل الإمكانيات والطاقات من أجل أعادة روح الطفولة المفقودة من أطفال العراق، ومساعدتهم ورعايتهم وجعلهم في مقدمة المهمات والأولويات، لأن بدونهم لا حديث عن مجتمع سعيد ودولة عصرية حضارية، لأن الأطفال في كل هذا العالم، ومنهم أطفالنا، هم يشكلون المجتمع وشريانه الحيوي الدائم وبدونهم لا مستقبل في هذه الحياة.

ومن هنا أناشد زميلاتي الكاتبات وزملائي الكتاب، أن يتناولوا هذه القضية الإنسانية الملحة بين الحين والآخر بالكتابة عن جوانبها المتعددة، والعمل على تفعيل وتحريك كل من تعز عليه الطفولة، من مؤسسات ومنظمات وأحزاب وشخصيات وغيرها، لكي تتصدر قضايا الأطفال ومعالجتها جميع برامجهم ومشاريعهم وخططهم، حتى لا تتحول هذه القضية الكبرى الى قضية ثانوية

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com