|
معنى الانتصار على الارهاب بحسب المنظور الامريكي صاحب مهدي الطاهر / هولندا
كثيرا ما يردد الرئيس الامريكي وطاقمه الوزاري واعضاء اخرون من الكونكرس بشقيه الشيوخ والنواب بانهم عازمون على الانتصار في الحرب ضد الارهاب.ان السياق العام الذي يمكن ان يستخلصه المتتبع لهذه التصريحات يمكن ان يبلور مفهومين مهمين الاول يتصف بطابع لفضي معروف وبسيط الا وهو مفهوم الانتصار والثاني وهو الاهم يتمثل بالاستراتيجة الموضوعة للوصل للنتيجة المطلوبة التي تكاد ان تكون غامضة وملتبسة بعض الشيء لدى البعض،فالحرب على الارهاب كما هو معروف لدى الجميع حرب هلامية ومتشعبة ليست لها معالم او سياقات ثابته وليست محددة في مكان واحد او بفترة زمنية معينة بل هي تظهر في مكان ما لفترة وسرعان ما تتحول الى مكان اخر في فترات اخرى مختلفة قد تكون قريبة او متباعدة عن بعضها البعض ،هذا النوع من الحروب لا يمكن ان يحسم كما هو حال الحروب التقليدية بين منتصر وخاسر بمجرد ان تضع الحروب اوزارها وهذا يعرفه بالتاكيد المسؤولون الامريكيون، لذا كان من الضروري ان تستنبط استراتيجية او اسلوب اخر جديد للتعامل من هذا الوضع الشاذ والخطير وان اهم معالم هذه الاستراتيجية الجديدة وفق المنظور الامريكي تعتمد على عنصرين مهمين الاول عامل الوقت وكيفية الاستفادة منه باقصى درجة ممكنة والثاني العنصر البشري المسلم وكيفية التعامل مع رؤاه وافكاره بغية تغييرها او تحيدها بما ينسجم مع النسق العام الموضوع للوصول الى الهدف المرجو .في ما يخص عامل الوقت يتصف بانه قابل للاطالة والمرونة واذا كان من الضروري على الادارة الامريكية ان تجد ان اطالته او تمديده خدمة لمصالح بعيدة الاجل بما يحقق الاهداف الكبرى بشكل كامل غير منقوص وبنتيجة ممتازة فليس هناك من ضير لتبني هذه الاستراتيجية ،اما في ما يخص العنصر البشري المسلم الذي هو اصبح بعد احداث 11 سبتمبر المستهدف الاول غربيا لاحداث تغيرات نوعية على اسلوب تفكيره ونمط حياته ومعيشته فان المدخل لهذا النجاح لا يمكن ان يتحقق بحسب المنظور الامريكي الا باحلال الديمقراطية محل الدكتاتورية والاضطهاد والتعسف في بلده ذاتها ،ومن هنا فان المعطيات تدل على ان الادارة الامريكية عازمة على احداث تغيير جذري سوف يحدث على مستوى القيادات العربية والاسلامية سواء كان باسلوب الاجتثاث كما حصل لنظام صدام حسين او باسلوب اخر وهو اسلوب الجزرة وليس العصا مع قيادات اخرى للوصل الى نفس الاهداف المبتغاة الا وهي الحرية والديمقراطية .ان الانتصار في الحرب على الارهاب الذي يطمح الرئيس الامريكي ان يححقه على الارهاب هو انتصار مادي ومعنوي كاي حرب تقليدية معروفة في شقها الاول ان اقتضت الحاجة لذلك وانتصار اخر فكري ملزم واجب التحقيق والانجاز في شقها الثاني ،ان الحرب على الارهاب هي اكثر اتساعا وتشعبا من الحروب التقليدية المعروفة لذلك فان الانتصار الذي يقصده الرئيس الامريكي يتحدد وينجز عندما تحل الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص وبقية دول العالم بشكل عام وهذا الهدف قابل للتحقيق باعتباره واضح المعالم بعكس ما يعرف بالحرب على الارهاب ولكنه يمكن ان يعتبر البوابه الرئيسية التي يمكن عبرها القضاء على الارهاب وذلك بتقويض مضجعه واخماد جذوته من المنشاء الاصلي عن طريق التنفيس عن هموم المواطن العربي المسلم واشراكه في العملية السياسية وتنشيط دوره في المجتمع وبعث روح الامل والتفاؤل في داخله وامكانية انتشاله من الامراض النفسية التي ولدتها الضغوط والممارسات اللاانسانية من قبل حكومته الدكتاتورية عبر وسائلها المختلفة من اعلام مبتذل كاذب واجهزة مخابرات جاهلة ظالمة واخرى امنية مجرمة قاتلة متعنتة . ان على قيادات الدول العربية والاسلامية ان تعي بشكل جيد هذه الحقيقة باسرع وقت ممكن قبل ان يفوتها قطار الحرية والديمقراطية ان ارادوا حقا الحفاظ على سلامتهم واخذ دورهم بشكل مغاير تماما لما تعودا عليه طيلة العقود الماضية وان يضعوا نصب اعينهم انه ليس هناك من ضمانة تذكر وفق المشروع الحالي للادارة الامريكية في بقائهم على سدة الحكم فهذا ما تحدده شعوبهم وحدها بمحض ارادتها عبر انتخابات حرة ونزيهة فعصر الدكتاتورية والاضطهاد والحكم الشمولي قد وللا دون رجعة وان شعارهم الاجوف العتيد بضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية الذي منحهم الامتيازات السابقة لعقود من الزمن على حساب شعوبهم لغرض تحقيق اهدافهم الشريرة بقتل كل من يخالفهم الراي او سجنهم وتعذيبهم قد وللا هو الاخر، اذ يعتبرون بلدانهم وكانها ضيعة لهم وللاباهم وكان شعوبهم هم من بني اسرائيل في عهد فرعون يتعاملون معهم كالعبيد يسلبون منهم حياتهم او يمنحونها لهم متى شاءوا يسومونهم سوء العذاب يستبحون نساءهم ويصادرون اموالهم وممتلكاتهم...
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |