|
تساؤلات مهموم
شاكر جاووش الحلقة الثانية : البكاؤون!! إغتالت الأيادي اللئيمة لأصحاب العقول المسمومة المريضة قبل أيام علما ً من أعلام المذهب الشيعي وهو السيد الغريفي رحمة الله ورضوانه عليه, أفرغوا في جسده الطاهر رصاصاتهم الخبيثة كما أفرغوا حقدهم الدفين!! الحقد السفياني .... هم خوارج العصر, نهضوا من جديد, نهضوا بكل قواهم لإيقاف مسيرة العدالة الإنسانية في أرض الحضارات, ليبقى الظلم ويدوم الزمن المر!! فلو رأوا نهرا ً لأوقفوا جريانه ... ولو رأوا نورا ً لأطفئوه ... ولو رأوا شجرا ً أخضر لأحرقوه, وأحالوه رمادا ً أسود كقلوبهم المتحجرة ... هم أشباه بشر مسعورين, مصاصو دماء, همجيون, طفيليون, براغيث تعتاش على دماء الآخرين, قدموا إلى بلادنا من وراء الحدود!! أواهم بعثيوا الداخل, من أصحاب المثلث الآثم!! نطف ٌ زُرعت في أرحام لئيمة, فتقيأت مسوخا ً عفنة, نضجت فأصبحت أيادٍ مجرمة لاترى غير الظلمات, تكره الحياة وتزرع الموت على جوانب الطرقات... قتلوا العلامة الغريفي الشيخ المسن كما قتلوا العلماء من قبله ... وسيقتلون ويقتلون, ليطفئوا نور الله ... فالساكتون كُثر ...!! والصامتون لازالوا خرسا ً ...!! . في نفس الضفة أنشد الصامتون شعرا ً فلطموا وبكوا طويلا ً, انهمرت الدموع وشحرجت الحناجر حتى بُحتْ!! أقاموا استعراضا ً عزائيا ً ...!! نفخوا فيه عضلاتهم المنهارة, ومدوا أياديهم عاليا ً في الهواء لتنزل كالصدمة على صدورهم الخاشعة, فتزيدها ألما ً...!! لعقوا جراحهم, وصرخوا صرخاتٍ عالية, طالبوا فيها بحقوقهم صوتيا ً ...!! صبوا أنهارا ً من الدموع حتى جفت ...!! كانوا آلافا ً مؤلفة, جيش جرار من اللطامة المحترفين ... خلفهم تجري نسائهم متشحاتٍ بالسواد وموشحات بالحزن الأبدي, لاطمات الوجوه ومتحسرات...!! أهاتٌ هنا وهناك... تُسمع الزفرات على بعد فراسخ ... إحداهن شدت العباءة في وسطها وهي ترقص كالطير المذبوح من الألم, خلفهن تجري النساء الأخريات مولولاتٌ ينشدن تلك النغمة البائسة الموزونة بلحن المآسي ...!! حمراوات الوجوه من اللطم، مبللات الثياب من الدموع ... عجبا ً لهكذا أمة لاتعرف الكلل ولاتشكو الملل ...!! وتمضي المسيرة المؤلمة حتى الليل ... في صبيحة اليوم التالي يجلس الصامتون في المقاهي ينفثون الدخان مجللا ً بالغضب, وممزوجا ً باليأس، فهو الداء المزمن، يعرفون الجاني ويميزون كل خيوط الجريمة الممتدة في أعماق المثلث الآثم, بَلا... هي نفس تلكم الذئاب النحيلة، والضباع الهزيلة مكشرة أنيابها وستأتي غدا ً لتحرق أرضا ً أخرى وتستبيح دمائنا وتنتهك أعراضنا، ونصمت ويقتلون، وتستمر المعادلة المؤلمة، فقد تلونت أرض السواد لتصبح بلاد الدم القاني...!! ولكن الحق لايُعطى منحة ً، بل يُؤخذ, ويُنتزع إنتزاعا ً... بعرق الجبين .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |