نار الإرهاب في العراق ستصلكم

 

حمزة الشمخي

ha_al@hotmail.com

 

من يعتقد أن نار الإرهاب المشتعلة في العراق، هي محدودة التأثير، وأن حدودها لا تتجاوز الساحة العراقية، وإنها لا تحرق إلا الشعب العراقي ووطنه، بسبب التواجد الأمريكي والقوات الأجنبية الأخرى على أراضيه، فهو على وهم تام بذلك.

لأن هذه النار العبثية، التي حرقت وتحرق الأخضر واليابس في العراق، والتي يزيدها البعض منكم للأسف الشديد، حطبا وزيتا لإستمرارها بالإشتعال، ستصلكم يوما ما حتما، لأن النار عندما تشتعل في مكان ما، فإنها تلتهم كل ما موجود في محيطها وتصل أبعد من ذلك بكثير، ولا تميز بين هذا وذاك.

وأن من يريد أن يتجنب هذه النار، نار الإرهاب المحلي والدولي بكل أشكالها، قبل أن تنتقل الى أراضيه، عليه أن يساهم بشكل فعلي وجاد، من أجل المساعدة في إطفائها في العراق أولا، وتطويقها ومحاربتها بكل الوسائل والطرق، بإعتبارها عدوالجميع بلا إستثناء، لأن من لا تصله هذه النار الجهنمية اليوم، ستصله غدا.

علما أن البعض من الدول العربية والإقليمية وغيرها، قد وصلها شرار هذه النار منذ فترة ليست بالقصيرة، ولو بشكل يختلف عن الوضع في العراق، من حيث الحجم والتأثير وإتساع الخراب والدمار في كل مفاصل الحياة العراقية، ولكن هذا لا يعني، أن الشرار قد لا يؤدي الى حريق واسعة الإنتشار، وبفترة زمنية قصيرة جدا كما حل في عراقنا الحبيب.

طبعا نحن لا نتمنى لكل شعوب المنطقة وشعوب العالم أجمع، أن يحل بها ما حل في وطننا، من مصائب ومآس وآلآم بفعل السياسات الرعناء للدكتاتورية المنهارة، والأعمال الإرهابية الوحشية التي تمارس اليوم من قبل حفنة من الإرهابيين والمجرمين والجهلة.

ولكن بنفس الوقت من حقنا الطبيعي والمشروع، أن نحذر ونطالب، من يؤيد ويدعم ويساند، بشكل مباشر أو غير مباشر، هذه الأعمال الدنيئة واللاإنسانية ضد شعبنا ووطننا وحقنا في الحياة

 ونقول لهم، أن ثمن دعمكم هذا، لا يخدمكم بشئ، ولا يحرر أرضا ولا يصد عدوانا، بل العكس سيكون الثمن الذي سوف تحصلون عليه، هو المزيد من الإرهاب والدمار والحروب، والتي لا ترحم أحدا بما فيها أنتم، لأن من يلعب في دائرة النار لا يحصل إلا على الحريق

إوقفوا تصدير ( حطبكم وزيتكم )، من الإرهابيين والقتلة والسلاح والمال، وغيروا لهجتكم الإعلامية المؤججة للمشاعر والعواطف المنفلتة، وبدلوا سياساتكم العدوانية إتجاه العملية السياسية في العراق، وما أفرزته من مؤسسات وطنية منتخبة وليست مفروضة على شعبها بفعل الإنقلابات العسكرية

لا نريد نار الإرهاب أن تستمر في وطننا، ولا نريدها أن تصل إليكم أيضا، لأن من يتضرر منها أولا وأخيرا، هو الإنسان المحب للحرية والحياة

 ولكن أن مواقفكم وأعمالكم وسياساتكم المعتدلة والعقلانية إتجاه الشعوب ومنها شعب العراق، هي التي سوف تطوق هذه النار الإرهابية الهمجية الشاملة، وتساعد على إطفائها الى الأبد، وعكس ذلك فإنها قادمة إليكم للأسف الشديد، وهذا لا نتمناه أبدا.

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com