هل خسر الزرقاوي الحرب في العراق؟

صاحب مهدي الطاهر / هولندا

keesbees@hotmail.com

من وجهة نظري المتواضعة نعم ان الزرقاوي قد خسر حربه في العراق ولم يعد له بصيص امل لارجاع قوته وسطوته من جديد الى الشارع العراقي بشكل خاص وعلى الشارع السني العراقي بشكل عام .ان اول نقطة انحدار وبداية التدحرج الى الهاوية كانت عندما اعلن الارهابي الشيخ الضاري في مؤتمره الشهير وبدون اي تحفظ عداءه ومقته لمنظمة بدر الشيعية والطائفة الشيعية بشكل عام حيث اتهمها بانها وراء سلسلة الاغتيالات التي استهدفت رجالات كبار من الطائفة السنية ،في هذه اللحظة وفقط في هذه اللحظة بدت الامور تتضح اكثر وتاخذ طابع اكثر واقعية ومصداقية حيث كشف الشيخ الضاري ما يدور في خلجاته وما يفكر به بكل وضوح وشفافية وهو الذي حاول ولاكثر من سنتين اخفاء هذه الحقيقة في محاولة منه لجر الطرف الشيعي الى مخططه الاجرامي مستندا الى الحكمة التي تقول فرق تسد حيث حاول الضاري ومن يدور في فلكه زرع الفتنه بين الشيعة وقوات التحالف بشتى الوسائل والطرق البذيئة حتى اذا ضعف هذا الطرف او ذلك او كليهما معا يتربع هذا الشيخ على سدة عالية ليجمع كل خيوط اللعبة بيده الملوثة بدماء العراقيين فهو المنتصر الوحيد في هذه الحرب الملعونة ،تبعه بعد ذلك شبله الضعيف الاصفر مثنى في تصريح غريب هو اكثر الى خيبة الامل واقرار بالخساره بانهم ويقصد هنا بهيئة ابيه الارهابية وعصابات البعث الصدامي والزرقاوي فخورون انهم استطاعوا تعطيل العملية السياسية في العراق الجديد لاكثر من سنتين وبعباره اخرى ان لعبته القذرة قد كان عمرها سنتين فقط وقد انتهى الامر عند هذا الحد ،الان وبعدما بدات كرة الارهاب تتدحرج الى مستقرها وسكونها الابدي بفعل صمود وبسالة ابناء الشعب العراقي من جيش وشرطة ظهر علينا الارهابي ابو مصعب الزرقاوي (وهو فلسطيني الاصل يحمل الجنسية الاردنية وليس كما يشاع بانه اردني)  بورقة جديدة محترقة سلفا ولكن ماذا يفعل الرجل بعد ان ضاقت به السبل وبدا حبل المشنقة يقترب بشكل متسارع حول عنقه القذر حيث طالعتنا وسائل الاعلام بتسجيل صوتي له يعلن تشكيل جناح عسكري يعنى بمقاتلة فيلق بدر اسماه فيلق عمر ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كان الزرقاوي وعصابته الارهابية قبل هذا اليوم يصنف على انه مدني بعيد كل البعد عن الاعمال العسكرية !؟ طبعا من وجهة نظر الاعلام العربي وفي مقدمتها الجزيرة انه  يصنف مدني حين يُقتل ولكن حين يَقتل جندي  او شرطي او مدني  عراقي  فهو يعتبر عسكري مخضرم جاب العالم شرقا وغربا من اجل الجهاد ونصرة الاسلام ! اما من وجهة نظرالمنصفين المحايدين فهو شخص قاتل مجرم يتبنى الاسلوب المسلح للتحقيق اهدافه الشريرة سواء ان قٌتل او َقتل .ان الفرز الطائفي الذي يحاول الزرقاوي ومن خلفه هيئة مخابرات صدام احداثه وتاسيسه في المجتمع العراقي هي محاولة منه لاستدراج الاغبياء من الطائفة السنية بدغدغة مشاعرهم  الطائفية بغية تكريس عداء مستحكم يضرب بجذوره عميقا بين ابناء المجتمع الواحد ،ولكن بالنسبة لعقلاء القوم وحكمائهم من السنة لن تنطلي عليهم هذه اللعبة الجديدة لانهم يعرفون سلفا انهم اول الخاسرون في نهاية المطاف اذا ما اتبعوا وانساقوا وراء هذا المخطط الاجرامي ففضلا على انهم يتمتعون بحس وطني عريق يمتد الى مئات السنين وتجمعهم بالطرف الشيعي وباقي مكونات الشعب العراقي اللغة والدين والمواطنه والدم فانهم يعلمون ان معركتهم ينقصها العوامل الاساسية والضرورية لاحراز الانتصار فليس هناك من موارد سواء كانت بشرية او مادية مقارنة بما يتمتع به الطرف الشيعي وليس هناك من عوامل طبوغرافية او جغرافية مميزة تساعدهم على ذلك ،ثم والاهم من ذلك كله ما هوالهدف من وراء ذلك هل هو مجرد ايقاع اكبر عدد ممكن من القتلى في صفوف الشيعة فهذا الهدف لن يوصل الى نتيجة واضحة ذات معالم واضحة لان كلا الطرفين سوف يفقد الكثير من الاعزاء والاحبة وسوف تستنزف مواردهم وثرواتهم ويعكر صفو حياتهم ومستقبل اجيالهم ، اذن ما هو الهدف هل هو لالحاق هزيمة بالطرف الشيعي ؟ ولكن كيف تكون صورة هذه الهزيمة هل بتخلي الطرف الشيعي عن طموحه السياسي والقيادي وتخليه عن دوره في المشاركة ببناء العراق الجديد ؟ بحسب كل التقيمات والتحليلات لطبيعة ونفسية الفرد الشيعي  فهذا لن يحدث ابدا وان نجوم السماء اقرب لهم من تحقيق هذا الهدف ،فالعراق للعراقيين جميعا لا لهذه الطائفة او تلك فالجميع له الحق بان يشارك بالعملية السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية ....الخ في العراق الجديد.ان السبيل الوحيد والصحيح الذي يجب ان يتبع من قبل ابناء الطائفة السنية هو وقوفهم ومساندتهم لابناء شعبهم في الجنوب والشمال من اجل تحقيق الاستقرار والازدهار والتقدم وهذا لن يتم الا اذا وقفوا بصدق صفا واحدا ضد الارهاب الذي يتبناه البعض ممن قدم من خلف الحدود ومن بعض ابناء جلدتهم والحاق الهزيمة بهم واخراجهم من جحورهم المظلمة تمهيدا لطردهم وتنظيف ارض العراق من شرورهم وافكارهم المتخلفة الصداة.

 

                                  

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com