|
رأي حر .. 7 تموز أو " غزوة لندن " الإرهابية وداد فاخر * / النمسا
من أي طينة جبل أولئك القتلة الذين يتلذذون برائحة شواء الأجسام البشرية؟!. وكيف لبشر سوي أن يرى آخرين وهم يتعذبون لكي يشبع رغبة كامنة في نفسه خلفتها عقد من سنين التخلف الفكري والحضاري؟!. وأي مسوغ يطرحه أولئك المتخلفون المملوءة عقولهم حقدا على البشرية عندما يحاولون إيقاف ركب الحضارة البشرية بغية (رجوع الأمة إلى أولها)؟!. أسئلة عديدة تتقافز إلى الذهن البشري وهو يرى شرعنة البعض ممن تم حشو عقله بأفكار بن تيمية ومحمد عبد الوهاب اللذين لم يعرفا غير الجمل وسيلة للتنقل والترحال، ولم يفرق احدهما بين الخير والشر طيلة حياته. وهل يأمن من روج وشجع للإرهاب من حكام و(قادة دينيين)، وتجار حروب أن يرجع ما طرحوه من بضاعة في أسواق الإرهاب إليهم؟!، وها هو أمين عام ما يسمى بالجامعة العربية يحصد هو ومن معه ما جنت يداه عند استقباله دعاة الإرهاب في العراق ممن على شاكلة مزهر الدليمي وغيره من القتلة، فيقتلوا له بدم بارد المبعوث المصري للعراق (إيهاب الشريف). عجيب أمر هذه الأمة التي لا تزال متخلفة عن ركب التقدم والحضارة، وتريد أيضا من الآخرين أن يحذوا حذوها في التخلف والرجوع عن التقدم والرقي بواسطة رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين لا يفقهون حتى أمور دينهم الحقيقي. والأغرب من ذلك أن يخرج دعاة الإرهاب أمثال عبد الباري عطوان ومحمد عمارة وأسامة مهران ليحرضوا بكل صلافة ودناءة على قناة الإرهاب العالمية (الجزيرة)، التي تحتمي بأكبر قاعدة أمريكية في العالم في شبه جزيرة قطر التي لا تكاد تظهر على خارطة العالم بالذهاب لـ (أرض المعركة) في العراق ولندن ما تزال تشتعل من كثرة ما سكبوه من مواعظ حارقة من قبلهم. بينما ينعي شخصية نكرة يدعى انس التكريتي ومن لندن بالذات الحرية التي سلبها (المحتل وأعوانه) من العراقيين، ويطلب بكل وقاحة التوجه نحو ارض القتال الحقيقية في العراق !!!!!. لكن كل ما جرى في لندن يقع ضمن سياسة خاطئة يمارسها الغرب عموما، فهو حاضن الإرهاب الحقيقي، فهناك عشرات المساجد والجمعيات الخيرية، ومنظمات الإغاثة الوهمية التي تجمع الأموال الطائلة، وتحرض على (الجهاد) في العراق وأفغانستان وفلسطين، وتهييء الإرهابيين للذهاب إلى أرض (المعركة مع العدو الكافر). فما يقوله الغرب لا يتطابق كليا مع أفعاله وهناك اختلاف بينْ وواضح بين القول والفعل في كل ما يفعله الغرب قاطبة. فماذا يترجى الغرب (الكافر) كما يطلق عليه الدعاة الجدد ممن نصب نفسه خليفة على العالمين ليبدأ بنشر الإسلام بقوة السيف بدءا من إجبار ملكة بريطانيا على اعتناق الإسلام حتى أقاصي العالم الغربي؟!، وكيف لهذا المتخلف الجاهل أن يؤمن بمباديء العدل والحرية، وهو لا يعرف حدود حريته تجاه الآخرين. ومن يساهم في جلب آلاف الأعوان للغرب (الكافر) ويصدر لهم فيزا الدخول، ومن ثم أذونات الإقامة لكي يتحركوا بحرية وطلاقة دون حسيب أو رقيب؟!. والنقطة الأهم والتي لا زال الغرب لا يعيرها أدنى اهتمام للآن هو التحالف الجديد الغير مقدس والذي جرى بين فلول البعث ورجال القاعدة وبقية القوى الوهابية والسلفية بعد سقوط النظام الفاشي الدكتاتوري في 9 نيسان 2003، وقيمة المبالغ الضخمة التي بحوزة البعثيين مما سرقوه من الخزينة العراقية. كذلك لم يجر للآن صيغة مشروع قرار دولي باعتبار فكر البعث فكرا فاشيا يتوجب منعه وملاحقة من يساهم في الترويج له ويدعمه، وتركت المليارات الضخمة تحت سيطرة قتلة ومجرمين لا زالوا وبعد أكثر من سنتين على سقوط النظام الفاشي يسخرونها لتوجيه ودعم الأعمال الإرهابية في العراق والعالم. لذا فأي حرب على الإرهاب هذه التي لا تأخذ في حسبانها كل المعطيات الجديدة على الساحة الدولية، كما ذكرنا سابقا؟!، وكيف يرجى للإرهاب أن ينحسر في ظل تواجد (أئمة ودعاة) ممن يحرضون على القتل والإرهاب بحجة (المقاومة)؟!. لذا فعندما تستطيع أوربا والغرب عموما تنظيف أراضيها من كل دعاة الإرهاب الاسلاموي الذين يحتمون خلف جنسيات دولهم، ويستخدمون الجانب الآخر من الديمقراطية وسيلة لتنفيذ مآربهم الإجرامية، ويلاحقون بقايا البعث المتحالف معهم، عندها نقول حقا لقد بدا عهد الحرب على الإرهاب.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |