من الشعلة الى لندن انهم يقتلون الانسانية

هشام الشمري

Husham7115@yahoo.com

 

 

لم يكن في حي الشعلة الفقير مترو أنفاق كما في لندن..ولم يكن في مترو لندن شيعة كما في الشعلة، لكن في كلا المكانين سقط ابرياء ذنبهم الوحيد انهم............. لاذنب لهم.

لم يعرف شهداء الشعلة من المساكين لماذا هم مستهدفون ولماذا يصر البعض على قتلهم، تماما مثلما فوجئ سكان لندن (وهم خارجين الى أعمالهم صباحاً) بعبوات التفجير الاسلامية ، فهؤلاء ( أهالي الشعلة ) يُقَتَّلون لانتسابهم الى مذهب لم يكن لهم يد في اختياره فهم ولدوا ليشاهدوا ابائهم واجدادهم على هذا المذهب ،بينما يقتل اللندنيون لأنهم حُمِّلوا اخطاء حكامهم كما يقول القتلة.

السؤال هنا هل للاسلام يد في هذا ؟ وهل هو فعلا دين عنف وقتل؟؟ ستكون اجابة الجميع النفي وتبرئة الدين الحنيف من هذه الاعمال، لكن البعض سيقول ان هذه الافعال هي ردود افعال عما فعلته امريكا الكافرة وبريطانيا المجرمة بالمسلمين وكيف شردتهم وقتلتهم وكيف ان هاتين الدولتين تقودان حربا صليبة مع اسبانيا وايطاليا والدنمارك واليابان لتدمير الاسلام، وانا اقول لا.. لم يكن هذا وذاك ألا نتاج مرض قهري يدفع هؤلاء ومن خلفهم منظِّريهم يدفعهم لإستباحة الدم الآدمي المقدس دون سبب وجيه ، فقط اشباعاً لعقد مرضيِّة في نفوسهم مستغلين ومستخدمين فقر وسذاجة البعض من المندفعين خلف مايطرحون من افكار تتخيلها عقولهم المريضة ويعكسونها ويسوِّقونها بالتالي الى اناس مستعدين للانقياد خلف شعارات ظاهرها برئ وباطنها دنيء.

 ان مشكلة بعض المسلمين وهم كثر للاسف هي الازدواجية في الرؤيا فبالرغم من ان امريكا وبريطانيا وغيرها من دول( الكفر الصليبية) هي التي تكاد تكون الوحيدة التي منحت هؤلاء( المسلمين) حق الحياة بعد ان كانوا مشردين يتجاوزون الحدود خائفين من اعين السلطات بجوازات سفرٍ مزورة هاربين من بطش حكام الدول الاسلامية،نجدهم وبعد ان مُنِحوا تلك الجوازات والرواتب وبعد ان منَّت عليهم دول الكفر هذه باللجوء واعطتهم الحريات التي لم يعرفوها في دولهم الاسلامية منذ اغماض عين الرسالة المحمدية الى اليوم، انقلبوا عليهم بعد ان اكلوا وشربوا وسمنوا وانجبوا اولادهم وعلموهم في المدارس الأوربية وجعلوهم يصاحبوا الشقراوات أنقلبوا بعد ذلك وثارت ثائرة الاسلام فيهم ليحطموا الحياة في هذه المدن الامنة وينشروا الرعب بين اهلها الذين منحوهم الحياة بعد ان كانوا مشردين، إذا لماذا كانوا مساكين وحين شبعوا عضوا اليد التي اطعمتهم ؟ فهل هذا مرض ؟؟ بالتاكيد هو مرض ومخطئ من يبرر لهذه الاعمال تحت اي عنوان فلا مجال لوضع التبريرات فهذه الافعال التي حدثت في لندن المدينة التي يعيش الجميع تحت ضبابها بسلام لايمكن ان تُبَرَّر أبداً ومن العار كل العار على هؤلاء مدعي الاسلام ان يفتحوا افواههم ويقولوا كلمة تبرير واحدة فهذه الافعال اكبر من ان تبرر وان يبحث لها عن اسباب.

 ان اسلام القاعدة وذيولها هو اسلام يجب ان يحاربه المسلمون اولا وان يكونوا هم في الصف الاول لمقاتلته إذا كانوا حقا يريدون تطهير الاسلام من هؤلاء واذا كانوا حقا مؤمنين ان هذه الافعال خارجة على الاسلام وعليه يجب ان لاتكون امريكا او بريطانيا او السعودية هي المتصدية الوحيدة لهذا الاسلام المتطرف فاي واحد يدَّعي حرصه على الاسلام يجب ان يهب مدافعا عنه ويعلن البراءة من هؤلاء القتلة وان تشمل كلمات الادانة كل أنواع القتل الذي يحدثه هؤلاء سواء بمسلمي العراق او غيرهم فمن المضحك ان تجد التنديد فقط لنوع واحد من القتل مع انه قتل واحد، ان من قتل السفير المصري ومن قتل الطفل الشيعي في الشعلة ومن فجر المترو في لندن هو نوع من الاسلام المنتشر جدا هذه الايام شئنا ذلك أم أبينا يجب ان يتحلى المسلمون بالشجاعة وأن يقفوا صفا واحدا بوجه هذا التطرف الاعمى وأن يتركوا ازدواجيتهم وليعلم الجميع ان هذا التطرف لا احد يستطيع ان يكون في مأمنٍ منه فبالامس طُرقت ابواب دمشق المحصنة أمنيا واليوم ذهب راس السفير المصري ثمناً جديداً للإزدواجية والميوعة واللامبالاة التي عومل بها هذا التطرف. الرسالة الواضحة التي يجب على المسلمين فهمها شعوباً وحكاماً ان من يُقتلون في العراق هم من أهله الابرياء وقَتَلتهم سيأتون ليذبحوا اطفالكم ان سنحت لهم الفرصة وطُردوا من العراق و سيكون هذا قريب جداً انشاء الله،اعملوا على أن تقطعوا دابر هؤلاء القتلة فهم يتمسكون بقشور الاسلام في يد ويذبحون جوهره باليد الاخرى.

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com