|
هل خطف السفير المصري أم استدرج لقتله انتقاما من مصر ؟؟!! وداد فاخر * / النمسا
هل تم استدراج السفير المصري المعتمد لدى العراق لفخ قد نصب له ، وسار إلى حتفه بقدميه ؟! ، سؤال لا زال يكتنفه الغموض ونحن ندقق مليا في المأساة التي ذهب ضحيتها السفير المصري في بغداد ( إيهاب الشريف ) . وقد تسربت أنباء من داخل العراق تؤكد خروج المبعوث المصري وهو واثق من نفسه بأنه سوف يلتقي من يفاوضهم دون أن يعلم انه قد استدرج لفخ قد نصب له من قبل الإرهابيين الذين أوهموه بأنهم مستعدين لمفاوضته وطرح شروطهم التي طرحوها عليه وعلى حكومته مسبقا بطرق مباشرة أو من خلال مبعوثين من ازلام النظام السابق الذين يتوافدون على مصر ويستقبلون بصورة رسمية . وما يدعونا لتأكيد صحة الأنباء التي تسربت من الداخل هو خروج المبعوث الدبلوماسي المصري بمفرده ومن دون حراسة بحجة شراء جريدة وكان طاقم السفارة من العاملين بخدمتها لا يستطيع القيام بذلك . وعودة للبيان الذي صدر عن جماعة الإرهابي أبا مصعب الزرقاوي تتوضح لنا العديد من الحقائق التي يفسرها بيان القاعدة أولها إن هناك خبرا أذيع من قبل الحكومة المصرية بعد حادث الاختطاف طلب تسمية العملية بـ ( عملية احتجاز ) وليست عملية اختطاف ، وثانيهما بأن هناك اتصالا قد تم مع الخاطفين وعرف مكان احتجاز المبعوث المصري . لكن تسارع الأحداث بطريقة دراماتيكية غريبة جعلنا نعيد القول بصحة ما قيل عن مخطط استدراج الشريف وقتله بسرعة غريبة لم تحدث من قبل مع العديد من المختطفين الذين كانت تطول مدد اختطافهم ، وتتم إثنائها مفاوضات ويتم اخذ ورد حتى لمن تم قطع رؤوسهم . وفي حالة المبعوث المصري تم وبصورة مستعجلة تنفيذ تهديد القاعدة ضد الضحية بطريقة تؤكد الظنون بان هناك تصميم على قتله منذ لحظة التخطيط باستدراجه للفخ الذي وقع فيه أو ما قيل عن خطفه . وقد أكدت لهجة البيان الذي صدر عند الإعلان عن عملية الإعدام بأن هناك رغبة قوية للانتقام من مصر بالذات السلطة والدولة عند حديث البيان الزرقاوي عن ( إن أول من قام بالحرب على الإسلام والمسلمين هو النظام المصري منذ عدة عقود ) ، ثم يذكرون النظام في مصر بـ ( صدور حكم الإعدام على أيمن الظواهري ) ، وهنا تتضح النوايا أكثر من الأول وتبرز القناعات بان هناك نية مبيتة لقتل السفير المصري بأي صورة أو حجة كانت . أي إن القاعدة تعلن بوضوح بدء صراع جديد مع نظام عربي آخر هو النظام المصري مذكرة بمواقفه السابقة معها وخاصة حكمه بالإعدام على احد ابرز شيوخها والساعد الأيمن لزعيمها ( أيمن الظواهري ) . لكن الحجة الأضعف التي أوردها بيان القاعدة هو دور السفير المصري كقائم بالأعمال في إسرائيل من قبل’ مابين أعوام 1999 – 2003 . والأغرب من كل ذلك إن الحكومة المصرية سارعت مباشرة وبعد إعلان القاعدة قتل السفير المصري إلى تأكيد الخبر وهو دليل على علمها بصحة الخبر من خلال احد الوسطاء الذين كانوا يتصلون بين الطرفين المصري والإرهابيين ، للدور المصري المعروف في علاقته المباشرة بالعديد من بقايا واز لام النظام السابق الذين يستقبلهم النظام المصري بصورة رسمية رغم كونهم لا يحملون أية صفة رسمية تؤهلهم لذلك . وقد أكد وزير الداخلية العراقي بيان جبر حقيقة توفر أخبار عن وجود اتصالات لبعض السفراء مع إرهابيين عند قوله في مؤتمره الصحفي بعد إعلان مقتل السفير المصري ( إن الحكومة العراقية وصلتها بعض المعلومات تفيد أن بعض السفراء يلتقون مع إرهابيين وإنهم يتحملون مسئولية ذلك ) . . وأكد ذلك الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية الدكتور ليث كبه . كل الظن إنه كانت هناك خطط معدة من قبل الطرفين الطرف المصري والإرهابيين ، فالطرف الأول كان يبحث له عن دور بارز في عراق يعيش كل هذه الأوضاع الاستثنائية مستغلا ما يقوم به كل من يقاوم التطور السلمي نحو التوجه الديمقراطي لإيجاد موطأ قدم له ، والطرف الثاني وهي قوى الإرهاب التي كانت تتربص بالنظام المصري لتوجه له ضربة تأديبية إذا صح هذا القول انتقاما لما تم من إجراءات قانونية بحق الحركات الدينية التكفيرية التي تصادمت مع النظام المصري بدءا من إعدام سيد قطب وانتهاء بالحال الذي تعيشه هذه الحركات ورجالها القابعين في السجون المصرية ممن تطاول على المواطنين الآمنين ، أو السياح الأجانب بقوة السلاح . وستكشف الأيام ما خفي من أحداث وأسرار حول مقتل المبعوث الدبلوماسي المصري ، كما أكد ذلك الناطق الرسمي ليث كبه في نية الحكومة التحقيق حول بعض الاتصالات الجارية من قبل أطراف دبلوماسية .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |