|
صح النوم ..!! حمزة الشمخي
بعد تفجيرات لندن الإرهابية في السابع من تموز الجاري، يبدو أن العالم قد نهض من غفوته الطويلة على أصوات تفجيرات لندن، التي إستهدفت الناس عشوائيا وبلا تمييز كعادة الإرهاب والإرهابيين دائما وكأن الذي حدث ويحدث في العراق من أعمال إرهابية إجرامية، هو شأن عراقي، ويجب أن يتحمله العراقيون وحدهم فقط، وأن أصوات تفجيرات العراق اليومية الإرهابية، والتي تستهدف الجميع بلا إستثناء أيضا لم يصل صداها بعد، الى العالم الذي يعتقد أن ساحة المعركة في هذه المرحلة الراهنة مع الإرهاب الدولي هي العراق دون غيره . وأن هناك من يسمي ويطلق الى يومنا هذا، على العمليات الإرهابية في العراق بأنها ( مقاومة وجهاد )، أما في لندن وغيرها، فأنها عمليات إرهابية، وهذا صحيح إن ما حصل في لندن إنه عمل إرهابي ووحشي، ولكن نفسه الذي يحدث وحدث في العراق لأن الإرهاب واحد في كل زمان ومكان . أن عمليات التنديد والإستنكار والشجب، ينبغي أن لا تكون موسمية، وأن لا تميز بين هذا البلد وذاك، لأن الجميع مستهدف، فلذلك يجب أن تتسع وتتواصل ضد الإرهاب بكل أشكاله، لأن المعركة مع الإرهاب والإرهابيين هي ليست شأنا خاصا بدولة معينة دون سواها، لأن الإرهاب شامل والقتلة يستهدفون البشر أينما كانوا، ولا يوقفهم دينا أو قومية أو مذهبا أو عرقا .. ولا يعرفوا رحمة وإنسانية، إنها الحرب ضد البشر والحياة أن ما يحدث في العراق، هو نفسه الذي حدث في الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر، والذي حدث أيضا في إسبانيا وموسكو وإندنوسيا ولبنان والمملكة العربية السعودية واليوم في لندن والقائمة تطول، لأن الإرهاب لا يتوقف عند هذه الحدود أبدا، فلذلك يجب تعزيز وتقوية جبهة الكفاح والعمل ضد كل من يمارس الإرهاب ويسانده ويدعمه ويموله في كل مكان من العالم . وأن يبادر الجميع ويعمل على تنظيم مظاهرة دولية في يوم واحد ووقت واحد، للمساهمة في التنديد بالإرهاب الدولي ومواجهته في كل الأساليب والطرق الممكنة، ولا خيار أمامنا غير ذلك . وعلى العالم أن يسمع أصوات تفجيرات العراق الإجرامية كل يوم، لأن هذه الأصوات هي واحدة من بغداد الى لندن مرورا بتنزانيا في إفريقيا، وأن يتضامن مع شعب العراق ويساعده للخروج من محنته الحالية، والقضاء على الزمر الإجرامية التي تهدد العالم بأسره، وليس العراق لوحده كما يعتقد البعض أن بغداد تناديكم يا أحرار العالم، لكي ترفعوا أصواتكم عاليا، بأن الذي يحدث في العراق هو جريمة كبرى بحق العراقيين بإسم دعاة ( الجهاد والمقاومة )، ولكنهم صانعي الموت والخراب والدمار في كل ركن من أركان الوطن الحبيب، والذي إمتد ويمتد إرهابهم الى مدن وعواصم العالم الإخرى . وأخيرا عندما سمعنا من الذين يطلقون على الإرهاب في العراق ( مقاومة مشروعة )، بأن الذي حصل في لندن هو من الأعمال الإرهابية، نقول لهم صح النوم !!، إذا كان الإرهاب في العراق ( مقاومة )، أما في لندن فهو إرهاب وجريمة، ويجب أن يدان، وهذا صحيح، ولكن يجب عليكم أن تدينوا الإرهاب في العراق أيضا .
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |