|
عامان مرت مذ سقوط الطاغية صدام , وبلاد الرافدين تكتوي بنار الأرهاب التي أحرقت الأخضر واليابس في أرض السواد. حتى وصلت هذه النار اليوم الى الدبلوماسيين العرب وعلى رأسهم السفير المصري في العراق إيهاب الشريف الذي إحترق بنار الأرهاب التي ستضطرم في كل دول المنطقة. ولقد أعلنت منظمة القاعدة والجهاد في بلاد الرافدين مسؤوليتها عن إقامة الحد الشرعي بحق السفير المغدور. فهل حقا إن هذا التنظيم هو الذي قتله؟ أم إن هناك أياد أخرى ساهمت في قتله؟ لم يكن تنظيم القاعدة لوحده هو الذي قتل إيهاب, بل الذي قتله وذبحه من الوريد الى الوريد هي فتاوى دعم الأرهاب تحت يافطة المقاومة والتي صدرت من علماء الأمة في شرق الأرض وغربها. إن الذي قتل إيهاب هو الشيخ القرضاوي وبعض شيوخ الأزهر ومجموعة السته وعشرون من شيوخ الحجاز وغيرهم من فقهاء الأرهاب , الذين ساندوا ما يسمى بالمقاومة العراقية التي إرتكبت جرائم لم يشهد لها التأريخ مثيلا. إذ أصدروا الفتاوى التي تبيح مقاتلة قوات التحالف تترى, غاضين النظر عن كل الأسباب التي أدت إلى قدوم هذه القوات إلى العراق وعلى رأسها ظلم وجور وحماقة الطاغية صدام. ولم يكن الدافع لأصدار مثل هذه الفتاوى هو الدافع الديني أو القومي أو الوطني , بل كان الدافع الطائفي البغيض الذي أعمى بصيرة هؤلاء هو المحرك لمثل هذه الفتاوى . فأرسلوا بفتاواهم هذه الأف من الشبان العرب المغرر بهم ليفجروا أنفسهم بجموع العراقيين المظلومين طمعا بدخول الجنان والفوز بالحور الحسان وبأنهار الخمر والعسل التي وعدهم بها هؤلاء الدجالون وجعلوا أشلاء العراقيين جسرا للوصول إليها, إلا أنها لن توصلهم إلا إلى نار الله الحامية التي ستحرقهم وتحرق هؤلاء الشيوخ الدجالين الذين لم يتركوا ملذة من ملذات الدنيا إلا ومارسوها, فبيوتهم مليئة بحواري الأنس وقناني الخمر وأما تجارة العسل فهي لهم وأما الفياغرا فهم أكثر الشرائح إستهلاكا لها. وأما تنويعاتهم بين حور الأنس والغلمان فتشهد عليها مناطق السياحة في انحاء مختلفة من العالم. وأما الشريك الأخر في قتل إيهاب الشريف فهي الدبلوماسة العربية التي دعمت الأرهاب في العراق ومنذ اليوم الأول لسقوط صدام. ويقف على رأس هؤلاء عمر موسى امين عام ما يسمى بالجامعة العربية. فالسيد عمر موسى لم يترك فرصة ولا مناسبة إلا ودعا فيها إلى الحوار مع المقاومة العراقية وضرورة دعمها وإسنادها, وتحول مكتبه في القاهرة إلى مضيف يحط فيه رحال كل الناطقين بإسم المقاومة من مزهر الدليمي ومثنى الضاري وغيرهم ممن يزوروه في السر والعلن , وهو يقدم لهم كل الدعم والأسناد وفاءا منه لنظام صدام الذي أغدق عليه العطايا التي لا تعد ولا تحصى. ولقد قتل إيهاب كل الحكومات العربية التي ساندت ودعمت الأرهاب سواء بإيوائها ودعمها للأرهابيين من سلفيين وصداميين أو من خلال فتحها الحدود أمام جحافل الظلام الأرهابية , أو من خلال تسخيرها لأموالها وقنواتها الأعلامية لدعم الأرهاب في العراق, أو من خلال تلكؤها في دعم الحكومات العراقية المختلفة التي تعاقبت على سدة الحكم في بغداد منذ سقوط نظام صدام الدكتاتوري. كما وإن الذي قتل إيهاب هو كل المنظمات والأحزاب والتجمعات التي دعمت وتدعم الأرهاب في العراق وهي منتشرة في مشارق الأرض ومغاربها. فمن قتل إيهاب هو مصطفى بكري وفيصل القاسم وسيد نصار وليث شبيلات وزياد الخصاونة وجورج كالاوي وغيرهم ممن قبضوا مقدما ثمن مساندتهم لصدام ولفلوله الأرهابية بعد سقوطه. ولذا فمن الظلم تحميل القاعدة لوحدها مسؤولية قتل إيهاب , فالشركاء في الجريمة كثر وهم يملأون كل البقاع والصقاع. فمن أراد تعقب الجناة ومعاقبتهم فعليه أن يبدأ بهؤلاء , بشيوخ الأرهاب , بالساسة الداعمين له وبكل مرتزق يساند الرهاب في العراق بقلمه ولسانه بحجة دعم المقاومة, ففي العراق لا توجد مقاومة شريفة وغير شريفة , فجميعهم قتلة مجرمون وسفاكون ساديون.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |