لأمير الطائفة الأيزيدية الحق فالعراق ليس جزءا من أي أمة أخرى

وداد فاخر * / النمسا

widad.fakhir@chello.at

ما صرح به أمير الطائفة الأيزيدية وعضو لجنة كتابة الدستور عن القائمة الكوردستانية كامران خيري بك برفضه أن يكون الكورد جزءا من الأمة العربية، يجب أن يأخذ بنظر الاعتبار لتصحيح بعض المواقف والآراء السياسية الشوفينية التي تصب في صالح نفس المفاهيم الشوفينية العروبية القديمة، وتعيد أحيانا مصطلحات رسخها النظام الدكتاتوري الفاشي البائد في أذهان البعض من باب تسمية كل بلد عربي بالقطر الفلاني، وكون العراق أو أي بلد آخر هو جزء من الأمة العربية، وإلى ما هنالك من الخزعبلات والمفاهيم التي طرأت على الفكر السياسي العراقي منذ ما يزيد على أربعة عقود من الزمن ومنذ أن استولى على مقاليد السلطة في العراق متريفين وبدو شوفينيين جاؤوا من خلف حواجز التاريخ في 8 شباط 1963 الأسود .

فالعراق يشكل لوحده ( امة ) بنفسها كونه يجمع عدة قوميات واديان ومذاهب ولغات، وكل تلك المميزات تجعله وطنا لأمة لا يقبل القسمة على أي عدد، ولا علاقة له بأمم أخرى في المنطقة سوى الجيرة وعلاقات الصداقة والروابط الدينية، التي لا علاقة لها بالوطن الواحد الذي هو العراق.

وعودة للماضي فقد تعاقبت على العراق أقوام لا علاقة لها بالعرب والعروبة منذ أقدم العصور بدءا من العهد السومري واستمرارا للعهد الأكدي، وكذا فإن اسم العراق أصلا هو اسم غير عربي وهو ( اسم معرب من بعض اللغات الآسيوية، واصله " ايراه " أي ساحل العرب وقد عربته العرب بان قلبت الهمزة عينا والهاء قافا، ولذلك قال الخليل الفراهيدي المتوفي في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة، وهو من أعظم قدامى النحويين : " العراق شاطيء البحر وسمي العراق عراقا َ لأنه على شاطيء دجلة مادا حتى يتصل بالبحر على طوله " ) - المصدر دليل الجمهورية العراقية الصادر عام 1960 - .

وقد ظهر العنصر العربي في حقبة متأخرة جدا من التاريخ العراقي، وبعد الغزو العربي في العصر الإسلامي الأول للعراق، بينما سكنت أقوام أخرى العراق قبل أكثر من 1500 عام من التواجد العربي كالكورد . لذا فإن من الأصلح أن تكون الفقرة التي تتعلق بالشراكة العراقية في الوطن العراقي هي أن تكون كالآتي ( العراق امة وهو شركة بين العرب والكورد والتركمان وبقية مكونات الأمة العراقية الأخرى ) .

أما التحجج بما يسمى الأمة العربية، فإن لا أحد منا يتذكر إن هذه ( الأمة ) وقفت بجانب العراق في أي عصر كان، بلى فقط في غزو العراق، ونهب خيراته والتآمر عليه وتزويد البعثيين القتلة وفلول مدع القومية بالمال والسلاح للقيام بانقلاب دموي في 8 شباط، كما حصل في عهد مصر عبد الناصر، أو كما يحدث الآن من غزو عربي وتقتيل وتخريب لكل البنى التحية للعراق . و لم نرى عكس ذلك فهم انتم موقنون ؟ التسائل الأخير موجه إلى كل المشاركين في لجنة كتابة الدستور، واقصد هنا بالضبط الأعضاء الأصليين من الذين جرى انتخابهم شعبيا فقط .

لذا فما يربطني أنا العراقي بأقوام لا رابط اجتماعي، أو شعبي، أو اقتصادي بهم، فلم تكن اللغة بين الكثير من الشعوب رابطا قوميا قط . والدليل أن من يتحدث الإنكليزية يكاد يكون ثلث العالم في دول لا رابط قومي بينها .

بينما يربطني مع العراقيين من أبناء وطني وحدة المصير والعرف والتقاليد الاجتماعية، والوطن الواحد .

 

 * شروكي من حفدة القرامطة وثورة الزنج

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com