|
المقياس الذي ينبغي أعتماده في تقييم العراقي سياسيا وثقافياً، هو أن تلتقي بآخرين من مختلف الأتجاهات السياسية والثقافية حتى يمكن ان تستل من تقييمهم القواسم المشتركة التي تنتهي الى نتيجة تجعلك تعتقد بمنزلة وموقع ذلك الشخص فكرياً أو ثقافياً. وقد تختلف الأراء والتقييمات بين الواحد ومن يتعارض معه فكرياً، وقد تجد من تختلف عليه الأراء والتقييمات، ولكن أن تجد هذا الأجماع على تقييم شخص من كل الأتجاهات الفكرية والثقافية، دليل أكيد على صحة التقييم.
وبالنظر لما وجدته من أجماع
عراقي على تقييم السيد وزير الثقافة العراقي بالشكل المروع الذي جعلني أعتقد أن
الأستيزار لم يكن لأسباب سياسية أو ثقافية، وأنما لأسباب تستدعيها حكمة القيادة
في تهذيب وتقويم أخلاق العراقيين وتطويع ثقافتهم بمايتناسب مع العصر الحديث حتى
يصير السيد الوزير رغم كل هذا الأجماع تحدياً للعراقيين. ولو كنت مكان السيد وزير الثقافة الحالي الذي أشتهر بشجاعته التي عرفناها عنه عندما كان يعمل في خدمة الشرطة في العهود السابقة حين كانت مهمتها تأديب الجماهير كراهيته لهذه الأقلام وأتخاذه موقفاً سلبياً منها يوجبه الظرف الراهن والزمن المر. ولو كنت مكان السيد وزير الثقافة الحالي وهو يثبت مواقف وسياسة وزراء الثقافة منذ العهد الشباطي الأسود وأنتهاءاً بحامد يوسف حمادي ولطيف نصيف جاسم ومحمد سعيد الصحاف، ويعيد نفس السلوك، لما كنت أتخذت هذا الموقف الخفيف واللطيف بحق الأعسم الذي يجب أن يرتقي عن صفة النكرة حتى يمكن ان تعرفه الناس وتقرأ له الأجيال مثلما عرفت الوزير الراوي نوري وقرأت له ملاحمة الثقافية وكتاباته ضد الحكم الباكستاني او الموريتاني.
أستغرب كيف يستغرب جاسم
المطير وفرات المحسن وعباس العلوي وغيرهم من كتاب العراق على وزير الثقافة الذي
يريد ان يبرهن على أهتمامه بالثقافة وبالمناضلين وبالأقلام العراقية، وأستغرب
جداً كيف يستغرب كتاب آخرين مايقوله السيد الوزير بحق كتاب جهلة وأنصاف أميين
ونكرات تسلقوا مراكزهم الصحفية دون وجه حق وأتسموا بالطائفية والتسلق على
الأكتاف والحصول على المناصب دون وجه حق بعكس السيد الوزير، وأستغرب أن يستغرب
كل هؤلاء مايحدث في العراق متناسين اننا نعيش في زمن أنقلبت فيه القيم
والمقاييس حتى صارت الحكومة تفكر في منح عبد الرزاق النايف وناظم كزار ألقاب
الشهداء، وأن يصير أمام الوهابية وحاكم تحقيق الأمن في الديوانية مسؤولاً
رفيعاً في سلطتنا الوطنية، وأن نفكر في أعادة مدراء الأمن والمخابرات في
اعمالهم السابقة، وأن نستعين بالأمن الخاص ومسؤولين الأعدام في قواطع الحزب
القائد لأعادة الأمن وسلطة القانون، وأن تفكر وزارة الثقافة في أصدار قرارات
تلاحق بها أقلام العراق الوطنية ( من النكرات جداً)، ويحضرني قول الصديق الشاعر
مظفر النواب منحه الله الصحة حين يقول : (( بولوا فهذا زمن البول فوق المناضد
والبرلمانات والوزراء ابول عليهم بدون حياء فقد حاربونا بدون حياء !!))
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |