ياقداسة البابا لا حياة لمن تنادي!

ساهر عريبي

Sailhms@yahoo.com

 

وجه قداسة البابا بنديكتوس السادس العشر في عظته يوم أمس, نداءا إلى الأرهابيين  الذي نفذوا إعتداءات لندن المروعة ,  ناشدهم فيه التوقف عن مثل هذه الأعمال الأجرامية التي تثير الحقد والكراهية , كما ودعا قداسته جموع المصلين إلى الصلاة  من أجل المنفذين عسى أن تلامس الرحمة الألهية قلوبهم.

 وهل ستلامس الرحمة ياقداسة البابا مثل هذه القلوب القاسية وهي أشد قسوة من الحجارة والحديد. فهذه القلوب قد مالت عن الهداية وتجردت من كل المشاعر الأنسانية , فتبا لهذه القلوب التي لن تتنور بالرحمة الألهية.

 وهل ستصيب الرحمة هؤلاء القتلة والسفاكين وهم يقتلون النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد وبلا رحمة ولا شفقة. لقد قتل هؤلاء المسلمين قبل أن يقتلوا المسيحيين ولقد قتل هؤلاء السنة قبل أن يقتلوا الشيعة. فبالأمس أشبع هؤلاء التكفيريون أهل الجزائر قتلا وذبحا وهم مسلمون سنة من نفس مذهبهم.

 وبعد ذلك إرتكب هؤلاء المجازر تلو المجازر في أفغانستان ولم يفرقوا بين سني طاجيكي أو شيعي من الهزارة, فلقد إستباحوا مدينة باميان الشيعية وقتلوا في يوم واحد ثمانية ألاف مسلم شيعي واستباحوا أموالهم وأعراضهم. ومن ثم وجهوا حقدهم نحو الولايات المتحدة التي ساعدتهم في الخلاص من الأحتلال السوفيتي , فكان الجزاء هو ضرب المدنيين الأمريكيين الأبرياء يوم الحادي عشر من سبتمبر.

 واليوم ينشرون رعبهم في العراق وطالت عملياتهم أبناء العراق الذين يئنون من هول هذه الجرائم التي ترتكب كل يوم على أرضه بلا رحمة ولا شفقة. حتى وصل إرهابهم إلى لندن الأمنة التي أوتهم وأعالتهم ومنحتهم كل الحقوق الأنسانية التي لم يحلموا بالحصول على مثلها في أي بقعة من بقاع المعمورة. إلا أن نفوسهم قد جبلت على اللؤم وعلى الخبث, فهم  لا يجيدون سوى قطع اليد التي تمتد لهم بالمساعدة , لحقارة في نفوسهم ودناءة في أصولهم.

 فيا قداسة البابا هيهات هيهات أن يمن الله على هذه النفوس الوضيعة بالرحمة والهداية التي لن تصيبهم حتى يلج الجمل في سم الخياط.  وكيف سيهتدي هؤلاء وهناك من يدعو لهم بالتوفيق في إرتكاب المزيد من الأعمال الأرهابية, وشتان بين دعوتك هذه ودعوة شيوخ السوء والضلال الذين يمنحون بركاتهم لهؤلاء القتلة ويعبدون لهم طريقا نحو النيران  عبر أشلاء الأبرياء من مسلمين ومسيحيين.

فيا قداسة البابا لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com