قتلوا حتى الاطفال الرضع .. كربلاء حسين طارش

علي الشلاه / كاتب واكاديمي عراقي

مدير عام المركز الثقافي العربي السويسري

erde4uns@hotmail.com

 

بعبارات مخففة جداً ومموهة أحياناً نقلت وسائل الاعلام العربية خبر الفاجعة التي حلت بعائلة المواطن العراقي البسيط حسين طارش الذي عاد من عمله صباح امس ليجد ان جميع افراد عائلته المكونة من تسعة افراد قد قتلوا ولم يرحم المجاهدون والمقاومون الشرفاء حتى الأطفال الرضع ، لا لشيء الا لأنهم - وبالكلام الصريح وبعيداً عن المجاملات وتبويس اللحى - شيعة واذن فهم مجرمون وكفار أباً عن جد ولابد من افناء الاطفال والنساء والشيوخ ومن يتعاطف معهم من السنة لاسباب انسانية لانه طابور خامس للرافضة .  

هل ماسبق من كلام يعد طائفياً ؟

نعم فلو كان القاتل شيعياً- أي مواطناً من الدرجة العاشرة في عرف الأعراب - وقيل الكلام السابق ضده  لكان الكلام موضوعياً ومنطقياً وشريفاً ، اما ان يقال هذا الكلام الطائفي المدسوس عن مجاهدين شرفاء ينتمون الى الطائفة الناجية ذات الخمس نجوم فهذا ما لاينبغي قبوله ، هل يريد هؤلاء الروافض ان يعيشوا في بلاد المسلمين التي تسمى العراق وهم أخطر علينا من اليهود والنصارى وعباد البقر؟

 الايكفيهم انهم وآباؤهم واجدادهم قد ولدوا وتكاثروا فيها ؟

بهذا اللامنطق المريض القادم من وراء الحدود يسمم هواء العراق وماؤه وقلة من عقول بنيه وتقام حرب طائفية من طرف واحد وتتاح لقادتها وسائل اعلام وامكانات مادية ومعنوية كبيرة حتى انهم يسمون مجاهدين وأبطالاً وتقدس السكاكين التي يذبحون بها الضحايا من الأبرياء .

هل قدر لهذا العراق ان يحتل من قبل الطائفيين البدائيين المتخلفين منذ الحجاج بن يوسف حتى ابي مصعب الزرقاوي مروراً  بالعثمانيين ومن تلاهم من الانجليز حتى عبد سلام عارف وصدام صبحة؟

ان حقائق التاريخ والجغرافيا تقرر ان العراقيين يخوضون اليوم معركة تحرير بلادهم من المرض الأخطر وهو الطائفية والتطرف ويدفعون في هذه المعركة ثمناً باهضاً من خيرة أبنائهم ، وان العقول والاطراف الطائفية النتنة لن تنجح في دفع الأغلبية العراقية الواعية الى ظلمات الحرب الاهلية بل ستزيدها اصراراً على نهج الاعتدال والعقلانية وثقافة التسامح ، وان العراقيين يدركون انهم سينقذون ليس بلدهم فحسب بل سائر البلاد العربية والاسلامية عندما يسحقون رأس الأفعى الارهابية ويحررون الاسلام العظيم من اسر سيافي بن لادن وبن صبحة ويعيدون له وجهه العظيم السمح في دنيا الله الواسعة.

اما اولئك الذين يصبون زيتاً على النار الطائفية باختراع نسب وارقام واكثريات واقليات ويستعينون بهذا المنبر الطائفي او ذاك ويكذبون على هذه العاصمة العربية او تلك ، ويهولون حادث سير يقع لدوابهم ويتهمون الاخرين به في حين لايرف لهم جفن لرؤية مصارع اطفال حسين طارش او أي حسين آخر، لهؤلاء وللرؤوس التي تسيرهم من وراء الحدود والظمائر نقول ، ان عاركم لايشبهه عار في التاريخ ، فقد خنتم عهد الله والاسلام والعراق والانسانية بقتلكم حتى الاطفال الرضع وانكم غير امينين حتى على اعراضكم ولذلك تلحون على كلمة الشرف من باب تعويض شرفكم الممرغ بعار السمسرة لمن تؤونهم من القتلة .

انكم لاتؤون قتلة اطفال حسين طارش في كربلائه الجديدة فحسب بل تؤون قتلة العراق ولارحمة لكم ولا تسامح معكم وعلى الجميع ان يخاطبكم بخنجر الغدر الذي سللتموه .

عاش العراق وكل حسين فيه وللطائفيين القتلة جهنم التي قد لا ترضى بدنسهم.

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com