|
القوى الدينية...والخطر القادم محسن صابط الجيلاوي تؤكد الكثير من الشواهد والدلالات وبتتبع بسيط لأداء الأحزاب الدينية مجتمعة سواء تلك الممثلة في البرلمان أو خارجها على انها تنهج سياسات متناقضة ولكن الجوهري ذلك النهج البرغماتي المتمثل بوجود سياستان، الأولى هادئة وحوارية وتدعي الديمقراطية متوجهة إلى الإعلام ( وخصوصا المرئي ) والعالم الخارجي لكي تحقق الحد الأدنى من القبول والمصداقية في عالم شديد الحساسية من القوى الدينية كونها لا تؤمن بالتعددية وبالديمقراطية أو بحقوق الإنسان.. وكل نماذج أنظمة الحكم ومشاريعها الماثلة دليل على ذلك..وثانية راديكالية موجهة إلى الداخل، فكلما كانت قوية ونافذة في موقع ما في العراق تمارس كل ذلك المشين والمتنافي مع الحقوق الأساسية للإنسان العراقي المتطلع إلى الحرية والديمقراطية وسيادة دولة القانون...هؤلاء يسعون إلى أن يكونوا مقتدرين عندها سيضربون بقوة لكي يسود فكرهم وثقافتهم ومنهجهم السياسي...لهذا من الضروري التحذير مما يتفوهون ويدعون به، الأجدر التدقيق والحكم على أدائهم السياسي وممارساتهم العملية... سياساتهم يكتنفها كل ذلك الدهاء والخداع وكل تلك الخبرة السياسية المستمدة من النموذج الإيراني ( لا يعني ان في نيتهم تطبيق النموذج الإيراني ) ولكنهم يسعون إلى مقاربة تتيح لفكرهم التدرج والاقتدار للوصول لتلك السيادة المطلقة التي تتحكم بمصير الأمة العراقية...والمتتبع لعملهم منذ سقوط النظام الفاشي يستطيع تلمس ذلك الأداء الذي يمكن تشبيبه ( بفريق عمل ) أو ( جوقة موسيقية ) تتبدل فيها الأنغام والمبادرات والأدوار لكنها مجتمعة تتطلع إلى نفس الهدف سيادة دولة يكون منطقها ونهجها تحكمه شرائع مستمدة من التدين السياسي لإخضاع الشعب، وسرعة تحقيق هذا المشروع يعتمد ويناور على وجود قصور في وعي الناس لمخاطر ذلك بسبب ذلك التغييب الطويل عن العالم والحضارة والثقافة تحت حكم 35 من النظام الدكتاتوري والذي يساعد موضوعيا وفي الظروف الراهنة على نجاح مشروعهم مقابل ذلك ضعف وهشاشة وتمزق الوعي المضاد لذلك...سيأكل هؤلاء حتى الذين انتهجوا سياسة الخنوع فهناك أولويات في جدول أعمالهم، نقول ان هناك مثال من إيران فم ينفع ( كيانوري ) زعيم حزب توده ان يقنع الإسلاميين بصداقته ودوره في الثورة حتى لُقبَّ(آية الله كيانوري ) حتى ما اشتد ساعدهم على ما يسمى أعداء الثورة، ليتسع هذا المفهوم لكي يغيب ( كيانوري ) وغيره من مفجري وأبناء الثورة الإيرانية في سجون ( الآيات ).. هناك شواهد كثيرة على ذلك السعي المدروس لفرض توجهاتهم عبر استخدام القوة والفكر، وسأضرب بعض الأمثلة:- - تدخل المرجعيات في السياسة وفي كامل توجهات البلاد، حتى أصبحت الدولة العراقية خاضعة لشروط المرجعية في كامل أدائها، ولا يستطيع الرئيس أو رئيس الوزراء إلا أن يهرول كل شهر إلى النجف للحصول على مباركة المرجعية وتأييدها، باختصار دولة داخل دولة، ومن الصعب معرفة ذلك الهلامي الذي يتحكم في هذه العلاقات، وكيف يتواصل ذلك لاحقا في دولة المفترض أن تخضع لضوابط دستورية وقانونية يخضع لها الجميع..! - السيطرة على الأموال والعوائد السياحية والهبات في المدن المقدسة ( كربلاء، النجف، كوفة ) وغيرها وبحجج وفتاوى دينية، وهذه الأموال تشكل ثروة قومية ومن يسيطر عليها سيتحول حتما إلى لوبي يتحكم في مصير البلاد اقتصاديا وسياسيا... - موقفهم المائع والغير واضح بصدد فصل الدين عن الدولة..كون ذلك الشكل الوحيد القادر على احترام خصوصيات الناس في مجتمع متعدد القوميات والأديان والمذاهب... - بعد كل هذه الفترة الطويلة نسبيا من سقوط النظام المقبور لازال غير معرف شكل وطبيعة الأنظمة الداخلية والآليات التي تتحكم الطبيعة الداخلية لهذه الأحزاب وهل هي منسجمة مع دستور ديمقراطي قادم؟الأكيد أن لا تعددية فكرية أو سياسية أو تنظيمية موجودة داخل هذه الأحزاب..لم نشهد أي مؤتمر علني أو فعالية تنظيمية وكذلك غير معروف مصدر ماليتها الهائل حقا مجتمعه أو فرادى.... ! - محاولة فرض الحجاب على النساء في المدارس والجامعات وفي الشوارع أيضا...! - محاولة إلغاء قانون الأحوال الشخصية والذي أثار جدلا قويا حينها..وكانت محاولة تمرير هذا القانون من أفظع الممارسات التي حاول هؤلاء تمريرها على الشعب وكانت تهدف أيضا لجس نبض الشارع العراقي حول مدى مقبولية أفكارهم ونواياهم، وستبقى هذه المحاولة نموذجا واضحا على الأفق الذي يرنون إليه..! - محاولة فرض شكل جديد للتدين والزى الديني سواء للرجال أم النساء في بعض منه شكل طالباني وآخر إيراني وآخر يجمعوهما معا..كل ذلك لا علاقة له بماضي العراق وشكل حياة الناس المتعارف عليه تاريخيا...! - كلما سنحت الفرصة في مكان ما يجري تطبيق مشروع طلباني أو إيراني كنموذج للحكم كما في البصرة، النجف، كربلاء...وغيرها، أي محاولة استقطاع مناطق من العراق وكلما سنحت الفرصة لتطبيق المشروع الذي يسعون إليه..! - التضييق على الدينات الأخرى وإشاعة جو إرهابي بوجهها في حرية ممارسة الطقوس الدينية أو شكل الحياة الاجتماعية والإيحاء بكون معتنقي هذه الديانات مواطنين من الدرجة الثانية... - مهاجمة وغلق محلات الخمور وبالتالي أرادوا أن يصادروا حق الناس في شكل الحياة وبالتالي فرض مسطرة واحدة على المجتمع وجعله منغلقا تماما...وللعلم ان وجود البارات ومحلات بيع الخمور موجودة في العراق منذ زمن طويل دون أن تثير حساسية معينة من شكل وواقع كون المجتمع متدين وفيه ضوابط معروفة، لكن سعة الانفتاح والتعددية في المجتمع العراقي روحيا وفكريا جعلت ذلك شيئا ممكنا... - دخولهم الجامعات والمدارس والدوائر لإلقاء المواعظ الدينية والسياسية سواء بموافقة القائمين على هذه المؤسسات أو عبر الترهيب أو القوة أحيانا في محاولة لإشاعة فكرهم السياسي وتلك ظاهرة جديدة يشهدها العراق عندما يكون المعمم حاضرا في كل مكان دون أن يراعي حرمة واستقلالية هذه المؤسسات...! - دفع رواتب ورشاوى للناس ومحاولة استغلال أوضاع الناس الاقتصادية السيئة لزيادة دائرة المؤيدين والأعضاء، مثال على ذلك ما يفعله التيار الصدري ومنظمة بدر والقوى السنية أيضا...! - محاولة التنكر لشهداء القوى الأخرى في الحصول على حقوقهم الاعتيادية باعتبارهم شهداء وطن..! - الانتهاكات والإجرام الذي تعرض له طلاب جامعة البصرة على اثر سفرة في حديقة عامة.... - حرق مقر الحزب الشيوعي في مدينة الثورة، ومحاولة التضييق على القوى العلمانية واليسارية والديمقراطية وكل من يختلف معهم فكريا وسياسيا.... - مهاجمة مقر الحزب الشيوعي العمالي في الناصرية واغتيال عدد من أعضاءه في أماكن مختلفة بحجة كونهم كفره. - التضييق على الآخرين أثناء الانتخابات وبطرق مختلفة..... - التصفيات الجسدية والتهديدات التي تعرض لها عدد غير قليل من الحلاقين ومن جهات معروفة دون أن يقابلها موقف قوي يدين هذه الممارسات سواء من القوى الدينية كأحزاب أو من قبل الدولة التي يهيمنون عليها...! - تغيير أسماء المدارس والمدن وبالقوة إلى أسماء دينية، بعض الأسماء كانت موجودة قبل وصول البعث إلى السلطة وقد جرى التغيير بالضد من إرادة الكادر ألتدريسي والطلبة..مثال صارخ على ذلك تغيير اسم مدينة( الثورة )... - في مدن الجنوب حتى التعيينات لا تتم إلا بكتاب تأييد من حزب الدعوة أو المجلس الإسلامي الأعلى أو التيار الصدري... - فرض إتاوات في دوائر الدولة لجمع معونات مالية لشهداء القوى الدينية وكذلك جمع الأموال في بعض مناطق الريف العراقي بحجج مختلفة. - استخدام الجوامع كمكان للدعاية السياسية ( طريقة إيرانية ) - محاولة التستر على التدخل الإيراني في الشؤون العراقية وأحيانا يستخدم مبدأ التقية عند الحرج في الحديث عن أشياء تتعارض مع توجههم السياسي سواء ما يخص إيران أو غيرها وما حديث الحكيم على ضرورة دفع العراق التعويضات اللازمة إلي إيران إلا مثال على ذلك، لا يفيد الحديث كونها زلة لسان..هناك علامات كثيرة يجب أن تجيب عليها هذه الأحزاب وغيرها عمليا فيما يتعلق بولائها للوطنية العراقية..!! - في نفس مكان صور الطاغية تم فرض صور جديدة لرموز القوى الدينية وكان التاريخ يعيد نفسه.... - السعي الحثيث للسيطرة على الإعلام المحلي في المحافظات العراقية وجعله تابع كليا لهم مع محاولة التضييق على الإعلاميين وعلى رجال الصحافة في أداء أعمالهم بين الناس في مدن النفوذ تحديدا..! - تدخل هذه القوى في النشاط الإداري والقضائي لمؤسسات الدولة في مناطق نفوذهم وبشكل سافر ومفضوح.... - ممارسة دور الشرطة وحامي الناس وبديل عن مؤسسات الدولة لمليشيات هذه الأحزاب دون تكليف من أحد... - التركيز على أن يكون لها اليد الطولى في مؤسسات الجيش والشرطة والحرس الوطني عبر دفع أعضاءها للتطوع، الهدف السيطرة على مراكز القوة في البلاد..! - في سائر ممارساتهم هناك فوقية وترفع على كافة مؤسسات الدولة والبرلمان وسائر قوى المجتمع المدني...هم يؤكدون بشكل واضح عبر ممارسات يومية على أنهم هبه من الرب وانهم ورثة شرعيون للنظام الساقط..لا أعرف مصدر هذا التفويض كيف استقوه من امة عانت كثيرا..؟؟؟ - حتى الوزارات الجديدة تمت تصفية العناصر الغير مرتبطة بهذه الأحزاب كما حدث أخيرا في وزارة (علاء حبيب صافي )– وزارة الدولة لشؤون المجتمع المدني !!!- حيث تم طرد حتى الفراش لكونه من الاخوه المسيحيين و 6 موظفين من الديانة اليزيدية.. كل ما ذكرناه أعلاه قد يفهم على انه يخص القوى الشيعية وحدها لكن في كثير من الممارسات والسلوك
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |