لا أخفي استيائي ودهشتي الشديدين وانا أرى السيد الشبوط (الاسلامي الديمقراطي ) يجلس الى جانب المدعو سعد البزاز في الوفد الذي التقى ملك الاردن الذي احسن الاختيار في خطوة اقل ماتحققه هو تلميع صورة الملك والمملكة تجاه العراقيين السابحين في بركة الدماء التي شهدتها مدينة الحلة والتي راح ضحيتها ثلة من ابناء العراقيين الشرفاء على يد الارهاب الذي كان يتلقى التبريكات في الاردن ،واقول انه اي الملك قد أحسن الاختيار في الوفد وفي الوقت، فكون الوفد فهو شريحة اعلامية تكتب وتنظر أو باقل تقدير انها تحاول ان تهدأ من غضب العراقيين وسخطهم من حكومة الاردن وعناصر ارهابها في العراق الجديد فلابد ان يكون دور الاعلام دورا رائدا وحيويا في احتواء تلك النقمة التي اجتاحت العراق من اقصاه الى اقصاه مطالبة الاردن من الاعتذار الى العراقيين وتعوضيهم عما ازهقت به ارواحهم وهنا ياتي دور الاختيار للشريحة الاعلامية التي ترأسها سعد البزاز وكان السيد الشبوط من ابرز الاعلاميين الذين اكتحلت نواظرهم برؤية الملك الضليل وهذا مااثار دهشة وامتعاظ الكثيرين من امثالي الذين كانوا يرون في الاسلام الديمقراطي انعتاقا من التحجر الديني وانسجاما مع العملية الديمقراطية الحضارية الجديدة والتاسيس لحقوق المواطنة في العراق،وتاتي تلك الرؤية بالطبع لما يطرحه الاسلام الديمقراطي من رؤى وافكار على صعيد النظرية لا الواقع طبعا..
أقل ما أصابنا هو الاحباط لما كنا نلمس من افكار الاسلام الديمقراطي ان ترى النور في عراقنا الجديد مع قطعي ويقيني التاميين ان الافكار لاتموت بموت معتنقيها ولاتتشوه اذا ماانحرف احد المنظرين عن الخط الذي رسمه لمسيرته ،وهذا مااردت ان اوصله في رسالتي المقتضبة والمحبطة كثيرا اننا نتمسك بمبادىء نعيش من خلالها انسانيتنا ونعلن مواقفنا بوضوح لا أن نجعل من المبادىء دعاية تستهوي اصحاب الضمائر الحية الذين يؤثرون خدمة الوطن على ذاتياتهم الضيقة وهنا اتذكر مرة اخرى كلمة للشهيد محمد باقر الصدر التي تصك اسماع التاريخ على مداه ويتساقط عندها كل الادعياء وهي :من منا كانت له دنيا هرون الرشيد ولم يسجن الامام موسى الكاظم أقول اللهم لاشماتة اننا معشر المبدئيين المفلسين ان طرد الشبوط اثلج صدرونا وهي مكرمة من الرب الذي يمهل ولايهمل لمن سقط مضمخا بدمه في مجزرة الحلة ،ولابد لكل منا نهاية قد تطول وقد تقصر لكنها مسألة وقت ليس الاّ - مع ايماننا ان مواقف الشبوط لاتؤثر على مايطرحه من افكار الا ان تلك الافكار اصبحت مأزقا وشركا لسقوطه فيها وهذه الحقيقة والمقاييس التي آمل ان نعرض عليها كل الادعياء ونرى ماذا كان يمثل الشبوط مما كان يطرحه من افكار كي لانتجنى على تلك الافكار والمبادىء

* * *