انتخبناكم لتكونوا أشداء على الإرهاب لا رحماء به

 

د.هادي نعيم المالكي

hdk72@yahoo.com

 

 يا ترى هل أُعدِم شقير الإرهابي الذي ترك سلك الشرطة وانخرط في صفوف الإرهاب واعترف بنفسه على شاشات التلفزيون بقتله أكثر من مائة وثلاثة عشر عراقيا في الموصل؟ لماذا قابلت يا رئيس الوزراء أمهات الضحايا في الموصل والطفل أيمن في بداية توليك لمهامك؟ أقابلتهم لتعزيهم ولتعدهم بان دماء أبنائهم لن تذهب هدرا أم لتتاجر بمأساتهم؟ يا ترى متى سيُنفذ حكم الإعدام في مَنْ صدر بحقهم؟ يا ترى لمَ لا يُحكم بالإعدام على العدد الكبير من الإرهابيين الذين تم إلقاء القبض عليهم، والذين اعترفوا بألسنهم بجرائمهم البشعة التي ارتكبوها بحق الشعب العراقي؟ وإذا صدر حكم الإعدام بحق بعضهم فلمَ لا ينفذ؟ لعّل احد أعضاء مجلس رئاسة الجمهورية لا يوافق على إعدام الإرهابيين الذين صدر بحقهم حكم الإعدام! فليحيا مجلس الرئاسة وليحيا معه التوافق! يا ترى هل تسارع الحكومة فعلا بمحاكمة رموز النظام السابق؟ أم إنها شأنها شأن حكومة علاوي تعرضهم على التحقيق وتقول " محاكمة "! وكأن الشعب المسكين لا يعرف الفرق بين التحقيق والمحاكمة! ويا ترى لماذا يفهم وزير العدل سياسة الحكومة القائمة على الإسراع بمحاكمة رموز النظام السابق على هذا النحو الصحيح جدا!! فيطل علينا بين فترة وأخرى ليصرح مرة بأن محاكمتهم غير ممكنة قبل سنة ومرة أخرى قبل سنة ونصف؟!!! ويا ترى هل نبَّه رئيس الوزراء وزير عدله بأن تصريحاته هذه تخالف سياسة حكومته في هذا المجال؟ أم إن دبلوماسيته الزائدة وأخلاقه العالية تمنعه من ذلك؟! يا ترى لماذا صدام الطاغية أفضل من شاوسيسكو، فالأول لابد من محاكمته محاكمة قانونية كاملة وبطيئة وأصولية تماما، في حين تمت محاكمة الثاني وإعدامه في خمسة دقائق؟!! ويا ترى هل أنقصت تلك المحاكمة السريعة في ديمقراطية رومانيا شيئا؟! ويا ترى هل ستزيد محاكمة صدام محاكمةً أصوليةً ديمقراطية العراق احتراما في أعين الصداميين والعروبيين؟!! وهل ستنقص المحاكمة السريعة له من احترام العراقيين المظلومين لديمقراطيتهم التي يقيموها رغما عن أنوف الصداميين والعروبيين؟!!! لن يحدث لا هذا ولا ذاك، فلمَ إذن المحاكمة البطيئة الأصولية؟ ولمَ التكاليف؟ أعدموهم والقوا حبلها على غاربها.وبإعدامهم يومئذٍ يفرح المؤمنون، ويحزن المنافقون. يا ترى متى سيصدر قانون لمكافحة الإرهاب في العراق؟ أولم يروا إن دول العالم المختلفة أصدرت مثل هذه القوانين؟ أولم يروا إن بريطانيا سارعت إلى المبادرة بإصدار قانون جديد أكثر تشددا من الأول عقب تفجيرات لندن الوهابية الخسيسة؟ انتخبناكم لتكونوا أشداء على الإرهاب لا رحماء به. انتخبناكم لتقتصوا من الإرهاب والقتلة جراء جرائمهم الخسيسة التي اقترفوها بحق الشعب الصابر على ضعفكم وجبنكم وخوَرَكم. هنيئا لكم المفاوضات مع الإرهابيين من وراء ظهوركم ورغما عن أنوفكم! وليحيا مبدأ " لا تفاوض مع الإرهابيين "! هنيئا لكم جريمة البلديات في بغداد! هنيئا لكم جريمة قتل الأطفال في بغداد الجديدة! هنيئا لكم تزايد عدد السيارات المفخخة المنفجرة في بغداد يوميا! ولتحيا عملية البرق! يا ترى هل عمليات صولة المحاربين والسيف والخنجر والرمح والسيف المعقوف، هي عمليات حقا أم جعجعات في فناجين وطحن بلا طحين؟! هل هي عمليات حقا أم ضحك على ذقون أبناء شعبنا المقتول؟ يا ترى متى ستترك أفواج وألوية الجيش والمغاوير العديدة مقراتها وأكل القصعة لتخرج لتطويق ومداهمة وتفتيش الأحياء والقرى التي تأوي الإرهاب وتعيد ذلك الأمر كلما دعت الحاجة وبشكل مفاجئ، حتى لا يقر للإرهاب قرار ولا تنام أعين الإرهابيين؟ هل وظفتم العاطلين؟ ولو في قوات الحدود، ليساهموا في اغلاق حدودنا مع دول الجوار الخبيث. هل أغلقتم الحدود مع سوريا؟ هل منعتم المتسللين إلى البلاد من سوريا وغيرها لقتل العراقيين؟ هنيئا لكم انقطاع الماء عن نصف بغداد بسبب تفجير محطة التغذية في شمال بغداد لثلاث مرات في أسبوع واحد، وكأن من الصعب أن تُكلف سرية من الجيش بحماية هذه المحطة المهمة التي تغذي بالماء نصف بغداد! هنيئا لكم تفجير مركز التطوع في مطار المثنى لأكثر من مرة لم نعد قادرين على إحصاءها لكثرتها! يا ترى متى ستباشرون بالبناء وإعادة الأعمار في الجنوب الهادئ؟ أمن الصعب إلى هذا الحد البدء ببناء بعض محطات توليد الطاقة الكهربائية في الجنوب ولو بالقروض، أم أن استيراد السلاح وحده هو المسموح بالقروض؟! هذا وافلح إن استورد سلاحا؟ فهذه السلطة الفلسطينية قد رأينا بالأمس أن لديها مدرعات، وجنودنا وشرطتنا ومغاويرنا يتنقلون ب" البيكبات "!! يا ترى هل تنقطع الكهرباء أيضا عن أعضاء الحكومة ويلفحهم حر الصيف العراقي ولو قليلا شأنهم شأن شعبهم المقتول بالإرهاب والكهراب؟ ما رأينا أحدا من أعضاء الحكومة من أصغرهم فضلا عن أكبرهم إلا ويطل علينا بكامل الأناقة ببذلة أجنبية وربطة عنق حريرية، مما يدل على إن الكهرباء مقطوعة عليهم ويكادون يختنقون من الحر المساكين، لذلك تجدهم كلهم يلبسون أربطة العنق من شدة الحر!! علما إن كبار رؤساء الشركات اليابانية قد دعوا مؤخرا موظفيهم إلى لبس الألبسة الخفيفة للتقليل من استهلاك الطاقة في بلدهم. يا ترى هل يتوقف التكييف ولو قليلا في مباني الحكومة تضامنا مع الشعب الذي انتخبها والمكتوي بنار الصيف اللاهبة؟! يا ترى هل من الممكن أن نسألكم عن مقدار رواتبكم، وهل هي بالدولار أم بالدينار شأنها شأن باقي رواتب الموظفين؟ وهل من الممكن أن تقدموا إلى الجمعية الوطنية قائمة برواتبكم لتناقشكم عليها؟ هذا إذا وجدت هذه الجمعية وقتا وفرغت من مناقشة رواتبها ومخصصاتها وشققها هي الأخرى! هل باشرتم ببناء بعض محطات تعبئة البنزين في بغداد لتخففوا الازدحام على المحطات الموجودة؟ هل باشرتم بترميم تلك البنايات التي تضررت بسبب الحرب في بغداد لتمنعوا الفضائيات الخبيثة من استخدامها في دعايتها المضادة للعراق الجديد؟ أم إن هذا حقا أمر صعب ومكلف؟ يا ترى هل قاضيتم قناة الجزيرة لتحريضها على الإرهاب في العراق؟ يا ترى هل تعلم الحكومة إن الإرهابيين جعلوا منها أضحوكة في أعين الصداميين والعروبيين وعاجزة في أعين المخلصين؟ يا ترى هل تقرأ الحكومة ما نكتب وما ننصح ونوصي به ونشتكي منه؟! لا يا أشباه الرجال ولستم برجال، والله لقد ملأتم قلوب أبناء شعبنا قيحا، والله لقد تكسرت أقلامنا وبُحت أصواتنا على عتبات عجزكم وجبنكم وخوَرَكم. لا والله ما عدنا راغبين في الكتابة لكم، ولمَ نكتب لكم وها انتم لا تقرأون، وإن قرأتم لا تفهمون، وإن فهمتم لا تعملون، عجزة مشلولين كُسل لا تتحركون.

 في الختام اسمحوا لنا أن نذكركم إن أبناء شعبنا، شيوخنا ونساءنا وأطفالنا ورجالنا يذبحون في الطرقات وفي بيوتهم وهم نيام ذبح الخراف بل أشد وأقسى لو تعلمون؟! فهل تعلمون؟ أم إنكم حتى بهذه لا تعلمون؟

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com