|
قناة العالم الايرانية .. عدم ثبات في الرؤية صاحب مهدي الطاهر / هولندا
فيما يقوم السيد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري بزيارة تاريخية الى ايران بغية ايجاد تعاون حقيقي جاد بين البلدين لطي صفحة الماضي الماساوية وفتح اخرى مبنية على علاقات حيوية متينة متوازنة خالية من لغة التعصب والعنجهية التي تتسم بها النظرة التقليدية للطرف الايراني اتجاة العراق شعبا وحكومة،نرى ان قناة العالم الفضائية والتي تعبر بشكل واضح عن الخطوط العريضة التي تنتهجها الحكومة الايرانية سواء على الساحة العراقية بشكل خاص او الساحة العربية بشكل عام قد اتخذت مؤخرا منحا جديدا في تعاطيها مع الشان العراقي اذ دابت هذه القناة على تسمية الضحايا الذين يسقطون اثر العمليات الارهابية في بداية التحرير وحتى وقت قريب من موعد الانتخابات البرلمانية السابقة بالقتلى حالها كحال بقية القنوات العربية الا انها عدلت عن ذلك قبل بضعة اشهر من بدا العملية الانتخابية التي جرت في الثلاثين من كانون الثاني الماضي فبدات تصف الضحايا بكلمة اخرى اكثر تقبلا واكثر واقعية لدى المجتمع العراقي الا وهي كلمة الشهداء بغية التاثير على الناخب العراقي وذلك لاسباب استراتيجية ايرانية هدفها محاولة سحب العراق الى العبائة الايرانية بعد ان تبلورت فكرة حقيقة لدى المخابرات الايرانية مفادها ان الحكومة السابقة بقيادة اياد علاوي لا يمكن ان تتعاطى مع المخططات الايرانية بانحيازها التام اليها واعطاء ظهرها الى الحكومة الامريكية وبالتالي افشال المخطط الامريكي لديمقرطة المنطقة والذي يعتبر العراق بوابته الرئيسية والذي يعتبر وحسب وجهة صناع القرار الايراني خطر كبير حقيقي يهدد وجود واستمرار الجمهورية الاسلامية لذلك حاولت جاهدة الانحياز الى طرف اخر تعتبره حليفا مهما لها،الا ان بعد الانتخابات ومجيء السيد جلال طلباني وسيد الجعفري الى سدة الحكم تبين خطا التوقعات الايرانية حيث ذهبت امانيهم وطموحاتهم ادراج الرياح واثبت السيدين الطالباني والجعفري حسب كل المعطيات والمواقف عمق وطنيتهم واعتزازهم بعراقيتهم واثبتا بما لا يدع مجال لشك انهم جديرين بالثقة التي منحت لهما من قبل الشعب العراقي .ان هذا الموقف من قبل الحكومة العراقية المنتخبة كان مدعاة لكي تغير الحكومة الايرانية مواقفها السابقة وتعود الى سابق عهدها في التعامل مع القضية العراقية وهاهي قناة العالم الفضائية تعود مرة اخرى الى تسمية ضحايا الارهاب العراقيين بتسميات اخرى كمصرع او ضحايا او قتلى وعن الاعمال الارهابية بالهجمات او شن مسلحون او قام مسلحون..الخ فيما تجنبت مطلقا كلمة الشهداء او الاعمال الارهابية وبذلك فهي اثبتت انها تعرف ما تقول ولم تكن المصطلحات التي استخدمتها سابقا قد جاءت بصورة اعتباطية غير مقصودة .ان هذا الفعل يدل بما لا يقبل مجال للشك على عدم صدق النوايا الايرانية في تعاطيها مع القضية العراقية وان المناورات التي تستخدمها لغرض التحايل على المبادئ العامة للحكومة العراقية وخططها المستقبلية ستبقى الى ان تقتنع هي بنفسها انها لن تجنح في مسعاها هذا وان خططها والاعيبها ستذهب ادراجح الرياح وان غدا لناظره قريب.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |