تصريحات خامنئي الاخيرة مدعاة للسخرية

صاحب مهدي الطاهر / هولندا

keesbees@hotmail.com

 

لا يختلف اثنان حول الصلاحيات اللامحدودة التي يتمتع بها قائد ومرشد الثورة الايرانية السيد خامنئي فهو يمسك باهم مفاصل الدولة الايرانية المتمثلة بالاجهزة الامنية والقضائية بفروعها المختلفة اضافة الى منصب القائد العام للقوات المسلحة واشرافه المباشر على السياسات الداخلية والخارجية للدولة ،واذا حاولنا تقييم هذه الصلاحيات مع ما تبقى من صلاحيات اخرى تناط باشخاص اخرين نجد ان الفرق شاسع جدا لا يمكن مقاربته فخامنئي يحتفظ  بالوزارات السيادية اي الداخلية والدفاع والخارجية اذن فهو من يدير حقا دفة الحكم في الجمهورية الايرانية ،اما القول ان هناك منصب يسمى برئيس الجمهورية وان رئيس الجمهورية المنتخب هو من يشكل الحكومة وهناك  من بين وزراؤها الداخلية والخارجية والدفاع فهو محض خداع وكذب فليس هناك ما يثبته على ارض الواقع الا مسميات هم اسموها الهدف منها هو محاولة اعطاء انطباع  ان ايران دولة ديمقراطية مؤسساتية تجرى فيها انتخابات دورية برلمانية واخرى على منصب رئيس الجمهورية،وان موقف خاتمي الذي اجهش فيه بالبكاء ابان اقتراب ولايته الاولى من نهايتها حول ما لحق بالمقربين له على ايدي الاستخبارات الايرانية و منظره وهو يتوسل الى قائد الثورة خامنئي بالتدخل لاطلاق سراحهم مازال عالقا في ذاكرتي اذ يلخص كل ارهاصات وطبيعة الحكم في ايران .ان ما يهمنا نحن العراقيون في هذه المرحلة ان تكون ايران عنصر مساعد في استتباب الامن والاستقرار في العراق خاصة ان الحكومة العراقية جادة بشكل صادق في بناء علاقات جيدة متوازنة معها مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل بالشؤون الداخلية سواء اكان هذا التدخل عسكريا اي بدعم الجماعات الارهابية  بالسلاح والمال والخطط والمعلومات الاستخباراتية او عن طريق اشاعة نوع من الايدولوجيات في اوساط المجتمع العراقي تخدم المصالح الايرانية وذلك بواسطة دعم بعض المؤسسات الخيرية او الاعلامية ...الخ،الا ان قراءة ولو كانت سطحية للوصول الى هذه الاهداف نجدها بعيدة المنال خاصة ان الحكومة الايرانية لها نظرة ستراتيجية خاصة بها فحواها ان بناء عراق حر ديمقراطي متاخم لحدودها الغربية سوف لن يخدم مصالحها على الامد القصير والبعيد وهذا ما اكده مؤخرا خامنئي اثناء استقباله لسيد الجعفري عندما صرح ان كل ما يحصل في العراق من ارهاب هو نتيجة مخطط امريكي اسرائيلي وهو بذلك ابتعد عن قول الحقيقة المجردة التي هي ظاهرة لكل ذو عقل وبصيرة وذلك لاسباب لا تخفى عن الجميع عندما استثنا  بشكل تام  السلفيين التكفيريين الذين يعلنون كل يوم وبشكل صريح تبنيهم لهذه الاعمال الارهابية واذا افترضنا جدلا صحة هذه الاتهامات فكيف يفسر لنا السيد خامنئي الهجمات الارهابية التي وقعت في عقر دار الدول الغربية كغزوة منهاتن وغزوة مدريد وغزوة لندن!؟ وكيف يفسر لنا السيد خامنئي استعداد نفر ضال من منفذي تلك الهجمات على الانتحار هل هي بدافع مادي ام بدافع عقائدي راسخ؟ واذا كان السيد خامنئي لديه معلومات سرية تثبت ذلك فلماذا لم يقدمها الى الحكومة العراقية مسبقا لكي تتعامل مع الموقف قبل وقوع الاعمال الارهابية ؟ ثم  الم يسمع السيد خامنئي ان حكومته قد اعتقلت في الاونة الاخيرة نحو ثلاثة الاف عنصر من اعضاء القاعدة فوق التراب الايراني ؟ وهل هؤلاء المعتقلون يعملون لصالح الولايات المتحدة الامريكية  ؟ وان كان الجواب بايجاب فلماذا تعتبرهم طهران ورقة ضغط على الادارة الامريكية لغرض حل مسالة تواجد مجاهدي خلق على الاراضي العراقية وبذلك فهي تمتنع عن اعلان اسمائهم وتعريف هوياتهم ؟ ولماذا ولاكثر من سنتين نسمع ان السلطات الايرانية ستحاكم اعضاء من القاعدة ولم نر نتائج على ارض الواقع ام ان الاوضاع الغيرامنة والغيرمستقرة في ايران كما هو الحال في العراق تحول دون حصول ذلك؟ وكيف استطاعت القاعدة ان تجند ثلاثة الاف شخص على التراب الايراني او تضمن دخولهم دون علم من السلطات الايرانية خاصة ان هذا العدد لم تستطع اية دولة الوصول اليه وفي مقدمتها  الولايات المتحدة الامريكية او السعودية التي تعتبر القاعدة الخصبة والمصدر الرئيسي للفكر التكفيري سواء السلفي او الوهابي؟   ان تصريحات خامنئي الاخيرة تعتبر محاولة للي عنق الحقيقة وهي امتداد للخداع والكذب والتزوير الذي يمارسه المسؤولون الايرانيون وهي امتداد كذلك لتصريحات ومواقف مقتدى الصدر حيث تصب بنفس الاتجاة وتثبت صحة ما تناقلته وسائل الاعلام حول العلاقات الوثيقة التي تربط مقتدى بالسيد خامنئي بالتالي فان هناك تدخل ايراني في شؤون العراق الداخلية وان ما اشيع سابقا ان الرجلين قد اجتمعا في الربع الاول من السنة الماضية اذ اعرب خامنئي عن استعداد ايران لمساندة ومساعدة مقتدى في مشروعة الهادف الى زعزعة الامن والاستقرار في العراق فيما اعرب مقتدى عن استعداده التام للقيام بهذا الفعل فجاءت الاحداث المؤسفة التي وقعت في كل من النجف وكربلاء وكل مدن العراق الجنوبية ما عدا محافظة المثنى . ان الترابط الوثيق الذي يظهر للعيان بين الثلاثي المتمثل باخامنئي ايران وحسن نصر الله حزب الله من جهة ومقتدى من جهة اخرى يبرهن ان هناك ثمة تحالف قوي ومتين بينهم يستهدف بالدرجة الاولى شيعة العراق وتاثير عليهم وان هذا المشروع لا يمكن ان يتخلى عنه ايا من هذه الاطراف بالسهولة التي يعتقدها البعض اذ ان محورها وركيزتها الاولى ومحركها الاساسي هي ايران المتمثلة بخامنئي بكل ما تمتلك من قدرات مادية واعلامية واستخباراتية وان العقدة الحقيقة تكمن في طبيعة العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن والتي تلقي بافرازاتها على الساحة العراقية وهي عقدة مستعصية عمرها عشرات السنين وليس بامكان حلها بين ليلة وضحاها حيث يتداخل فيها العنصر الاستراتيجي  والعنصر العقائدي والعنصر السلطوي فكما هو معروف فان الجمهورية الاسلامية قد جاءت على انقاض حكم موالي لامريكا اذ رفعت الثورة الايرانية الشعارات الحماسية وابدت المواقف المتصلبة اتجاة امريكا وعزت كل المتاعب التي كان يمر بها الشعب الايراني الى علاقة نظام الشاة بامريكا  فاذا حاولت ايران اليوم ورجالاتها وابرزهم خامنئي العدول عن هذه النظرة التقليدية فهذا يعتبر وحسب وجهة نظر رجال الدين الايرانيين بمثابة الاعتراف بفشل المشروع الاسلامي الثوري الذي اتاح لهم نجاح ثورتهم وتولي الحكم وبالتالي اقترابهم من حافة الهاوية لذا يفضل خامنئي الرجل القوي في الدولة على وجهة التحديد المضي على نفس النهج القديم مهما كان الثمن اذ لا مجال ابدا للاعتراف بالاخطاء لتصحيح المسار لان هذا الاعتراف يعتبر بداية النهاية لحكمه السلطوي  الدكتاتوري

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com