لا للحروب الجانبية

د.حيدر الساعدي

iraqiaked@yahoo.com

 

في ألأمس الذي هو ليس بالبعيد فرائحة البارود لازالت تزكم ألأنوف واثار الدمار الهائل ألذي ورثناه عن الجرذ اللعين لازال يطل بوجهه المرعب علينا في كل ساعة بل في كل لحظة، كنا لانجد مساحة لننفس فيها عن أفكارنا ومشاعرنا, وها نحن أليوم نقول مانريد وبأعلى أصواتنا، بلا خوف من ألمتابعة ولا حتى من مقص الرقيب.

كان الطاغية يعد علينا انفاسنا ويتابع كل خطواتنا وكلماتنا، خوفا على إسطورته الكارتونية التي إختفت بنفخة سريعة من قوات التحالف التي لم تكن تجرؤ على الوصول الى حدود العراق لولا تفاهاته وحروبه الجانبية التي نقلت العراق من اغنى بلد الى الافقر وجيشه من الاقوى الى الاضعف ومن واهب معطي الى محتاج.

عنوان المقالة حول الحروب الجانبية لا اقصد بها حروب الطاغية الهزيلة والمخجلة بل اقصد حروبنا نحن أليوم بعد أن فتح لنا العالم الحر على مصراعيه واصبحت هناك منابر حرة كالمنبر الكريم الذي تطل منه عليكم هذه المقالة, منابر إعلامية حرة و مستعدة بكل سعة صدر لسماع ولطرح افكارنا عبر نشرها كما هي وبدون تدخل سواء كانت تخالف التوجه السياسي لمحرر الموقع او الصحيفة او لا، وهذه هي ثمرات الديمقراطية التي ما ألفناها ولاعرفناها من قبل.

للاسف الشديد فان الديمقراطية وسعة الصدر يظهر اننا لم نستوعبها بالطريقة الصحيحة وبدانا نستغلها لتصفية حساباتنا الشخصية وها نحن ندخل انفسنا في حروب جانبية نحن في غنى عنها ولاوقت لدينا لها.

اليوم نحن بامس ألحاجة لسماع ارائكم البناءة وخبراتكم، شعب العراق يتطلع لكل كلمة شريفة تدعم موقفه في مواجهة الارهاب اليومي الذي يعيشه وكل وجهة نظر في كيفية النهوض بواقع المجتمع مما هو فيه من اثار الخراب.

نريد من يطالب بالاسراع بالبناء لانريد من يسب ويشتم كل من يخالفه الراي, نريد من يطالب بالنهوض بواقع المجتمع الثقافي و الاجتماعي والاقتصادي والصحي، لانريد من يدعوا الى قتل الاخر او قتل افكاره كما يحدث في بعض اساليب النقد الهدامة والتي هي واحدة من مخلفات البعث البائد.

القلم هو امانة بيد الكاتب، فكم من ارواح زهقت نتيجة لطروحات ضلالية من البعض ادت لاشاعة روح التعصب والقتل وكم من قلم شريف نور طريق كثيرين ونقلهم من عالم الجهل الى عالم الحق والانسانية.

يدي بيد كل من يدعوا للانسانية و للديمقراطية ولسعة الصدر . لايهمني ان كان صاحب الراي الشريف والصحيح وألأمين شيعي او سني، عربي او كردي، مسلم او مسيحي او مندائي او يزيدي، هم اخوتي ان قالوا الحق ودعوا له واعدائي ان خالفوه ووقفوا ضده.

اخوتي الكرام ان كان احد ما ينادي بحقوق طائفته او دينه او قوميته فله الحق وكلنا معه ان كان يدعو بالحسنى .

فالشيعي الذي قتلَ وسلبَ طوال السنين الماضية ويقتل على يد الارهاب الان له كل الحق في مطالبه العادلة في ان يكون له مكان وصوت بعد ان غيب من يوم استشهاد ابا عبد الله الحسين(ع)، والسني الذي كان ضحية لصدام ولم يكن بعثي او موالي للطاغية فله كل الحق ان يطالب بان يكون له مكان ويضمن حقه فهو ايضا ابن العراق والكردي الذي قتلَ اعواما لابد ان يضمن حقه ونحن معه و كذلك باقي الطوائف والاديان والقوميات، فلابارك الله في من يبخس احدا حقه او ياخذ مكانه.

هذه مشاعرنا ومشاعر كل من عرفتهم من المحبين للعراق واهله وبلارتوش ولا محاباة او مجاملة.

اما الحروب الجانبية واطلاق رصاص الكلمات على البعض فادعوا الجميع من هذا المنبرالحر وانا أولهم ان نكف عن القذف والتشهير ببعضنا الاخر ونسخر حبر اقلامنا لخير العراق . وبالتاكيد هذا رايي الشخصي وان كان فيه مايخالف الصواب فيسعدني من يصحح لي طريقي ويريني مالا ا راه وساتقبل ذلك منه بكل سعه صدر.

 

 


 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com