|
لو فعلها الرئيس اليمني سيذكره التاريخ حمزة الشمخي
كتبت أكثر من مرة حول نهاية حكم أغلب الزعماء العرب، الذين إنتهى حكمهم في حالتين، أما الموت وهذا أمر طبيعي، أما الحالة الإخرى فهي، الهروب خارج الوطن بعد الإطاحة بهم، أو التعرض للقتل، أو العيش بين الحفر كما فعل الدكتاتور الأهوج صدام لحين إستسلامه المهين . أن تصريحات الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد تجاوزت الحالتين السابقتين، وأراد أن يضيف حالة ثالثة غير مسبوقة من قبل في منطقتنا، وهي ترك السلطة طواعية للقيادات الشابة، كما قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من خلال تصريحاته الإعلامية العلنية الأخيرة، وهذه إن أخذت طريقها للتطبيق، فإنه سيصبح الزعيم العربي الأول الذي يخرج من السلطة بإرادته ويفسح المجال للآخرين . ولكن بنفس الوقت، أن هذه التصريحات الإعلامية، ليست بالضرورة قد تؤدي الى ماتريد الشعوب في إنتخاب قادتها بشكل ديمقراطي حر، لأن هناك أكتر من إحتمال لهذه التصريحات، أما إنها مقدمة لدعاية إنتخابية للرئيس نفسه للإنتخابات القادمة في اليمن، أو إنها تمهيد الطريق لإبنه أحمد علي عبد الله صالح ليحل مكانه لرئاسة الجمهورية اليمنية عبر التوريث الرئاسي !!، لأن الرئيس اليمني أشار في تصريحاته الى دور القيادات الشابة، لكي تكون البديل المناسب له في المرحلة القادمة بعد تخليه عن الحكم . أن تصريحات الرئيس اليمني، كانت واضحة ولا تحتاج الى تفسير وتحليل غير ذلك، أما الأيام القادمة فهي التي سوف تؤكد صحة ذلك من عدمه . لأنه تزامن مع ما أعلنه الرئيس اليمني، تصريحات لبعض قادة حزب الرئيس، حزب المؤتمر الشعبي اليمني، يصرون هؤلاء، على ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح لدورة إنتخابية جديدة بإسم حزبهم، ويعارضون تخليه عن الحكم !! نأمل أن يحول الرئيس اليمني تصريحاته الى واقع ملموس في الأيام القادمة، لكي يكون النموذج المتميز والفريد بين أغلب القادة العرب، لأنه إختار طريق التخلي عن السلطة سلميا، دون إنتظار آخر لحظات الموت، أو الإنهزام بالقوة، كما حدث لمن سبقوه والأمثلة كثيرة على ذلك . والى ذلك اليوم الذي نجد فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح منتصرا، على من يريد منه أن يبقى في السلطة الى الأبد، أو إنه قد تراجع عن كل تصريحاته وبقي في السلطة، أو سلمها الى إبنه بالوراثة . وهذا ما ترفضه الشعوب، لأنه تعبير إستبدادي، يلغي حريتهم في إختيار شكل النظام السياسي الإجتماعي الذي يريدون تحقيقه لهم ولبلدانهم.
|
||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |