الأفاعي المدجنة تلدغ أصحابها

مهدي قاسم

 

أقدم ملثمون من قتلة همجيين وتكفيريين ممسوسين، على اغتيال اثنين من أعضاء لجنة صياغة الدستور، المحسوبين على العرب السنة العراقيين . وقد أعقب ذلك توزيع مناشير في جوامع وساجد المناطق الغربية، تستبيح دماء الأعضاء المشاركين العرب السنة في لجنة صياغة الدستور.. بالطبع نحن لا نظن بأن هؤلاء الملثمين المجرمين، قد فعلوا ذلك بتحريض وترتيب من عملاء قوات الاحتلال، أوالموساد، إذ ليس من المعقول ولا من المنطق، أن يكون لعملاء قوات الاحتلال والموساد، كل هذا النفوذ والشعبية، وروح التحدي، بحيث أن هؤلاء ( العملاء الاحتلاليين والموساديين ) يوزعون مناشير في جوامع ومساجد تعتبر أوكارا ومستنقعات مألوفة لنشاطات الفكر التكفيري والوهابي والسلفي، وظهيرا بعثيا متقدما، وهي مناشير واضحة المحتوى والشكل، تهدد، وتستبيح علنا دماء هؤلاء الأعضاء، لأنهم يريدون الاشتراك في صياغة دستور، يضمن حقوق ومساواة من يمثلونهم من المواطنين العراقيين . خطورة هذا العمل الإجرامي، لا تكمن في حقيقة الأمر، في عملية اغتيال وقتل هؤلاء الأعضاء فقط، وإنما تكمن هذه الخطورة في تلك الهيمنة المطلقة للبهائم البشرية الملغومة التابعة للقوى التكفيرية، ناهيك عن هيمنة العناصر البعثية العفلقية النازية، على المناطق الغربية، وعلى الموصل وعلى بعض مناطق بغداد وضواحيها، وهي القوى والعصابات الإجرامية ذاتها، التي هددت ومنعت الملايين من المواطنين العراقيين، في المناطق الغربية والموصل وغيرها، من الاشتراك في الانتخابات السابقة. وإذا كنا لا نستغرب ولا نندهش إذا ما أقدمت هذه العصابات والأرهاط المتوحشة، على قتل من احتضنهم ووفرهم لهم كل مستلزمات الدعم اللوجستي، وأرسلوهم إلى قتل المواطنين العراقيين المسالمين، بحجة الدفاع عن الطائفة والدين والعروبة، فأننا إنما ننطلق من بديهة معروفة وهي : أن مَن يقدم على تدفئة بيضات الأفاعي، في أحضانه، ومن ثم رعايتها لغاية في نفس يعقوب، حتى أن تفقس وتستحيل إلى أفاع مسمومة وخطيرة، فلابد أن يتعرض هو الأخر أيضا، ذات يوم، إلى لدغة قاتلة !. فهذه العصابات الإجرامية، والنازية، لا تؤمن أبدا، بشيء اسمه الديموقراطية والتعددية، ولا بالتداول السلمي للسلطة، ناهيك عن الدستور القائم على التوافق والإجماع : إذ أن القوى التكفيرية الزرقاوية وابن لادنية وقسما كبيرا من القوى السلفية، ليس فقط لا يؤمنون بالديموقراطية والتعددية السياسية والفكرية فقط، وإنما يعتبرون كل ذلك كفرا وبدعة أوجدها الصهاينة وعابدي الصليب !! وفي الوقت نفسه، يسعون إلى إقامة ( خلافة إسلامية ) على غرار ما أقاموها في أفغانستان تحت سم نظام الطالبان. أما ما يتعلق الأمر بالعثيين العفالقة النازيين، فأنهم ليس فقط أبعد ما، يكونون عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، كبعد السماء عن الأرض، وإنما هم أصلا، لا يؤمنون إلا بالأسلوب الانقلابي، القائم على أساليب الاغتيال والتآمر والغدر والانقلابات العسكرية، وانتزاع السلطة بوسائل القوة والعنف. وقد رأينا ( عينة ) من نظام الطالبان الإسلامي بقيادة( أمير الأمراء ) عبد الله الجنابي في مدينة الفلوجة، قبل مداهمتها من قبل القوات الأمريكية والعراقية وتطهيرها من هذه العصابات ( المجاهدة )، ليموت من خلال عملية التطهير هذه، بعض السكان المسالمين أيضا! . في حين ذاق الشعب العراقي طعم الجحيم وحنظلة جهنم تحت تحكم وبطش ودموية البعثيين النازيين، ذلك التحكم الهمجي، الذي استمر عقودا طويلة من معاناة فظيعة، ومن دماء مسفوحة وغزيرة وضحايا لا يُعد ولا يُحصى . لماذا نذكر كل هذا، بينما هو معروف وواضح بالنسبة لأغلب العراقيين ؟؟!، حسنا !، لأننا نعتقد بأن بعض العراقيين من الغلاة الطائفيين وبعض رؤساء وشيوخ عشائر، قد تورطوا وورطوا معهم الشعب العراقي، عندما فتحوا أبواب خيمهم وبيوتهم ومساجدهم وجوامعهم أمام البهائم البشرية الملغومة من ( الأخوة المجاهدين) العربان، وأمام وباء الفكر التكفيري، ناهيك عن تحالفهم وتمازجهم الخبيث مع البعثيين النازيين ( العلمانيين )، وتوفير لهذه العصابات الإجرامية والوحوش الضارية، كل المستلزمات الممكنة لإلحاق الأذى الشديد بالشعب العراقي !. يمكن القول أن عملية القتل للاثنين من أعضاء صياغة الدستور، ما هي سوى غيض من الفيض، سيأخذ مداه أكثر سطوة ودموية وتكرارا، عندما يحين الوقت للتخلص من هذه العصابات الإجرامية، ومقاومة هيمنتهم الطاغية، والسعي إلى اتخاذ قرار سياسي مستقل، يخالفهم توجههم الفكري والسياسي الظلامي، ويحد من هيمنتهم وطغيانهم على إرادة مواطني المناطق الغربية والموصل، وغيرها من مناطق العراق التي تحولت إلى أوكار ومستنقعات آسنة لتماسيح التكفيريين والبعثيين العفالقة . آنذاك ستتحول ( المقاومة ) إلى نقمة، ومساعدة ( الأخوة المجاهدين ) العربان إلى لعنة، وتدفئة بيضة الأفاعي إلى لدغة قاتلة !.

 



 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com