يا حكومتنا المنتخبة أين لقمة الفقراء؟! فقد بلغ السيل الزبا

 

امجد حامد

لا اعرف من اين ابدأ وإلى اين انتهي فأنا محمل على كتفي هموما كباقي العراقيين فلعلي اكتب مقالا ينسيني آلامي اليومية ولعل ما اكتبه يفصح عن ما بداخلي من نكبات وويلات وهموم وهذه المعاناة طبعا تسري على ابناء شعبي العزيز فلقد تركت الكتابة لعدة ايام لأراقب ما يجري للناس وكيف يتعاملون مع واقعهم اليومي المتردي من جميع النواحي، مالي ان اصف حال المواطن العراقي وانا بينهم فسرد الحالة يطول لتفاصيلها التي تصعب على أي شخص يحمل مشاعر انسانية، وكوني اعيش هذه المعانات مع ابناء وطني فلابد وانني اكتب هذه الحروف وعيوني تزخر بالدموع فتسقط على الورقة لتمتزج مع حبر القلم لتصبح كلمة ناطقة من صميم معانات الشعب العراقي يجب ان اقول وبكل صراحة ان مايحدث لنا هو غضب الهي لامحال لأنه مايأتينا من رسول الا وكنا به مستهزئون وهذا ليس ببعيد عنا والتاريخ يشهد بذلك.

 إن صف الحالة العراقية ومقارنتها مع الحكومة المنتخبة يجب ان تكون متوازنة وصادقة، فأنا حين ارى راتب عضو الجمعية 5 آلاف دولار استغرب بأن يطالب ثلة من هذا الشعب المظلوم بحقوقهم واقول في نفسي وادردش مع اصحابي ان هذا الامر طبيعي وجد مع غريزة الانسان، كان احدهم شخصا عاديا وكان يقول دائما انني سأفعل وسأعمل للمدينة الفلانية والناس السذج صدقوا ذلك ومالبث حتى جائت الانتخابات وانتخب اخينا بالله واستقل السيارات الحديثة وحراسه من ورائه ومن امامه، بعد ذلك اصبحت فوق عينيه غشاوة تسببت بغضه النظر عن كل وعوده.

لسنا بصدد التطرق الى حيثيات اعضاء هذه الحكومة التي لم نرى أي تغيير منها الى هذه اللحظة، لكن المهم لدينا هو كيف نوصف حالة المواطن العراقي الفقير واركز على الفقير ولا اعرف لماذا ؟؟؟!!! وخير مافعله كارل ماركس حين ركز على الجانب الاقتصادي وكذلك على الطبقة البروليتارية (طبقة العمال) وكان محق حين وضع هذا الجانب في اولويات العملية التنموية، كيف لي وان إمامنا امير المؤمنين (عليه السلام) يقول : لوكان الفقر رجلاً لقتلته، انني انظر كيف كان امير المؤمنين لايملك شئ ومع ذلك يعطي للفقير وهو ساجد فلاعجب عن امير المؤمنين، فالفقير يأخذ حيزا في قلوب الشرفاء ويبغضه اصحاب النفوس التي تلهث وراء المادة لكي يشبعوا غرائزهم.

ندخل ونجري في صلب موضوعنا المهم الا وهو الفقراء (المساكين) ونبدأ من معناتهم التي لو سلطت على الجبال لتفطرت – وانا طبعا واحدا منهم – كيف لا والشعب العراقي لا يملك حتى لقمة العيش في غابتنا الجديدة التي يأكل القوي الضعيف متناسيا الله جل جلاله.

 

 طوابير !!!

 استيقظت من نومي وانا طبعا انام فوق (السطح) لان الكهرباء لا وجود لها كما ان بيوتنا اقل عدد افرادها 10 في البيت الواحد ناهيك عن وجود بيوت تغص بالافراد حتى يصل الى 50 نفرا في البيت الواحد، والجدير بالذكر ان بيوتنا لا تتجاوز 140 متر وفي احيان كثيرة تنقسم الى قسين او اكثر، ذهبت الى (ابو الثلج) لكي اشرب ماءاً بارداً لكني تفاجئت حين نظرت اليه عن بعد فرأيت الناس مكتظة في المكان نفسه وسئلت احدهم قلت هل حدث شئ لاسامح الله ! فأجابني ضاحكا هذا من فضل حكومتنا المؤقتة فالناس طوابير لكي تتحصل على (ربع قالب ثلج) والذي يبلغ 1000 دينار أي ربع ما يتحصل عليه العامل البسيط لبيته، لكنه يحتاج اكثر من (ربع قالب ثلج) فيضطر لاعطاء نصف (اليومية) لكي تشرب اطفاله الماء البارد لان ماء الانابيب ان وجدت فانها ساخنة لاتنفع حتى (للزيان) كما يعبرون، فهاهو صيفنا اصبح عالة على الفقراء بعد ان كان ستر الفقراء وكأن الموازين قد انقلب على اعقابها.

 

 كهرباء بس بالأسم

الكهرباء – وما ادراك ما الكهرباء – كلمة يرددها جدي دائما بسبب الحالة النفسية التي وقع بها من جراء الكهرباء، صارت امنية لدى العراقيين لرؤية النور ولو لساعتين متتاليتين، ناهيك عن لهيب الحر الذي يفتك بالاطفال مع درجة الحرارة التي تصل الى اكثر من 50 درجة مئوية وهي كافية لتجعل الاطفال يستغيثون من شدة الحر، ولازالت الوعود تطلق من هذا وذاك ولازالت الحجج التي لايقبلها طفل من ضرب الانابيب والشبكات وما الى ذلك، فهل يعقل على مدى اكثر من سنتين ونصف لاتستطيع الولايات الامريكية او الحكومة توفير الطاقة الكهربائية، سألت احد المصريين عن وضعية الكهرباء لديهم فبادر بالضحك لم ينقطع حتى بعد مرور 5 دقائق وحين سألته لماذا كل ذلك الضحك هل ذكرت لك نكتة ام ماذا بادر بالجواب وقال لم نعرف الظلام ولم تنطفأ لدينا الكهرباء ابدا.

 وغيرها من المشاكل المستعصية والتي تأكل بأجساد العراقيين يوما بعد يوما وذلك يتجلى بمشكلة البانزين والتي يقف اصحاب السيارات من الصباح الباكر وحتى الليل لكي يسدوا حاجة البانزين لسياراتهم. هنالك مشكلة الخدمات الصحية وخدمات التنظيف وخدمات المجاري وووووو.......! و أتسائل مرة اخرى اين حكومتنا المنتخبة من ذلك ! فالحكومة تنعم برواتبها الخيالية متناسين ان هنالك شعب كان يتأمل خير من انتخابات المرجعية والتي فرضتها على المساكين بسبب الفتاوى التي اذ لم تطبقها فأنك لا محال في النار وهي افضل من الصلاة والصوم، ويبدو ان ماجاء به الاحزاب من برامج سياسية اصبح فارغا من محتواه فلم نشهد أي تحسن في أي مجال يذكر ولم نرى جدولة انسحاب قوات الاحتلال (سبب مصيبتنا وبلائنا) حيث كان هذا البند في صدارة البرامج السياسية التي اطلقتها الكتل السياسية المشاركة بالانتخابات،لكن شاهدنا تزايد دماء العراقيين الابرياء، مع هذا كله يوجد هنالك اصواتاً صداحة وناطقة بالحق في الجمعية الوطنية ولكنهم مع شديد الأسف لا يستطيعوا ان يفعلوا شيء.

 ان العراقيين يوجهون رسالة الى كل عراقي شريف وغيور في الحكومة والجمعية ان يراعوا هذا الشعب المنتهك والمسلوب الإرادة وضع حلول لمشاكلهم والتي تعتبر من الحقوق البسيطة مقارنة وتضحيتهم من اجل انتخاباتكم وان لا يجانبوا الاحتلال ويدركوا انه سبب مصيبتنا ويشترك معه حزب البعث الكافر والوهابيين التكفيريين، وان يتسارعوا وينقذوا هذا الشعب لان السيل وبكل تأكيد قد بلغ الزبا وان هذا الشعب لم يعد يتحمل مايجري له من آلام وضغائن لان ماجرى له ليس بقليل ومايجري له الان يكبله بالجراح فوق جراحه ومالي في نهاية الحديث ان اقول ليس في اليد شيئاً سوى القلم لأطرح معاناة شعبي العزيز من خلاله.

 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com